ماذا يعنى ترفيع العلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبى إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية والشاملة؟.. منافع متبادلة وفرص للتقارب.. مواجهة الهجرة غير الشرعية ودعم الاقتصاد المصرى والقضية الفلسطينية أبرز مخرجات القمة

القمة المصرية الاوروبية
القمة المصرية الاوروبية
تحليل يكتبه أحمد التايب

قمة مصر أوروبية تأتى فى ظل ظروف استثنائية على الصعيد الإقليمى والعالمى، حيث يجتمع ست من القادة الأوربيين في قصر الاتحادية ويتفقون على ترفيع العلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبي إلى مستوى "الشراكة الاستراتيجية والشاملة"، ليكون السؤال الأكبر ماذا يعنى هذا لمصر وأوروبا؟

معلوم أنه رغم الظروف والتحديات العالمية، الجميع بات ينظر إلى مصر أنها ذات ثقل سياسى واستراتيجى ورمانة الميزان في الشرق الأوسط، لذلك يرى الاتحاد الأوروبي في مصر القوة التي بيدها تحسين واستقرار الأوضاع في المنطقة بأكملها بل أزيد القول إن العالم بات ينظر إليها بمثابة طوق النجاة خاصة أن هناك تخوفا كبيرا من نشوب حرب إقليمية كبرى جراء ما يحدث من اضطرابات وصراعات في المنطقة وزيادة التصعيد على كافة الجبهات بعد حرب غزة.

لننتقل إلى سؤال آخر وكبير أيضا.. ماذا تريد أوروبا من مصر وما هي استفادة أوروبا من ترفيع العلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبى إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية والشاملة؟

مما لا شك، أن أوروبا تعلم جيدا المزايا الاقتصادية والتجارية في مصر، خاصة في المجال التجاري والزراعى والصناعي والطاقة، ولإدراكها أن هذه المزايا في ازدياد في ظل الثقل السياسي الذي تتمتع به مصر دولياً وإقليمياً، فضلاً عن كونها همزة الوصل بين العالمين العربي والأوروبي، وواحة للأمن والاستقرار في المنطقة التي تمر حالياً بمرحلة حرجة من الاضطراب الشديد والتوتر السياسي، لذلك فإن المكاسب التي تحققها دول الاتحاد الأوروبي في المجالات السياسية والاقتصادية من خلال التعامل مع مصر كبيرة وعظيمة.

 ولأنه معروف للجميع أن أوروبا في ظل الحرب الروسية الأوكرانية في أشد المعاناة فيما يخص الطاقة، وبالتالي الاتحاد الأوروبى يسعى إلى استبدال الغاز الروسى بموارد أخرى للطاقة، ويمكن لمصر أن تلعب دورا فى ذلك ليس فقط من خلال صادراتها وإنتاجها من الغاز الطبيعى المسال ولكن أيضا من خلال قدرتها على نقل الغاز الطبيعى من دول المنطقة إلى أوروبا.

إضافة إلى أن الاتحاد الأوروبى يحقق مكسبا آخر من هذه الشراكة لعلمه أن مصر شريك مثالى لتطوير الأفكار الخاصة بالطاقة الجديدة وذلك لموقعها الاستراتيجى "قدم فى المتوسط وقدم فى لإفريقيا" ويمكنها قيادة دول المنطقة والمساهمة فى تطوير خطة متوسطية للطاقة المتجددة والهيدروجين، وذلك في ظل نجاحات وإنجازات مصر خلال السنوات الماضية في مجال الربط الكهربائى والهيدروجين الأخضر الذى تعد مصر من الدول الرئدة الآن.

وكما تعانى أوروبا من الطاقة وبحثها عن بدائل، هناك أيضا معاناة من ملف الهجرة الغير شرعية، لذلك تحرص أوروبا من خلال هذه الشراكة مع مصر على تعزيز التعاون العملي في المجالات المتعلقة بالأمن ومكافحة الإرهاب والتصدي المشترك بكفاءة وفعالية لتحديات الهجرة غير النظامية، بالإضافة إلى جميع الجوانب الأخرى للهجرة والتنقل.

