ألمانيا تعيش صدمة بعد حادث دهس سوق "ماجديبورج".. "الذئاب المنفردة" تعود إلى الواجهة.. حرب إسرائيل على غزة ولبنان وتوغلها فى سوريا سبب رئيسى فى الكراهية حول العالم.. وتحذيرات من هجمات خلال احتفالات أعياد الميلاد

ما زالت ألمانيا تعيش على واقع صدمة بعد أن دهس رجل مجموعة من الأشخاص في سوق عيد الميلاد في مدينة ماجديبورج في وسط البلاد، ما أدى إلى مقتل 5 أشخاص وإصابة نحو 205 آخرين، الأمر الذى أعاد للأذهان ظاهرة "الذئاب المنفرة"، وخصوصا مع الحرب التي تنفذها قوات الاحتلال الإسرائيلية في غزة ولبنان وتوغلها في الأراضي السورية.

ورغم أن السلطات الألمانية في حالة تأهب قصوى لحماية الأمن الداخلي ومنع حدوث محاولة مماثلة لهجوم الشاحنة عام 2016 على سوق عيد الميلاد مرة أخرى، إلا أن رجلا منفردا تمكن من دهس مجموعة كبيرة من الأشخاص في سوق لعيد الميلاد في مدينة ماجديبورج، وقالت مصادر بالحكومة المحلية، إن الشرطة اعتقلت السائق. فيما تعيش المدينة حالة صدمة كبيرة.

الحرب التي تقودها إسرائيل في غزة ولبنان وتوغل قوات الاحتلال في الأراضي السورية، جعل العالم بأثره يدفع الثمن نظرا لحالة الاحتقان العام التي تشهدها السياسات الدولية، والسخط الشعبي لدى المواطنين، رغم التحذيرات الإقليمية والدولية والمطالب الأممية بوقف إطلاق النار من قبل إسرائيل، لتجنب وقوع حرب شاملة في المنطقة، إلا أن "تل أبيب" ترفض ذلك وتصرّ على استمرار الحرب والقتال.

رئيس وزراء ولاية ساكسونيا أنهالت، قال إن المشتبه به، المحتجز لدى الشرطة، طبيب يعيش ويعمل في بلدة ماجديبورج.

وقال إنه يعتقد أن الرجل تصرف بمفرده، فيما ذكرت وزيرة داخلية الولاية تمارا زيتشانغ إن المشتبه به طبيب يقيم في ألمانيا منذ عام 2006، ولديه إقامة دائمة.

ونقلت وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) عن مصادر قولها، إن المشتبه به يبلغ من العمر 50 عامًا ولم يكن مدرجًا على قائمة المراقبة الخاصة بأجهزة إنفاذ القانون باعتباره معروفًا ولم تتوصل السلطات بعد إلى الدافع وراء الهجوم.

ومن المقرر إقامة مراسم تأبين في كاتدرائية مدينة ماجديبورج الساعة السابعة مساء اليوم السبت، وقالت عمدة المدينة، سيمون بوريس، للصحفيين وهي تبكي، إنها تريد أن تعطي المتضررين وأقاربهم والمواطنين فرصة للحداد. وأضافت "سنحتاج إلى وقت طويل للحزن... سوف نتعامل مع كل هذا بشكل شامل".

وعقب الهجوم، جرى تنكيس الأعلام في البلاد، ويذكر أن ماجديبورج هي مدينة يبلغ عدد سكانها حوالي 237 ألف نسمة وتقع على بعد حوالي 150 كيلو مترًا غرب برلين.

وأعرب المستشار الألماني أولاف شولتس عن صدمته، وقال في منشور على منصة إكس "المعلومات الواردة من ماجديبورج تثير أسوأ المخاوف، كل التعاطف مع الضحايا وأحبائهم، نحن إلى جانبهم وإلى جانب سكان ماجديبورج. أشكر فرق الإنقاذ العاملة".

وتوالت ردود الفعل الدولية المنددة بالهجوم، حيث أعربت مصر إدانتها للحادث، وأكدت على تضامنها مع جمهورية ألمانيا الاتحادية الصديقة، واستنكارها لكافة أشكال العنف والإرهاب، وتتقدم بأصدق تعازيها لحكومة وشعب جمهورية ألمانيا الاتحادية وتتمنى الشفاء العاجل للمصابين.

كما أعرب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميللر عن صدمة الولايات المتحدة وحزنها إزاء حادث الدهس المروع الذي وقع بأحد أسواق عيد الميلاد بمدينة "ماجديبورج" شرق ألمانيا خلال الساعات الماضية، وتسبب في مقتل وإصابة عشرات الأشخاص.