ناميبيا تنتخب أول سيدة فى منصب الرئيس.. نيتومبو ناندى تفوز بعد حصد 57% من الأصوات.. حزب سوابو يحتفظ بالأغلبية فى البرلمان.. اللجنة الانتخابية: أكثر من مليون شخص صوتوا فى الانتخابات.. ونيتومبو: نشكركم على ثقتكم

أسفرت الانتخابات الرئاسية في ناميبيا، والتى جرت الأسبوع الماضي، عن فوز نيتومبو ناندي ندايتواه، "72" عاما كأول سيدة تتولى هذا المنصب، وأعلن فوزها مساء الثلاثاء، بعد حصولها على 57% من الأصوات، متحدية التوقعات التى أشارت إلى أنها قد تضطر لخوض جولة الإعادة.
واحتفظ حزبها الحاكم "سوابو" بأغلبيته البرلمانية، ولو بهامش ضئيل، ومدد سيطرته على السلطة التي استمرت 34 عاما منذ حصول الدولة الواقعة في جنوب أفريقيا على استقلالها من جنوب أفريقيا في عام 1990، وفقا لصحيفة "أفريكا نيوز".
وتتمتع ناميبيا، وهي دولة ذات كثافة سكانية منخفضة يبلغ عدد سكانها حوالي 3 ملايين نسمة على الساحل الجنوبي الغربى لأفريقيا، بسمعة طيبة كواحدة من الديمقراطيات الأكثر استقرارا فى القارة.
وقد شاب التصويت في الانتخابات الأربعاء الماضي نقص في أوراق الاقتراع ومشاكل أخرى دفعت مسئولي الانتخابات إلى تمديد التصويت حتى يوم السبت، وهو ما دعا أحزاب المعارضة للاعتراض ووصفت التمديد بأنه غير دستورى، ومن جهتها رفضت اللجنة الانتخابية في ناميبيا، التي أجرت الانتخابات، دعوات المعارضة لإعادة التصويت.
والرئيسة الجديدة "نيتومبو ناندي ندايتواه" خامس رئيسة لبلادها منذ الاستقلال وزعيمة نسائية نادرة في أفريقيا، كانت عضوًا في حركة الاستقلال السرية في ناميبيا في السبعينيات وتلقت جزءًا من تعليمها العالي في الاتحاد السوفييتي آنذاك.
وتمت ترقيتها إلى منصب نائب الرئيس في فبراير بعد وفاة الرئيس هاج جينجوب أثناء وجوده في منصبه، ولم يترشح نانجولو مبومبا، الرئيس الحالي والذي أصبح رئيسًا بعد وفاة جينجوب، فى الانتخابات.
وفاز حزب سوابو الحاكم بـ 51 مقعدًا في التصويت البرلماني، متجاوزًا بالكاد 49 مقعدًا كان يحتاجها للحفاظ على الأغلبية ، وكانت هذه أسوأ نتيجة انتخابية برلمانية لحزب سوابو.
وقد اجتاح مزاج التغيير المنطقة، حيث فقدت الأحزاب التي قادت بلدانها للخروج من حكم الأقلية البيضاء أو الحكم الاستعماري في جنوب أفريقيا وبوتسوانا المجاورتين لناميبيا هيمنتها السياسية التي استمرت لفترة طويلة.
إذ خسر حزب المؤتمر الوطني الأفريقي في جنوب أفريقيا، الذي حرر البلاد من نظام الفصل العنصري، أغلبيته التي دامت ثلاثين عاماً في الانتخابات التي جرت في مايو الماضي، واضطر إلى تشكيل ائتلاف، وفي أكتوبر الماضي أطيح بالحزب الحاكم في بوتسوانا بعد أن حكم البلاد لمدة 58 عاماً منذ الاستقلال عن بريطانيا.
وفي كلمة موجزة ألقتها بعد الإعلان عن النتائج في وقت متأخر من مساء الثلاثاء، قالت ناندي ندايتواه إن الناميبيين صوتوا من أجل السلام والاستقرار وتمكين الشباب، وقالت "سنفعل ما وعدناكم به خلال الحملات الانتخابية، نشكركم على ثقتكم بنا".
ونشر الحزب الحكام تغريدة عبر حسابه الرسمي بمنصة إكس وقال فيها: "حزب سوابو يفوز، نيتومبو تفوز ناميبيا تفوز، الآن العمل الجاد".
وذكرت اللجنة الانتخابية أن ما يزيد قليلا على مليون صوت تم الإدلاء بها من أصل 1.4 مليون ناخب مسجل، وكان باندوليني إيتولا، المرشح المعارض من حزب الوطنيين المستقلين من أجل التغيير، فى المركز الثاني في الانتخابات الرئاسية بحصوله على 25% من الأصوات، وفاز حزبه بثاني أكبر عدد من المقاعد في البرلمان بعد حزب سوابو.
وتعرضت اللجنة الانتخابية لانتقادات شديدة بسبب إدارتها لعملية التصويت، حيث اشتكى العديد من الناميبيين الغاضبين من اضطرارهم إلى الانتظار لساعات وأحيانًا لعدة أيام للحصول على فرصة التصويت.
وكان إيتولا وحزبه من بين الذين قادوا انتقادات ضد عملية لتصويت وقالوا إنهم سيتقدمون باستئناف ضد الانتخابات هذا الأسبوع، وقالت أحزاب معارضة أخرى إنها ستنضم إلى هذا التحدي القانوني، وقال إيتولا إن آلاف الناخبين ربما مُنعوا من التصويت لأن بعض مراكز الاقتراع فقط سمحت بتمديد الموعد.
وناميبيا هي مستعمرة ألمانية سابقة خضعت لسيطرة جنوب أفريقيا بعد الحرب العالمية الأولى، وخضعت الأغلبية السوداء فيها لاحقًا لبعض سياسات الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، كانت منظمة سوابو في طليعة معركة الاستقلال عن جنوب أفريقيا.
ورغم أن البلاد بها مساحات شاسعة من الصحراء تمر عبر أراضيها، فإنها تمتلك موارد من الماس واليورانيوم والنفط والغاز غير المستغلين قبالة سواحلها والتي تقوم شركات دولية باستكشافها، مما قد يجعلها منتجا رئيسيا لكليهما.
Trending Plus