د. ماريان جرجس تكتب: وداعا 2024

د. ماريان جرجس
د. ماريان جرجس

ينتهي عام 2024 م ، فيصبح عمر الجمهورية الجديدة عقدًا واحدًا ، والتي وضعت الدولة المصرية أساسها منذ أن أشرقت شمس العهد الجديد في سماء نظام الثلاثين من يونيو ، مر عام على الشرق الأوسط ملئ بالأحزان وغيوم سياسية وتحديات غير مسبوقة ، وكأن لعنة ايزنهاور لازالت تطارد الشرق الأوسط والذي كان أول من تحدث عن تقسيم الشرق الأوسط و أحقية تدخل الولايات المتحدة في أي دولة فيه.
فكان الربيع العربي ابنًا لكل مخططات التقسيم وخرائط التفتيت التي تلت ذلك، والذي طال معظم الدول العربية ولكن مصر هي البلد الوحيدة التي خرجت فائزة من ذلك الربيع المزعوم واستطاعت أن تسير بين موجاته العاتية فوصلت بر الأمان.

ولكي تصل إلى هناك ، وسط كل تلك التحديات كانت هناك عدة مقومات انتهجتها الدولة لتصل إلى بغيتها ، على الصعيد الخارجي والداخلي ؛ فعلى الصعيد الخارجي استطاعت مصر رسم سياساتها الخارجية ومواقفها تجاه القضايا المحيطة بنا ، استطاعت أن تضبط النفس ولا تكون طرفًا في صراع بينها وبين أي دولة حتى  في ملف سد النهضة لم تكن سببًا في اشتعال اى صراع عسكري في المنطقة  مع التوكيد على حقوق مصر وأمنها .

لعبت دورها بمهنية كي تكون صمام الأمان في المنطقة وتحاول تهدئة الصراعات المتأججة دون أن تنفذ أجندة غربية في الاراضى العربية ولكن نفذت أجندتها الوطنية والعربية بأدوات مصرية خالصة ، فكانت السند والشقيقة الكبرى والملاذ الآمن لكل الأشقاء العرب.
استطاعت أن تدخل نادي الكبار وتكون على نفس الطاولة مع الدول الأوروبية بل تطالب بإصلاح هيكلي في النظام المالي العالمي لصالح الدول النامية وأن تلعب دورًا حيويًا في مجابهة أزمات المُناخ والأمن الغذائي.

كما اتسمت السياسة الخارجية بقدرتها على الإنذار المبكر للأزمات ، فمنذ بداية هذا العام وحذرت الدولة المصرية من خطورة اتساع رقعة الصراع في العالم العربي والذي يخلق إقليم ضعيف أمام دولة الكيان الصهيوني وقد كان بالفعل ، فتتصاعد الأزمة الفلسطينية وتتشابك أطراف خيوط القضية أكثر وأكثر ، دون بريق أمل لوقف إطلاق النار.

أمّا على الصعيد الداخلي، فاستطاعت أن تصمد بسياسات مالية مرنة أمام موجات التضخم وأن تستكمل كل المشاريع القومية الكبيرة ، وأن تحافظ على وحدة نسيج المجتمع  والاستقرار الداخلي والأمني، والاستمرار في كل المشاريع التنموية رغم المعوقات والحفاظ على أدنى مستوي للبطالة مع استمرار نضوج الدولة سياسيا وتطوير دولاب العمل الحكومي وإعادة هيكلة الدعم من الدعم العيني إلى الدعم النقدي متلافيا كل تحديات وأخطاء الدعم العيني.

يحل علينا عام 2025 بتحديات جديدة في عالم تشكلت ملامحه من جديد ، عالم متعدد الأقطاب، بتحديات جديدة  على رأسها التحدي الأمني وسط الاضطرابات الجيوسياسية والأمن الغذائى والمائي وتحقيق التكامل العربي والاقليمى.

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

مصرع 3 أشخاص وإصابة 3 آخرين فى حريق هائل بمخزن خردة بالدقهلية

تشييع جثمان الضحية منة أيمن إحدى ضحايا حادث انفجار خط غاز أكتوبر.. صور

جدل هدية قطر لترامب مستمر.. الطائرة قيمتها 100 ضعف هدايا رئاسة أمريكا منذ 2001

لاستيعاب الكثافة المرورية.. مجلس الوزراء يوافق على طلب لمحافظة الجيزة

هيئة الأرصاد تكشف حقيقة تعرض مصر لـ العاصفة شيماء


وزير التعليم يعلن إعادة إطلاق اختبار "SAT" رسميًا فى مصر بداية من يونيو 2025

عقوبة غريبة من مانشستر يونايتد للاعبين بسبب نتائج الموسم

قصر ترامب الطائر.. "NBC": أعمال تحويل طائرة قطر لرئاسية تكلف أمريكا مليار دولار

الإدارية العليا تلغى حكم أول درجة بشأن تابلت طلاب الثانوية: عهده ويجب إعادته

تليجراف: دولة معادية ربما تكون وراء حرائق استهدفت أملاك لرئيس وزراء بريطانيا


بيراميدز يكشف حقيقة الحصول على توقيع رامى ربيعة

وزارة الداخلية تضبط قضية غسيل أموال بقيمة 280 مليون جنيه

محمد نجيب يعود لقطاع الناشئين بعد تولي ريفيرو قيادة الأهلي

باتشيكو يرفض تقسيط مستحقاته في الزمالك

الحكومة تستجيب لزراعة النواب: صرف باقى مستحقات مزارعى القطن خلال 24 ساعة

مواعيد مباريات اليوم.. الريال ضد مايوركا وميلان أمام بولونيا بنهائي كأس إيطاليا

اتجاه في اتحاد الكرة لرفض مطالبات الأندية بإلغاء الهبوط في اجتماع الثلاثاء

قادة دول الخليج يتوافدون إلى الرياض للمشاركة في القمة الخليجية الأمريكية

حدث ليلا.. تغطية شاملة لزلزال اليوم بقوة 6.4 ريختر: كان قويًا نسبيًا

كبسولة × القانون.. الفرق بين سقوط العقوبة وانقضاء الدعوى

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى