تاريخ مصر القديمة.. كيف كان الأدب فى عهد الأسرة التاسعة عشرة؟

المصرى القديم
المصرى القديم
أحمد منصور

اتخذ الأدب وجهة جديدة في عصر الدولة الحديثة على وجه عام غير التي كان يسير فيها قديمًا، فقد كانت مادة الأدب، إلى هذا الوقت، اللغة الفنية العالية في كل ألوانها كالقصص، والأمثال، والحكم، والتأملات، وقد كانت هذه اللغة تقترب من لغة المحادثة إذا تناولت وثائق حيوية، أو صورت قصصًا شعبية.

 

ويقول الدكتور سليم حسن في موسوعته مصر القديمة: أما في العصر الحديث فقد احتجبت اللغة الفنية، ولم يعد أحد من الشعب يفهمها، أو يستسيغها، وقد كان أول ظهورها بشكل بارز في عهد "إخناتون"، فقد بدأ القوم يكتبون الشعر بلغة العامة، وقد أُلفت بهذه اللغة أنشودة الشمس التي تضم في طياتها منهاج الإصلاح الديني الذي تحدثنا عنه في الجزء السالف مليًّا (راجع الجزء الخامس)، ولقد استقر نظام الكتابة بلغة العامة، وكُتب له البقاء، وفي عهد الأسرة التاسعة عشرة ظهر أدب قوي مكتوب بتلك اللغة الجديدة التي أطلقنا عليها "المصرية الجديدة"، فكُتبت بها الرسائل، والقصص، والعلوم، وشعر غزلي، وديني، ودنيوي، وكذلك المكاتبات الحكومية عامة، وقد بقي للمدارس خطرها كذلك في عهد المصرية الحديثة، ولكن أساليبها دبت فيها الحياة بقدر ما ذاق المصريون من حلاوة الحياة في هذا العصر، إذ رأوا الدنيا بعين الرضى فتعشقوها، وشغفوا بها.

 

والأدب الحديث خلو من الأفكار العميقة، والبحوث الفلسفية إلى حد ما، وقد يسوق الله إلينا كشفًا جديدًا بغير هذا الرأي، فإن حال مصر في ذلك الوقت تدعو إلى نقيضه.

 

ولم تدم سيطرة اللهجة المصرية الجديدة على الأدب طويلًا، فإن الأدباء حنُّوا إلى العهود الأولى كما يحن كتاب عصرنا إلى عهد الشعر الجاهلي، أو الشعر الأموي، فأخذوا يرصعون عباراتهم، وينتقون لها أصفى الألفاظ والأساليب، وقد زينوها بالألفاظ الأجنبية على سبيل التظرُّف، أو إظهارًا لتمكنهم من مادتهم، وكان أبرز مثال في هذا الباب هي المساجلة الأدبية التي يطلق عليها الآن اسم ورقة «أنسطاسي الأولى» (راجع كتاب الأدب المصري القديم ص٣٧٦). وتعد هذه الوثيقة من أروع ما كُتب في الأدب المصري في عهد الدولة الحديثة، وتدل شواهد الأحوال على أنها كتبت في النصف الأول من عهد الأسرة التاسعة عشرة، فقد وجدنا أن «رعمسيس الثاني» قد ذُكر فيها عدة مرات، وقد عثر على عدة «أستراكا»، وقطع من البردي كتب عليها أجزاء من هذه المناقشة، وتاريخها كلها لا يتخطى منتصف الأسرة العشرين، على أن مجرد الاقتباس منها في هذا العصر لدليل ناطق على انتشارها في مدارس عهد الرعامسة، حسب موسوعة مصر القديمة للكتور سليم حسن.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

موضوعات متعلقة

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

المغرب والإمارات في صدام ناري بنصف نهائي كأس العرب 2025

مواعيد مباريات الجولة الثانية في كأس عاصمة مصر

تعرف على أرقام جروس مع الزمالك فى ذكرى عودته لخوض الولاية الثانية

مواجهة مونديالية بين السعودية والأردن في نصف نهائي كأس العرب 2025

مواعيد مباريات اليوم الإثنين 15-12-2025 والقنوات الناقلة


تعرف على بدائل يزن النعيمات لتدعيم هجوم الأهلى فى يناير

حالة الطقس اليوم الإثنين 15 ديسمبر.. انخفاض بالحرارة وأمطار غزيرة بهذه المناطق

الجزائرى ميلود حمدى يغيب عن تدريبات الإسماعيلى قبل مواجهة بتروجت

موعد بدء تطبيق المرحلة الثانية من منظومة التأمين الصحى الشامل فى 5 محافظات

وزارة التعليم تحدد ممنوعات داخل المدارس بعد وقائع التعدى على الأطفال


ترتيب الدوري الإنجليزي.. آرسنال يتصدر ومانشستر سيتي يلاحق بشراسة

عمر متولى ينعى والدته ويطالب الجمهور بالدعاء لها

تعرف على مصير أحمد الأحمد البطل الأسترالي مُنقذ ضحايا هجوم سيدني

ارتفاع عدد ضحايا هجوم احتفال الحانوكا اليهودي في أستراليا إلى 16 قتيلا

إنتر ميلان يخطف صدارة الدوري الإيطالي بفوزه الصعب على جنوى

7 معلومات عن شقيقة عادل إمام أرملة مصطفى متولى

ترامب يشيد بالبطل الأسترالي أحمد الأحمد: أنقذ أرواحا كثيرة في هجوم سيدني

كواليس إحالة المتهم بقتل زوجته فى المنوفية بسبب خلافات بينهما إلى الجنايات

وفاة شقيقة الزعيم عادل إمام أرملة الراحل مصطفى متولى

هل سنرى أحمد السقا عريسا فى 2026؟.. النجم الكبير يجيب.. صور

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى