الأمين العام لحلف الناتو يكشف عن مخاوف خطيرة.. ويؤكد: زيادة الإنفاق العسكرى ضرورى لإرضاء ترامب ومنع نشوب الحرب فى أوروبا.. واتصالات روسيا مع كوريا الشمالية وإيران والصين تستلزم تسليح أوكرانيا سريعا

أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسى مارك روتى، عن مخاوف خطيرة تواجه الناتو خلال الفترة المقبلة ، سواء من قرارات الرئيس الأمريكيى المنتخب دونالد ترامب، أو مخاوف من الحرب في أوروبا.

وفى مقابلة  مع وكالة الأنباء الألمانية، يعتقد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روتي،  أن زيادة الإنفاق الدفاعي بشكل كبير أمر ضروري  خلال الفترة المقبلة، وفي الوقت الذى لا يرى فيه خطورة هجوم روسي على أراضي الحلف، لكنه في الوقت نفسه يشعر بالقلق بشأن المستقبل.

وقال مارك: إذا لم نقم بزيادة إنفاقنا الدفاعي، فسنواجه مشكلة خطيرة خلال أربع إلى خمس سنوات، ولا يجب علينا أن نخاف في الوقت الحالي، لكن على المدى الطويل أشعر بالقلق.

ويأتي تخوف روته من التوسع الهائل في إنتاج الأسلحة الروسية بسبب الحرب العدوانية ضد أوكرانيا، وفي رأيه، فإن دول الناتو لم تتصدى لهذا الأمر بشكل كافٍ بعد، لذك يجب   تعزيز صناعة الدفاع وتوسيع الإنتاج.

وأوضح امين حلف الناتو:  يتعين إنشاء خطوط إنتاج ونوبات إضافية لأننا لا ننتج ما يكفي من السلع العسكرية لحماية أنفسنا على المدى الطويل، ولا يزال لدينا الوقت للاستعداد وتعزيز قوة الردع  لمنع نشوب حرب على أراضي الناتو،  لكن علينا أن نتحرك الآن .
 

توقعات بضغوط من الرئيس الأمريكي

كما  يتوقع روته أيضًا ضغوطًا في هذا الاتجاه من الرئيس الأمريكي المستقبلي دونالد ترامب، الذي هدد في فترة ولايته الأولى بسحب الولايات المتحدة من الناتو إذا لم ينفق الحلفاء على الفور 2% من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع. وأضاف:  سيريد منا أن نفعل المزيد، وهو على حق في القيام بذلك.

ولم يوضح روته ما إذا كان يعتقد أن زيادة هدف الإنفاق الدفاعي لحلف شمال الأطلسي إلى 3% من الناتج المحلي الإجمالي أو أكثر أمر منطقي،  ومن المقرر أن يتم اتخاذ قرار بهذا الشأن في قمة الناتو في يونيو المقبل.

و في الآونة الأخيرة، ظهرت تقارير تفيد بأن ترامب قد يطلب من الأوروبيين إنفاق 5%، ومن المحتمل أن تصل ألمانيا في نهاية المطاف إلى معدل يبلغ نحو 2.1 % هذا العام.

كما تحدث أمين عام حلف شمال الأطلسى، عن   رفض المستشار أولاف شولز  المستمر لتسليم صواريخ توروس كروز إلى أوكرانيا، حيث أوضح روتي أنه سيتخذ شخصيًا قرارًا مختلفًا ولن يفرض أي قيود على استخدامها.

وقال رئيس الوزراء الهولندي السابق: بشكل عام، نعلم أن مثل هذه القدرات مهمة جدًا بالنسبة لأوكرانيا، لكن الأمر لا يعود إليه ليقرر ما الذي ينبغي للحلفاء تقديمه.

تعليق روته على انتقاد أولاف  شولتز
 

ودافع روته بقوة عن المستشار ضد الانتقادات: ما فعله أولاف شولتز مثير للإعجاب،  وساعد شولتز في ضمان احتلال ألمانيا المرتبة الثانية بعد الولايات المتحدة في الدعم العسكري لأوكرانيا، بمبلغ 28 مليار يورو، أو حتى 34 مليار يورو في بعض الحسابات.
وأضاف هذا مبلغ ضخم، يفوق بكثير العديد من الدول الأخرى، بما في ذلك الاقتصادات الأوروبية الكبرى ، وهذا إنجاز يمكن لأوكرانيا أن تعرب عن امتنانه لشولز.
 
وفيما يتعلق بالادعاءات القاسية أحيانًا التي وجهها الرئيس الأوكراني فولوديمير سيلينسكي ضد شولتز، قال روتي:  لقد أخبرت زيلنيسكى  كثيرًا أنه يجب عليه التوقف عن انتقاد أولاف شولتز لأنني أعتقد أن هذا غير عادل.

وكان زيلينسكى قد انتقد شولتز مؤخرًا، من بين أمور أخرى، بسبب اتصاله بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين هاتفيًا ضد إرادته، و أعرب مرارًا وتكرارًا علنًا عن عدم فهمه لرفض المستشار لتسليم صواريخ كروز من طراز توروس.

  الصراع في أوكرانيا سيكون مشكلة بالنسبة للولايات المتحدة

ووفقاً لتصريحاته الخاصة، يجادل روتي بالمثل في حواراته مع ترامب، الذي يعتقد أن أوروبا ستخفض الدعم العسكري لأوكرانيا - حتى لو كان هذا يعني أن روسيا يمكن أن تقدم نفسها على أنها المنتصر في الحرب في النهاية.

وقال: حجتي له، وبشكل عام، هي أن الصراع في أوكرانيا أصبح مشكلة بالنسبة للولايات المتحدة، و يمكنك أن ترى اتصالات روسيا مع كوريا الشمالية وإيران والصين، ومن خلال تعاون هذه الجهات الأربع، يصبح الصراع برمته أيضًا تهديدًا للولايات المتحدة.

ويرى روتي أن نتيجة ذلك يجب أن تكون تسليح أوكرانيا بشكل كبير مرة أخرى قبل المفاوضات المحتملة، وقال:  علينا أن نضمن أن أوكرانيا، التي تمر حاليا بوضع صعب، ستصل إلى موقف قوي، لذلك يجب علينا أن نضمن بشكل عاجل تقديم دعم عسكري إضافي لأوكرانيا،  وحتى ذلك الحين، فإنه لن يتكهن بشأن إمكانية نشر قوات حفظ سلام أوروبية لتأمين وقف إطلاق النار.