غ ز ة.. رفح مفترق طرق

خليل أبو شادي
خليل أبو شادي
خليل أبو شادي
 
يعيد نتنياهو تعبئة جنود الاحتياط من أجل الاجتياح العسكري لرفح الفلسطينية، كما يكثف القصف الجوي على المدينة المكتظة بالنازحين، وهو القصف الكفيل حال تصاعده بدفع الفلسطينيين إلى الحاجز الحدودي.
نحن هنا أمام تغير نوعي واضح في الحرب، يتمثل في أن العملية الإسرائيلية في رفح "سواء بالقصف الجوي أو الاجتياح البري المنتظر"، مكشوفة الوجه تماما، فليس لها غرض سوى تهجير النازحين من رفح "آخر مدينة فلسطينية" إلى أرض سيناء. المشكلة الآن أصبحت تتعلق بمصر وسيادتها وأمنها القومي مباشرة.
ولا يمكن لأحد تصديق ادعاءات الإدارة الإسرائيلية بإعادة النازحين من رفح في الجنوب إلى الشمال، ويمكننا ببساطة إضافتها إلى مجمل الأكاذيب الصهيونية والأمريكية منذ بداية الحرب.
ويمكننا أن نضيف إلى تلك الأكاذيب أيضا، ما تعلنه الإدارة الأمريكية من تخوفات بسبب قرار نتنياهو باجتياح رفح، فمنذ بداية الأزمة والإدارة الأمريكية تعلن تخوفاتها وتحفظاتها واختلافاتها مع نتنياهو، وفي نفس الوقت يتم تسليم كل الأسلحة اللازمة لتنفذ إسرائيل مذابحها، لكن مجازر رفح مختلفة من حيث الكم والنوع، فعدد الشهداء يرتفع وسوف يتضاعف، ولن يجد النازحون مجالا للهرب من جهنم التي تنصبها إسرائيل سوى الفرار إلى سيناء.
كل هذه الملابسات المتعلقة بالموقف في رفح، تمثل تهديدا خطيرا للأمن القومي والسيادة الوطنية المصرية، ومخالفة واضحة لاتفاقية السلام بين الطرفين المصري والإسرائيلي.
إن رفح مفترق طرق بالنسبة للجميع، فالعالم إما أن يصل إلى قمة الوحشية بالصمت على ممارسات إسرائيل، وإما أن يتدخل سريعا لوقفها، والعرب إما أن يفيقوا، وإما سيستمرون في تقديم بلادهم لقمة سائغة لمخططات الغرب التي تتم في السودان والصومال والعراق واليمن وسوريا ولبنان وفلسطين.
وفي مصر، لا تترك لنا إسرائيل بضربها رفح أي خيار، فعنف القصف الجوي يتصاعد بشكل مخيف، ما يؤدي إلى بدء حركة نزوح الفلسطينيين، الذين بدأنا نرى صورهم على الحاجز الحدودي، فإما اتخاذ إجراءات حاسمة، قبل تنفيذ الاجتياح البري، أقلها طرد السفيرة الإسرائيلية من القاهرة وسحب السفير المصري من تل أبيب، وتعليق معاهدة كامب ديفيد، واتخاذ كل الإجراءات اللازمة لإدخال كل المساعدات الكافية لأهالي غزة، وإما سيتصاعد تطاول إسرائيل على حدودنا بتنفيذ الاجتياح البري في رفح، الذي يعتبر آخر حلقة من حلقات مخطط تهجير الفلسطينيين إلى سيناء، فإذا أردنا وقف المخطط، فلنبدأ الآن وفورا باتخاذ الإجراءات الكفيلة بوقف التغول الإسرائيلي.
إن الفرصة في الضغط والمناورة ستكون ضيقة جدا حال تنفيذ الاجتياح البري، فساعتها ستقل الخيارات، فلا مفر من التحرك الفوري، فانتظار الاجتياح البري معناه نجاح إسرائيل في إجبارنا على أحد الخيارين الكريهين "الحرب، أو التهجير".
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

بدأت حياتها مفتشة جمارك وجسدت أدوار الشر ببراعة.. ميلاد علية الجباس

المرور يبدأ غلق الطريق الإقليمى لتنفيذ أعمال إصلاحات لمدة 7 أيام

أسرع قطارات السكة الحديد.. اعرف مواعيد قطار تالجو اليوم الثلاثاء

الأكثر تحقيقا للأرباح في كأس العالم للأندية قبل نصف النهائي.. إنفو جراف

اليوم.. نظر محاكمة المتهمين بقتل طالب فى مشاجرة فى منطقة الزيتون


انطلاق تصوير فيلم Dune: Messiah فى بودابست وطرحه فى ديسمبر 2026

وزارة الطيران: إقلاع جميع الرحلات التى تأثرت نتيجة عطل الاتصالات والإنترنت

محمد حماقى يُحيى سهرة غنائية بمهرجان جرش بداية أغسطس

نتنياهو يرشح ترامب لجائزة نوبل للسلام

غادة عادل وأبطال وتر حساس 2 يبدأون تصوير أول مشاهد المسلسل 20 يوليو


وزارة الطيران: تأخر محدود في إقلاع الرحلات لعطل بشبكات الاتصالات والإنترنت

اتحاد بنوك مصر: استمرار العمل بشكل طبيعي اليوم الثلاثاء

تجدد اشتعال النيران في مبنى سنترال رمسيس والإطفاء تحاول السيطرة.. صور

وزيرة التنمية المحلية تتابع مع محافظ القاهرة عمليات إخماد حريق سنترال رمسيس

سر ظهور آمال ماهر بفستان زفاف أبيض.. اعرف الحكاية

تعرّف على سبب تأخّر وصول آدم كايد بعد التوقيع الإلكترونى للزمالك

شركات المحمول: تأثير حريق سنترال رمسيس قيد التقييم.. وفرق الدعم تتابع

المباحث تستمع لأقوال شهود العيان لكشف ملابسات حريق سنترال رمسيس

تأجيل محاكمة 21 متهما بخلية دعاة الفلاح لـ 8 أكتوبر للإطلاع.. ومتهمين بخلية بولاق

رسامة جديدة تعلن: مها الصغير نسبت لوحتى لنفسها.. لست الأولى فقد سرقت 3 آخرين

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى