كيف نفهم الخطاب الأمريكى حول العدوان على غزة؟

أحمد التايب
أحمد التايب
أحمد التايب
في ظل ما يحدث في غزة من قتل ودمار وإبادة جماعية لسكان القطاع وتفاقم الأوضاع لأهالى القطاع صحيا وإنسانيا ومعيشيا، وفى ظل تخوف العالم كله من اتساع دائرة الصراع في الإقليم، خاصة أن كافة الجبهات باتت مشتعلة بعد تجاوز حكومة نتنياهو كافة الخطوط الحمراء، وبعد أن ازدادت الأحداث في البحر الأحمر سخونة بسبب تهديد الملاحة البحرية والتجارة العالمية في ظل خسائر كبيرة بدأت تعانى منها دول المنطقة وأوروبا على وجه الخصوص، ما زال الغموض سيد الموقف للخطاب الأمريكي، وما زالت واشنطن تتبع سياسة الاستثمار في الأزمات موظفة مرونة الخطابات السياسية والرئاسية التي تتركز على المراوغة والوعود المستقبلة البراقة.
 
لذلك، فإن الموقف الأمريكي داعم على طول الخط لإسرائيل تجاه ما يحدث في غزة وفى البحر الأحمر، وفى نفس الوقت نجده يتحدث عن ضرورة إقامة الدولتين وتخوفها من اتساع دائرة الحرب، ومكثفة تواصلتها وثقلها للعب أدوار عدة على رأسها الوساطة مع الأطراف والرعاية أيضا.
 
وكل هذا يحدث في ظل جدال دائر في المجتمع الأمريكى حول العدوان الإسرائيلي على القطاع، حيث طرأت تحولات بارزة على الرأي العام الأمريكى مع محاولة استخدام هذه الأداة من قبل كل طرف لصالحه، وربما بشكل لم يسبق له مثيل!
 
لذا، فإن اعتقادى، أن سبب كل ما يحدث، وما ينذر بكارثة هو معضلة الرئيس الأمريكي، الذى تكمن في أنه يُريد ردع إيران عسكرياً وسياسياً من خلال انتزاع الورقة الفلسطينية من طهران أولا، ويُريد في نفس الوقت العمل على إمكانية إقامة دولة فلسطينية بشروط تتفق مع أمن إسرائيل، متغافلا ومتجاهلا ممارسة إسرائيل العدائية التي وصلت لمستوى الإبدة الجماعية.
 
 وهنا لم تمارس الولايات المتحدة من خلال خطاباتها ضغوطا حقيقيا على تل أبيب لكنها دائما تطرح وجهات نظر، ومتناسية أن الطريق الوحيد والآمن والقصير الذى ينزع فتيل التوترات ويحد من اتساع دائرة الصراع، وينهى الأزمة يتمثل في وقف إطلاق النار أولا وبشكل فورى ثم إدخال المساعدات الإنسانية دون قيد أو شرط ثم الشروع في إقامة دولة فلسطينية. 
 
وهو ما يجعلنا نفهم الخطاب الأمريكي الحائر بين دعمه للوبى اليهودى اللا محدود، وتخوفه من اتساع دائرة الحرب حتى لا يؤثر على سيطرة الولايات المتحدة على المنطقة، وبين حرصه على انتزاع ورقة تطبيع إسرائيل مع المنطقة،  وبين هذا وذاك يأتى خطابا كله تناقضات ومراوغا وذات وجهين.
 
لذا، علينا أن لا نعول على الخطاب الأمريكي كثيرا وأن نبدأ من الاتحاد والوحدة وإعادة ترتيب البيت الفلسطيني ثم الاتحاد والتكامل العربى والإسلامى إذا أردنا – حقا – نصرة القضية الفلسطينينة.
 
 

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الدعوات الرسمية للملوك والرؤساء لحضور افتتاح المتحف الكبير خلال 24 ساعة

موعد وصول حسام البدري وباقي الرياضيين المصريين من ليبيا الليلة

أغلى من الصفقات.. أمير قطر يهدى ترامب قلما فاخرا من طراز مونت بلانك (صورة)

من مهرجان القاهرة إلى كان: الـdress code له احترامه والنجوم عليهم مسئولية

وزارة الرياضة: وصول الرياضيين من ليببا خلال ساعات إلى مطار القاهرة


الزمالك يكثف المفاوضات مع الملالى لتدعيم الفريق في الصيف

حسام البدرى يشكر الرئيس السيسي بعد تدخله لعودته من ليبيا

إحالة أوراق شقيقين للمفتى بتهمة تسديد 6 طعنات لسائق توك توك وإلقائه حيا بالترعة

البحوث الفلكية: الهزات الارتدادية الناجمة عن زلزال أمس في "اضمحلال" مستمر

مصرع 3 أشخاص وإصابة 3 آخرين فى حريق هائل بمخزن خردة بالدقهلية


جدل هدية قطر لترامب مستمر.. الطائرة قيمتها 100 ضعف هدايا رئاسة أمريكا منذ 2001

وزارة الصحة: انتهاء تنفيذ 20 مستشفى بـ11 محافظة بنهاية العام المالى الجارى

تفاصيل توقيع ترامب وأمير قطر 3 اتفاقيات استراتيجية فى الدوحة

مصر تتعرض لزلزال بقوة 6.3 ريختر.. البحوث الفلكية: مركزه جزيرة كريت النشطة زلزاليا بالبحر المتوسط.. عمقه ساهم فى شعور سكان الدلتا به.. والزلازل العميقة أقل ضررًا على سطح الأرض.. وتوابعه ضعيفة وغير مؤثرة

هيئة الأرصاد تكشف حقيقة تعرض مصر لـ العاصفة شيماء

وزير التعليم يعلن إعادة إطلاق اختبار "SAT" رسميًا فى مصر بداية من يونيو 2025

اليونان تصدر تحذيرا من احتمال حدوث تسونامى عقب الزلزال

الإدارية العليا تلغى حكم أول درجة بشأن تابلت طلاب الثانوية: عهده ويجب إعادته

بيراميدز يكشف حقيقة الحصول على توقيع رامى ربيعة

زلزال مصر 2025.. البحوث الفلكية يكشف أسباب شعور المصريين بالزلزال.. معهد الفلك: لا يمكن التنبؤ بالزلازل والأوضاع فى مصر مستقرة.. تعليمات عاجلة للمواطنين وخط ساخن للإبلاغ عن حالات الطوارئ

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى