"مشاعر أيس مان".. قصة قصيرة لـ نورا طارق

نورا طارق
نورا طارق

صرخات وضحكات الأطفال كانت تملأ المكان، تعبيرًا عن المرح والسعادة، وهم يتسابقون لجمع كرات الثلج ليرموها على بعضهم البعض وفريق آخر كان منهمكًا في تصميم أشكال مختلفة من الثلج، وقد نجح أحدهم في نحت رجل ثلج متوسط الحجم يرتدي وشاحًا أحمر، عيناه كرتان سوداوان، وأنفه جزرة كبيرة.

أخذ الأطفال يلتقطون الصور مع رجل الثلج للذكرى، فرحين بنجاحهم في نحته. وعندما اكتفوا وطالبتهم عائلاتهم بالانضمام إليهم لتناول الغداء، دبت الروح في جسد رجل الثلج. بدأ ينظر حوله ويتابع الأطفال، ثم قال لنفسه: "أخيرًا تحقق حلمي وأصبحت آيس مان." نظر إلى جسده بسعادة قائلاً: "الله! شكلي جميل جدًا... الأطفال هؤلاء فنانين. والكوفية أيضًا أنيقة! أين عائلتي؟ عندما كنت أخبرهم عن حلمي بالتحول من قطعة سحاب إلى رجل ثلج منحوت على الأرض، كانوا يغضبون ويقولون إنني أريد تركهم والتخلي عنهم. لكن الحقيقة أنني كنت فقط أريد تجربة شيء جديد. كل مرة كنت أتحول فيها من قطعة سحاب إلى جزء من نهر، أو كوب ماء، أو حتى حوض لغسل الملابس أو الفاكهة... لا، لا! لا أريد أن أتذكر كل ذلك. أخيرًا أصبحت تمثالًا يحبه الأطفال ويلتقطون الصور معه وكأنني نجم سينما!".

وبعد ساعات طويلة من استمتاع رجل الثلج بالأجواء الشتوية في إحدى الدول الأوروبية، حيث تحولت الأرض إلى مناطق ثلجية، بدأ رجل الثلج يتابع طوابير طيور البطريق والأطفال الجالسين مع عائلاتهم لالتقاط الصور التذكارية. لكنه مع مرور الوقت شعر بالملل والوحدة. لفت انتباهه طفل يبكي باحثًا عن والديه، فتابعه عن كثب حتى وجده والداه واحتضناه بحنان وهما يبكيان. عندها تذكر رجل الثلج لحظات تواجده مع عائلته عندما كان سحابًا، وأدرك أن حلمه بالاستقلال بعيدًا عنهم وتحوله إلى رجل ثلج لم يغنه عن دفء العائلة. وقال لنفسه: "لقد مللت الوحدة. عائلتي اشتقت لهم كثيرًا." ثم نظر إلى السماء وتابع: "أريد أن أعود مرة أخرى إلى قطعة سحابة بين عائلتي. اشتقت لنصائح أبي، وحضن أمي، وضحك إخوتي. كنت مخطئًا عندما ظننت أن السعادة في الاستقلال والبعد عنهم. أتمنى لو أعود مجددًا."

وأثناء بكاء رجل الثلج شوقًا لعائلته، بدأت دموعه تتسبب في انهياره وتحوله إلى قطع ثلج. لكنه مع ذلك شعر بالسعادة عندما ذاب وتحول إلى ماء، لأنه علم أن هذه هي الطريقة الوحيدة التي ستعيده إلى عائلته كقطعة سحاب مرة أخرى.

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

تنسيق الجامعات 2025.. فتح باب تقليل الاغتراب لطلاب الثانوية العامة

وزيرة التنمية المحلية تعتمد حركة محليات محدودة تشمل 12 سكرتيرا عاما ومساعدا

النيابة تحقق فى مطاردة 3 طلاب سيارة فتيات بطريق الواحات

تعرف على طرق الوقاية من حوادث السيارات اثناء السير على المحاور

التضامن تعلن صرف تكافل وكرامة عن شهر أغسطس من الصراف الألى غدا


المطلقات والمرأة المعيلة أولوية فى وحدات بديلة بقانون الإيجار القديم

فيريرا يطفئ شرارة فتنة حراسة المرمى في الزمالك

القبض على المتهمين بمطاردة سيارة فتيات بطريق الواحات

ميرور: يويفا يخاطب العالم لوقف الحرب فى غزة بعد رسالة محمد صلاح

بدء التسجيل لمرحلة تقليل الاغتراب لطلاب المرحلتين الأولى والثانية إلكترونيا.. مكتب التنسيق: الالتزام بنسبة الـ10% للتحويل بين الكليات ولا يوجد تحويلات ورقية.. واستمرار التقدم لاختبارات الدبلومات والمعاهد الفنية


في ذكراها.. شويكار في تصريح سابق لليوم السابع: شقيقتى لم تعمل في مجال الفن

الطقس اليوم.. موجة شديدة الحرارة ورطوبة مرتفعة والعظمى بالقاهرة 42 درجة

هل يجوز إخلاء وحدات الإيجار القديم بالتراضى بعد صدور القانون؟.. التفاصيل

ميلانيا ترامب تتوعد هانتر بايدن بمقاضاته إذا لم يسحب تصريحاته ضدها والاعتذار

بعد قرار الجنايات.. فصل جديد ينتظر قضية "قهوة أسوان" بعد تأجيلها للمرافعة

موعد مباريات اليوم الخميس 13 – 8 -2025 في الدورى المصرى

باريس سان جيرمان يتسلم كأس السوبر الأوروبي بحضور فلسطيني مميز (فيديو)

سواق توك توك.. ياسر جلال يلبى نصيحة أصدقائه بعمل إضافى مع التمثيل (فيديو)

ضياء السيد: المناوشات جزء من كرة القدم لكنها لا تصل للإهانات والعنصرية

ركلات الترجيح تحسم قمة باريس سان جيرمان ضد توتنهام فى السوبر الأوروبي

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى