الألعاب النارية فى رمضان.. بين المخاطر الاجتماعية والمحرمات الدينية

أحمد التايب
أحمد التايب
بقلم أحمد التايب
ظاهرة مُريبة ومؤسفة تنتشر في الأعياد وفى شهر رمضان خاصة، وهى انتشار الألعاب النارية وانفجارها بصورة عبثية من قبل أطفال وفتيان بل وشباب لا يعبئون لا براحة الناس ولا باحترام قدسية الشهر الفضيل ولا بمشاعر الصائمين، وكأننا أمام وسيلة استفزازية للناس لإخراجهم عن مكارم الأخلاق التي يتحلون بها في هذا الشهر الفضيل، حيث تكثر المشاجرات والخلافات ويكثر التلفظ في الشوارع بألفاظ نائية لا تليق بالصائمين ولا بقدسية الشهر الكريم، ولا تراعى حتى المصلين في المساجد ولا المعتكفين في بيوت الله.
 
وأخطر ما في هذه الظاهرة – في اعتقادى –غياب دور الأهل  حيث نجدهم يساعدونهم على فعل ذلك بمنحهم المال رغم أن هذه الألعاب لا يختلف أحد بأنها بمثابة إضاعة للمال وإضاعة المال أمر مُحرم دينيا، وأن هذه الألعاب من المؤكد أن تتسبب فى أذية للناس بل من الممكن أن تتسبب في حرائق وتحقق أضرارا لعباد الله وهذه كلها أمور مُحرمة دينيا.
 
إضافة إلى خطر آخر لا يقل أهمية عن سابقيه، وهى أن تعوّد الأطفال على هذه الألعاب النارية يؤدى إلى أن يكون ميولهم مستقبلا إلى استسهال الجرائم باستخدام الأسلحة النارية في مشاجراتهم العادية، فتكثر جرائم القتل بقصد وتعمد حتى بين أعضاء الأسرة الواحدة.
 
لذلك نقول لكل أب لا تستسهل – عزيزى - بمنح ابنك نقودا لشراء مثل هذه الألعاب النارية التي تظن أنها تروح عليه وتسعده، لكن في حقيقة الأمر أنت من تدفعه إلى حُب حمل السلاح النارى وأنت لا تشعر، وقد يستخدم هذا السلاح في وجهك أنت ووجه أخوته وأهله.
 
غير أن خطورة هذه الألعاب النارية – يا عزيزى - أنها قد تتسبب في تهديد حياة الآمنين وتعريضهم لمشاعر القلق والفزع، بل أزيد القول بأنها قد تعرض حياة الذين يعانون من أمراض مزمنة كالضغط والقلب للخطر، خلاف أنها تزيد من وقوع المشاجرات والمشاحنات بين الأهالي وخاصة الجيران مما يترتب عليه ضعف العلاقات والصلات بين الجيران بعضهم البعض.
 
لذا، إذا كان نريد حق تربية أبنائنا علينا أن ندرك أخطار ما يفعلونه وأن نتحلى بالوعى الحقيقى لا المزيف، وأن ندفعهم نحو القيم والسمو والأخلاق لا العبث والإفساد والفساد، فنحن من نشتكى بعد ذلك مُرّ الشكوى من انحرافهم وعقوقهم وارتكابهم الجرائم.. فعلينا أن نفيق قبل فوات الأوان وإلا نحن من سندفع الثمن ونساعد أعداءنا في تحقيق مخططاتهم بقتل هويتنا ونشر كل ما هو قبيح في مجتمعاتنا.
 
فيا كل أب تدعى أنك تربى ابنك وتسهر من أجله وتعمل ليل نهار ليكون عضوا نافعا في مجتمعه احذر هذه الظواهر المقيتة، فالتربية الحق تكون في مكارم الأخلاق لأن نتائجها ستعود على صاحبها أولا وأهله ثانيا ومجتمعه ثالثا.
 
واعلم – عزيزى – أن استثمارك الحق هو الاستثمار الحسن في تربية ابنك فهو أعظم من المال مهما بلغ، ومن المنصب مهما ارتفع، ولا تنسى – عزيزى- أن من يزرع خيرا لا يحصد إلا خيرا.. وأن التربية مسئولية وليست فهلوة أو منظرة.. وأن صغير الضرر اليوم كبير الضرر غدا.. وأن أبناءنا هم فلذة أكبادنا إذا صلحوا أطالوا ذكرنا حتى بعد مماتنا، وإذا فسدوا جلبوا الوجيعة والعار لنا في حياتنا وبعد مماتنا.
 
نهاية.. المسئولية هنا تقع على الجميع "أفراد ومؤسسات ومجتمع" وهو ما يجب أن يقوم كل بدوره تجاه مواجهة هذه الظاهرة حفاظا على أبنائنا ومنع الأذى والضرر فى المجتمع، وهو ما يجب أن تتبناه الحكومة والأجهزة المعنية للحد من هذه الظاهرة الآخذة فى الاتساع..

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

موعد مباراة نهائى كأس مصر للكرة النسائية بين الأهلى ووادى ودجلة

القصة الكاملة لواقعة سرقة منزل الدكتورة نوال الدجوى من البداية للنهاية

4 لاعبين على طاولة الأهلي لتدعيم خط الدفاع قبل مونديال الأندية.. الأولوية للجزار

3 فرق تتنافس على المركز الرابع فى الدوري المصري للمشاركة فى الكونفدرالية

متى تُنظر دعوى الحجر على الدكتورة نوال الدجوى من أحفادها؟


برنامج تأهيلى مكثف لفيستون ماييلى فى بيراميدز استعدادًا لمواجهة صن داونز

يويفا يعتمد رسميا نظام التأهل ليورو 2028 ويزيد قوائم منتخبات دورى الأمم

شاهد.. لحظة إطلاق إسرائيل النار على وفد دبلوماسى يضم سفير مصر.. فيديو وصور

"أصحابه حاولوا ينقذوه وفشلوا".. غرق طالب بالمرحلة الإعدادية فى النيل بدسوق

صابر عيد أسطورة غزل المحلة.. التاريخ "المنسي" فى زمن المرض


بعد حذفه بيان الانفصال.. مها الصغير تحذف بوست ردها على أحمد السقا

الحكومة: مد خدمة المدرسين المحالين للمعاش أثناء العام الدراسى لنهاية العام

إنهاء إجراءات الإفراج عن المخرج عمر زهران بعد قضائه نصف المدة

البحوث الفلكية تكشف موعد وقفة عرفات وعيد الأضحى المبارك 2025

بدء حجز 15 ألف وحدة سكنية لمتوسطى الدخل.. لا يقل عمر المتقدم عن 21 عاما ولا يزيد الدخل الشهرى للأسرة عن 25 ألف جنيه أبرز الشروط.. وعدم الحصول على قرض تعاونى والتنازل عن شقة الايجار القديم آليات الحصول على وحدة

كم سعر المتر فى وحدات مشروع "سكن لكل المصريين 7" لمتوسطى الدخل؟

رئيس بعثة الحج المصرية لـ"اليوم السابع": 78 ألف حاج مصري يؤدون الفريضة هذا العام.. تسكين ضيوف الرحمن بالقرب من الحرمين.. استخدمنا التقنيات الحديثة هذا الموسم.. ولدينا خطة لخدمة الحالات الإنسانية وكبار السن

حلمى طولان مدير فني لمنتخب مصر فى البطولة العربية بتواجد الصقر والحضرى

بعد إعلان إصابة بايدن بسرطان "عدوانى".. ترامب: مندهش من إخفائه عن الجمهور

مصرع شخص فى حادث تصادم موتوسيكلين بالشرقية

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى