انهيار المنظومة الصحية فى السودان جراء الحرب.. إجمالى خسائر تصل لـ11 مليار دولار.. وزير الصحة: ثلث مستشفيات البلاد تعرضت للنهب على يد الدعم السريع.. خروج جميع مراكز الأورام عن الخدمة.. و1258 حالة وفاة بالكوليرا

لا يزال السودان يعانى ويلات الحرب الضروس، التى تدور رحاها بين القوات المسلحة السودانية، فى مواجهة ميليشيا الدعم السريع، منذ إبريل 2023، وهى الحرب التى خلفت وراءها آلاف من القتلى والمصابين، وتسببت فى أكبر أزمة نزوح فى العالم، وفقا لبيانات الأمم المتحدة.

وتركت الحرب فى السودان أثرا عميقا على كافة القطاعات، وبشكل خاص القطاع الصحى، مع استمرار استهداف الدعم السريع للمنشآت الصحية، خلال الشهور الماضية التى شهدت معارك عنيفة، واستهدف ممهنج للمدنيين.

وكشف هيثم محمد ابراهيم وزير الصحة السودانى، أن القطاع الصحى فى السودان، حقق خسائر جملتها 11 مليار دولار منذ اندلاع الحرب، وقال الوزير: "جملة خسائر القطاع الصحى أثناء الحرب بلغ 11 مليار دولارا، تشكل 22% من جملة الضرر الذى لحق بقطاع الخدمات أثناء فترة الحرب الحالية".

وكشف وزير صحة السودان فى مؤتمر فى مدينة بورتسودان، ونقلت تصريحاته وكالة سونا الرسمية، عن تسجيل 12 ألف وفاة وردت إلى المستشفيات أثناء فترة الحرب وتسجيل 33 ألف حالات إصابات خطرة ضمن 150 ألف حالة وفاة بالبلاد فيما بلغت حالات الاغتصاب التى وصلت للمستشفيات 306 حالة، مشيرا لوجود حالات أخرى لم يتم الإبلاغ عنها.

وأكد وزير الصحة، تسجيل عن 1258 حالة وفاة بالكوليرا و8450 حالة بحمى الضنك، و870 حالة وفاة أمهات حوامل بسبب غياب الخدمات الصحية بمناطق سيطرة الدعم السريع، ولفت إلى فقد 60 كادراً صحيا أرواحهم أثناء تأدية عملهم.

وذكر الوزير أن 250 مستشفى تعرضت للدمار والنهب من قبل ميليشيا الدعم السريع، بما يعادل ثلث مستشفيات البلاد، وأكد أن جميع المستشفيات التى خرجت عن الخدمة، كانت قد تعرضن للنهب والتدمير من عناصر الدعم السريع.

كما أشار إلى خروج جميع مراكز علاج الأورام عن الخدمة عدا مستشفى بمدينة مروى بالولاية الشمالية، وأن 4 ألاف مريضا فقدوا أرواحهم ضمن 7 آلاف مصابا بمرض الكلى، ولفت إلى خروج 70 % من المستشفيات المرجعية عن الخدمة فى الأشهر الأولى بولاية الخرطوم.وخلال حديثه عن انتهاكات الدعم السريع بحق القطاع الصحى، أعلن وزير الصحة السودانى، عن ارتفاع معدلات سوء التغذية بين الأطفال فى السودان نتيجة انتهاكات قوات الدعم السريع للقطاع الصحى.

وأكد أن دراسة حديثة أظهرت أن معدل سوء التغذية بين الأطفال وصل إلى 15% فى 24 محلية، بينما ارتفع إلى 30% فى محليات الطويلة، أم كدادة، واللعيت بشمال دارفور، وهى مناطق تسيطر عليها قوات الدعم السريع

وأوضح الوزير أن تزايد حالات سوء التغذية لا يتعلق فقط بنقص الغذاء، بل يرتبط بأمراض الأطفال، وانعدام المياه النظيفة، وأشار إلى أن الأطفال فى هذه المحليات يفتقرون إلى التطعيمات والخدمات الصحية الأساسية، مما يزيد من معاناتهم.

وأضاف فى حديثه أن أطفال دارفور لم يتلقوا التطعيمات الدورية لفترة طويلة، إلا أن الوزارة تمكنت من التدخل لتوفير اللقاحات فى بعض المناطق.

وخلال حديثه أكد الوزير وجود ترتيبات مع وكالات الأمم المتحدة لتنفيذ خطة شاملة لعلاج سوء التغذية، بتكلفة تبلغ 471 مليون دولار، كما أشار إلى توفر 2249 مركزاً للتغذية العلاجية والطبية فى البلاد لدعم هذه الجهود.