الشتاء القارس يفاقم أوضاع أهالى غزة.. البرد يفتك بالرضع.. انعدام الأمن الغذائى بين الأمهات يظهر أمراض جديدة بين الأطفال.. الاحتلال الإسرائيلى يواصل حصار القطاع لليوم الـ447.. ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء

الطفلة سيلا

كتب عبد الوهاب الجندى

الخميس، 26 ديسمبر 2024 02:30 م

تحاصر قوات الاحتلال الإسرائيلية، سكان أهالى قطاع غزة الفلسطينى برا وبحرا وجوا، منذ السابع من أكتوبر 2023، وتمنع عنهم الماء والغذاء والدواء، وتهدم منازلهم وتفجر شوارعهم، ومع دخول فصل الشتاء ازداد الأمر تعقيدا، حيث يعيش ملايين الغزيين على شواطئ البحر، فى خيم متهالكة ويفتك بهم البرد القارس وتجرف حاجاتهم الأمطار الغزيرة، ويعانى الأطفال مرار الحرب ومعاناة الطقس.

وفى اليوم الـ447 للعدوان على غزة، أحصت مصادر طبية استشهاد 20 فلسطينيا بينهم 5 صحفيين منذ فجر اليوم الخميس، فى سلسلة غارات استهدفت مواقع مختلفة فى القطاع.

واستُشهد ثلاثة رضع فى قطاع غزة، صباح اليوم الخميس، بسبب البرد وانخفاض درجات الحرارة خلال 48 ساعة فى غزة.

وحسب مصادر طبية، تتراوح أعمار الشهداء الثلاثة من الأطفال حديثى الولادة بين 4-21 يوما، مشيرة إلى أن انعدام الأمن الغذائى بين الأمهات أدى إلى حالات مرضية جديدة بين الأطفال.

وتوقعت دائرة الأرصاد الجوية أن يكون الجو اليوم الخميس، غائمًا جزئيًا وباردًا إلى شديد البرودة ويطرأ انخفاض ملموس على درجات الحرارة، ويحتمل سقوط امطار محلية فوق بعض المناطق الشمالية الرياح جنوبية غربية إلى غربية خفيفة إلى معتدلة السرعة والبحر خفيف ارتفاع الموج.

وتجمدت الرضيعة سيلا محمود الفصيح، من البرد القارس فى الخيام الموجودة على شاطئ البحر فى مواصى خان يونس، فى المنطقة التى أعلنها الاحتلال الإسرائيلى "منطقة إنسانية آمنة مؤقتة للنازحين"، بحسب ما نشر الدكتور منير البرش مدير عام وزارة الصحة – غزة.

وتعرضت منطقة المواصى الساحلية غرب رفح، والتى صنفتها إسرائيل سابقا على أنها "منطقة إنسانية"، مرارا وتكرارا لهجمات إسرائيلية.

وكتب على إكس: "ليست خيامًا بل ثلاجات موت.. استشهدت رضيعتان خلال أسبوع واحد بسبب البرد القارس فى خيام النزوح بقطاع غزة، وما زلنا فى الأيام الأولى من فصل الشتاء."

سيلا محمود الفصيح

وبحسب وسائل إعلام فلسطينية، قال رئيس قسم الأطفال والولادة فى مستشفى ناصر الطبى بخانيونس أحمد الفرا، إن هناك ازدياد كبير بأعداد الأطفال الخدج مع استمرار العدوان الصهيونى على قطاع غزة.

وأشار الفرا إلى أن 20% فقط من أقسام الحضانة تعمل فى قطاع غزة، وأن هناك أطفال خدج يفارقون الحياة نتيجة قلة الإمكانيات الطبية خاصة أجهزة التنفس الاصطناعي.

كما أكد رئيس قسم الأطفال والولادة أنه فى بعض الأحيان يفاضل الأطباء بين الحالات لإنقاذ حياة الأطفال، كما أن هناك نقص كبير فى حفاضات الأطفال.

من جانبه كشفت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، عن استشهاد طفل فلسطينى كل ساعة فى قطاع غزة يأيدى قوات الاحتلال الإسرائيلي.

وأكدت الأونروا فى بيان لها، أن عدد الأطفال الفلسطينيين الذين قتلوا منذ بداية العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة بلغ 14500 طفل فى غزة بحسب منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف".

وأشارت إلى عدم وجود مبررات لقتل هؤلاء الأطفال فى قطاع غزة الذين يخسرون حياتهم ومستقبلهم ومعظم آمالهم.

وتواصل قوات الاحتلال لليوم الـ447 على التوالى، شن مئات الغارات، والقصف المدفعى وتنفيذ جرائم فى مختلف أرجاء قطاع غزة، وارتكاب مجازر دامية ضد المدنيين، وتنفيذ جرائم مروعة فى مناطق التوغل، وسط وضع إنسانى كارثى نتيجة الحصار، ونزوح أكثر من 90% من السكان.

أم وطفلتها في وسط غزة

ولا يزال آلاف الشهداء والجرحى لم يتم انتشالهم من تحت الأنقاض؛ بسبب تواصل القصف وخطورة الأوضاع الميدانية، فى ظل حصار خانق للقطاع، وقيود مشددة على دخول الوقود والمساعدات الحيوية العاجلة، لتخفيف الأوضاع الإنسانية الكارثية.

استشهد 10 مواطنين وأصيب آخرون بجروح، اليوم الخميس، فى قصف الاحتلال الإسرائيلى منطقتى الصبرة جنوب مدينة غزة، وجباليا البلد شمال قطاع غزة.

وأفاد وسائل إعلام فلسطينية، بأن الاحتلال قصف عمارة سكنية تعود لعائلة الدهشان فى فى محيط ملعب النور بمنطقة الصبرة جنوب غزة، ما أدى إلى استشهاد 8 مواطنين بينهم أطفال وأصيب آخرون بجروح.

وفى منطقة جباليا البلد شمال قطاع غزة، قصف الاحتلال منزلا يعود لعائلة رضوان فى شارع غزة القديم، ما أدى إلى استشهاد مواطنين وأصيب عدد من المواطنين بجروح.

وجددت مدفعية الاحتلال قصفها لمناطق شرق قرية المصدر جنوب شرق مخيم المغازى وسط قطاع غزة.

وكانت مصادر طبية أشارت بأن 10% من سكان قطاع غزة شهداء أو جرحى أو مفقودون.