وعلينا أن لا ننسى أن ما يحدث في غزة وفى مناطق الصراع بالمنطقة يُلقى بظلاله على سمعة الاتحاد الأوروبى في ظل التخاذل من قبل المجتمع الدولى تجاه مسئولياته الأخلاقية، خاصة في حرب غزة وتفاقم الأوضاع الإنسانية في فلسطين جراء تعنت إسرائيل، لذلك تعلم أوروبا دور مصر المهم في ملف القضية الفلسطينية والأزمة في السودان وليبيا، لذا بشراكتها مع مصر يعزز من حفظ ماء الوجه الأوروبى، وهو ما تجسد في توجيه القادة الأوروبيين جميعا بالشكر للرئيس السيسى لدوره في ملف المساعدات الإنسانية وجهود الدولة المصرية في دعم السلام والأمن الدوليين في المنطقة كلها.

وأيا كان الأمر، ما حدث في القمة الأوروبية المصرية من توقيع اتفاقيات وتفاهمات وترفيع الشراكة إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية الشاملة يؤكد بالدليل القاطع أن مصر على الطريق الصحيح، وأن لولا تحركاتها المقدرة في مجال التنمية المستدامة ومن بناء بنية تحيتة قادرة ومن تعزيز قدراتها العسكرية والاقتصادية خلال السنوات الماضية ما جاء إليها الاتحاد الأوروبى، ولا استطاعت أن تحافظ على محدادتها بشأن مواقفها السياسية والقومية تجاه أشقائها وتجاه الأزمات في  إقليمها، خاصة أن العالم يمر بحالة من الاضطرابات ويموج بالصراعات في ظل تنافس عالمى على قيادة العالم.

لنأتى أخيرا.. ونقول، مصر حققت عدة مكاسب من وراء هذه الشراكة مع أوروبا، أبرزها في – اعتقادى- أن هذا التعاون يجلب حزمة قدرها 7.4 مليار يورو تصب لصالح الاقتصاد المصرى ما يساهم بقوة تخطى أزماته الحالية، إضافة إلى هذه القمة بمثابة شهادة دولية وعالمية تساهم في جذب كثير من الاستثمارات الأجنبية لمصر، وبمثابة شهادة دولية وعالمية بقدرة مصر ودورها المحورى في المنطقة مما يعزز من موقفها السياسى والدبلوماسى في أي مواقف تتبناها، إضافة إلى مصر وظفت هذه القمة لصالح خدمة القضية الفلسطينية من توضيح موقفها الثبات بشأن التهجير وبشأن ضرورة التوسع في إدخال المساعدات الإنسانية ومواصلة الضغط على إسرائيل للتراجع عن خططها بتصفية القضية من خلال حشد الرأي العالمى ضدها.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

تعليمات دخول حفل تامر حسنى فى قصر عابدين

مواجهة مونديالية بين السعودية والأردن في نصف نهائي كأس العرب 2025

موعد مباراة الزمالك ضد حرس الحدود فى كأس عاصمة مصر والقناة الناقلة

سيدة مُسنة تحاصرها مياه الفيضانات فى أسفى بالمغرب.. فيديو

الاقتراع بجولة الإعادة من المرحلة الثانية لانتخابات النواب بالخارج.. اليوم


حالة الطقس اليوم الإثنين 15 ديسمبر.. انخفاض بالحرارة وأمطار غزيرة بهذه المناطق

تعرف على آخر تفاصيل عرض الأهلى لضم حامد حمدان

وزارة التعليم تحدد ممنوعات داخل المدارس بعد وقائع التعدى على الأطفال

صور نادرة لـ إيمان شقيقة الزعيم عادل إمام وأرملة الراحل مصطفى متولى

مقتل 9 أشخاص وإصابة 17 آخرين فى هجوم للدعم السريع على مستشفى عسكرى بالسودان


تعرف على مصير أحمد الأحمد البطل الأسترالي مُنقذ ضحايا هجوم سيدني

7 معلومات عن شقيقة عادل إمام أرملة مصطفى متولى

ترامب يشيد بالبطل الأسترالي أحمد الأحمد: أنقذ أرواحا كثيرة في هجوم سيدني

حطم رقم فيرجسون.. 150 انتصارا لـ جوارديولا فى الدورى الإنجليزى

سموحة يحقق لقب بطولة الإسكندرية لناشئي الطائرة

تحذير عاجل.. نوة الفيضة الصغرى تضرب الإسكندرية غدا والأمواج ترتفع 3 أمتار

إدانات دولية لحادث إطلاق النار في مدينة سيدني الأسترالية

أحمد الأحمد المسلم بطل اليوم في أستراليا بعد تصديه للهجوم الإرهابى.. فيديو

ياسر جلال يتقمص دور المصور فى مسلسل كلهم بيحبوا مودى

مادورو يثير الجدل بإعلان بدء عام 2026 في فنزويلا ويطلق معركة إعلامية

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى