حقوقيون بالبحرين يزورون مجمع مراكز إصلاح وتأهيل العاشر من رمضان.. الزيارة تكشف عن ملامح نهج عصرى تعلى من قيمة الكرامة الإنسانية.. وتعيد صياغة مفهوم الإصلاح خلف الأسوار.. صور

كتب محمود عبد الراضي

السبت، 28 ديسمبر 2024 08:48 م

وسط مدينة العاشر من رمضان، حيث يلتقى القانون بالإنسانية، تجلت صورة جديدة للعمل العقابى، حيث استقبل مجمع مراكز إصلاح وتأهيل العاشر من رمضان وفدًا من الأمانة العامة للتظلمات بمفوضية حقوق السجناء والمحتجزين بوزارة العدل فى البحرين، فى زيارة تكشف عن ملامح نهج عصرى يُعلى من قيمة الكرامة الإنسانية ويعيد صياغة مفهوم الإصلاح خلف الأسوار.

رحلة عبر الأمل والإصلاح

بداية الزيارة كانت مع عرض مجسم يحاكى تصميم المجمع، الذى لم يكن مجرد مبانٍ، بل لوحة تجسد رؤية وزارة الداخلية نحو "إصلاح بعين الإنسانية".

الجولة بدأت بالتقاط الصور التذكارية، كأن الوفد يرغب فى تخليد لحظة الأمل هذه، فى المركز الطبى، انكشفت جوانب الرعاية الصحية الشاملة للنزلاء، حيث تتوفر تخصصات طبية متنوعة ومعدات حديثة تضاهى المستشفيات الكبرى، مُؤكدة أن الصحة لا تعرف الفوارق حتى داخل الجدران المغلقة.

وفى مبنى التأهيل والتعليم الفنى، تتجلى روح الابتكار والإبداع، حيث تتحول الأيدى إلى أدوات لصنع الجمال عبر الرسم والمشغولات اليدوية.

وعلى الجانب الآخر، تقف المكتبة شاهدة على التزام المركز برفد العقول بالمعرفة، بينما تُزرع بذور الطفولة فى مبنى روضة الأطفال، حيث يمكن للنزيلات الحاضنات الاحتفاظ بلمسة أمومة دافئة.

اكتفاء ذاتى بروح التعاون

الزيارة امتدت إلى المزارع، حيث يحتضن المجمع حياة نابضة بالإنتاج الزراعى والحيوانى والداجنى، هنا لا تُزرع الأرض فقط، بل يُزرع الأمل فى الاكتفاء الذاتى، فى خطوة تجعل مراكز الإصلاح مصدرًا للقوة الإنتاجية.

وفى أجواء مفعمة بالحيوية، تواصل الوفد مع النزلاء فى أماكن الأنشطة الرياضية، الرياضة هنا ليست مجرد ترفيه، بل نافذة للتنفيس عن الضغوط ووسيلة لبناء جسدٍ وعقلٍ أكثر قوة.

حين يعزف الإصلاح سيمفونية الحياة

نهاية الجولة كانت احتفالية بامتياز، حيث توجه الحضور إلى قاعة الاحتفالات ليشهدوا عرضًا موسيقيًا قدمه النزلاء والنزيلات. الموسيقى هنا لغة تفتح قلوبًا أُغلقت يومًا ما، وترمم أرواحًا تسعى للعودة إلى المجتمع.

إشادة تليق بالإنجاز

أثنى الوفد الزائر على ما رأوه، معبرين عن تقديرهم لنهج وزارة الداخلية فى تطبيق مبادئ السياسة العقابية الحديثة، فالأمر لا يقتصر على العقوبة، بل يتجاوزها إلى التأهيل وإعادة الاندماج. فى العاشر من رمضان، يُكتب فصل جديد عنوانه "الإصلاح بعين الرحمة"، حيث تتحول مراكز الاصلاح من أماكن للعزل إلى محاضن للإصلاح، ومن مساحات مغلقة إلى منصات لصناعة الغد.