اعترافات سفاح الغربية.."الضحايا بيطلعولى فى الحلم.. ومش بعرف أنام"

سفاح الغربية
سفاح الغربية
محمود عبد الراضى و مصطفى عادل

على أعتاب قاعة محكمة جنايات المحلة، وقف الزمن شاهداً على قصة غريبة، تتجاوز حدود المنطق وتغوص في أعماق النفس البشرية المتصارعة.

عبد ربه موسى، المعروف إعلامياً بـ"سفاح الغربية"، ليس مجرد قاتل عادي؛ إنه رجل تطارده أشباح ماضيه بقدر ما تطارده ضحاياه في كوابيسه.

أُحيلت أوراقه إلى فضيلة المفتي تمهيداً للنطق بالحكم، حيث يتحدث نادماً، أو ربما هارباً من نفسه، إلى الأبد.

بين طفولة مأساوية وجريمة أولى

"قتلتُ الطفولة وأنا طفل"، بهذه العبارة يمكن أن يبدأ عبد ربه روايته، حيث كانت جريمته الأولى حين كان في الثامنة من عمره، طفلة رضيعة، لعبة بريئة، ونزعة غامضة داخل الطفل الصغير قادته إلى انتزاع "السكّاتة" من فمها حتى لفظت أنفاسها الأخيرة.

يقول إن والدته ضربته يومها بشدة، لكن الألم لم يكن ليغسل ذنبه، تلك اللحظة حُفرت في ذاكرته، مثل ندبة عميقة في الروح، وعادت لتؤسس لعلاقة مأساوية مع النساء، علاقة غلبت عليها الكراهية والغضب والانتصار الغاشم.

أنا قتلت مراتي... وكانت طيبة!

مرت السنوات، وكبر الطفل الذي قتل الطفولة، أصبح رجلاً يحمل داخله وحشاً نائماً، يستيقظ بين حين وآخر لـ يقتل بلا سبب، قتل زوجته، التي وصفها بأنها "ست طيبة، كانت حامل مني، وبتحبني"، وفي لحظة غير مفسرة، امتدت يداه لتخنقها، دون إدراكٍ لما يفعله.
"كنت بحبها"، قالها بصوت تخنقه الحسرة، لكن الحب لم يمنعه من أن يسلبها الحياة.

خمس سيدات... وخيانة النفس

ضحايا عبد ربه موسى سفاح الغربية خمس نساء، لكل منهن قصة انتهت على يديه، يروي كيف كانت فكرة القتل تسيطر عليه فجأة كإعصار داخلي لا يستطيع مقاومته.
يصف نفسه وكأنه في "حرب نفسية مع شيء بداخلي"، ذلك الشيء الذي كان يغلبه دائماً، فيجد نفسه أمام جثة، وأمام حياة أخرى سرقها بلا رحمة، لكن بعد كل جريمة، لم يكن الوحش الذي بداخله لينتصر بالكامل، كان الندم يتسلل ببطء، يطارده في أحلامه، يجعل النوم رفاهية لا يملكها، قال بصوت مكسور: "الضحايا بيجولي في الحلم... أنا مش بعرف أنام".

أسير الطفولة أم ضحية السادية؟

يحاول عبد ربه تفسير جرائمه، لكنه يضل الطريق بين أزماته النفسية وأشباح الماضي.
"أنا قتلت، لكني مش عارف ليه"، قالها بمرارة، نافياً أن تكون والدته سبباً في ما حدث، رغم قسوتها، غير أن الطب النفسي يرى أن طفولة عبد ربه حملت بؤراً صراعية مضطربة، ربما نتيجة صدمات حادة أو قسوة مفرطة، خلقت داخله وحشاً سادياً يرى في النساء عدواً لا بد من القضاء عليه.

"لو الزمن يرجع"

في لحظة صدق، قال عبد ربه: "لو الزمن يرجع، كنت هنتحر قبل ما أعمل اللي عملته، فقد حاول إنهاء حياته أكثر من مرة، لكنه لم ينجح، آخر محاولاته كانت عندما وقف على الطريق السريع منتظراً سيارة تصدمه، لكنه تسبب في حادث مأساوي آخر، راح ضحيته سائق بريء.

ندم أم هروب؟

بينما كان السفاح ينتظر حكم المحكمة، يكرر كلمته الوحيدة: "ندمان"، لكن هل يكفي الندم لغسل خمس أرواح أُزهقت؟ أم أن الندم ليس سوى محاولة يائسة لتبرير ما لا يُبرر؟ .

وقف عبد ربه موسى أمام المحكمة، وربما أمام نفسه، بانتظار حكم القانون، وأبعد من ذلك، بانتظار حكم التاريخ، سفاح الغربية، الذي عاش حياته يحارب وحشاً داخلياً لم يستطع هزيمته، يتركنا أمام سؤال مُعلّق: هل يولد الإنسان قاتلاً؟ أم أن الحياة تصنع منّا ما نحن عليه؟

 

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

بدء دخول طلاب الثانوية العامة إلى لجان اللغة الأجنبية الأولى

إطلاق المرحلة الثانية من الخدمات الإلكترونية للنيابة عبر البوابة الرسمية أول يوليو

الطقس اليوم.. ارتفاع بدرجات الحرارة والعظمى بالقاهرة 37 درجة والإسكندرية 31

رسميا.. تحديد أولى مواجهات ربع نهائى كأس العالم للأندية 2025

نادي سينما أوبرا الإسكندرية يختتم عروضه بفيلم تسجيلي عن حياة المهاجرين الإثنين


مواعيد مباريات كأس العالم للأندية اليوم 29-6-2025 والقنوات الناقلة

انطلاق فترة القيد الأولى لأندية محترفي اليد اليوم

البحرين ترحب بتوقيع اتفاق السلام بين الكونغو ورواندا برعاية أمريكية

رئيس هيئة الدواء المصرية: مصر تمتلك أكبر سوق دوائى فى أفريقيا بقيمة 6.2 مليار دولار.. الدكتور على الغمراوى: لدينا أكثر من 12 ألف مستحضر دوائى بإجمالى مبيعات 3.5 مليار عبوة سنويا

باريس سان جيرمان وإنتر ميامي فى مواجهة نارية بمونديال الأندية


160 مليار جنيه لدعم السلع التموينية والخبز في موازنة 2025/2026

نوال الزغبي تطرح "أجى بالدلع" ثالث أغنيات ألبوم "يا مشاعر" .. غدًا

ميدو: هذا موقفنا من اعتزال شيكابالا.. وتأخر إعلان المدرب يُحسب لنا

شاهد صورة سائق النقل المتسبب فى حادث الطريق الإقليمى ومصرع 19 حالة

محمد صلاح يهرب من عدسات المصورين فى بودروم التركية.. وقناع وقبعة للخصوصية

وزارة الصحة: توفير التطعيمات الروتينية فى 5300 وحدة على مستوى الجمهورية

ملخص وهدف مباراة بالميراس ضد بوتافوجو فى كأس العالم للأندية

كريم محمود عبد العزيز وشقيقه وزوجته يصلون العرض الخاص لمملكة الحرير

بالميراس أول المتأهلين لدور ربع نهائى كأس العالم للأندية بالفوز على بوتافوجو

مفيدة شيحة تحتفل بزواج ابنتها منة الله عماد وسط حضور كثيف.. فيديو وصور

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى