تأسست عام 700 قبل الميلاد.. سمرقند المدينة الأقدم والأبعد فى العالم

مدينة سمرقند

إيمان ملاك

الثلاثاء، 19 مارس 2024 06:00 ص

تعد مدينة سمرقند من أقدم المدن السياحية فى العالم تحمل بين جبالها وقلاعها المغامرة، تأسّست المدينة الساحرة عام 700 قبل الميلاد، وتشكّل مفترق طرق للثقافات ومركزًا للتعلّم والتجارة، خصوصًا خلال ذروة طريق الحرير القديم الذي كان يمر عبر المدينة.

لقبها الكتاب بالجوهرة المكنونة الواقعة في جنوب شرق أوزبكستان، وذلك بفضل معالمها المتنوعة، منها المساجد والأضرحة والمدارس المذهلة، فهي بالتأكيد جوهرة المدن التاريخية في أوزبكستان اللتان تشتهران بهندسة معمارية تعود إلى العصور الوسطى.

تشتهر سمرقند بمساجدها وأضرحتها و تقع على طريق الحرير، وهو طريق تجاري قديم يربط الصين بالبحر الأبيض المتوسط. و تشمل المعالم البارزة بالمدينة مثل ساحة ريجستان التي تحدها 3 مدارس مزخرفة ومغطاة بالخزف والتي يعود تاريخها إلى القرنين الخامس عشر والسابع عشر، وغور أمير، وهو القبر الشاهق لتيمور (تيمورلنك)، مؤسس الإمبراطورية التيمورية

تضم المدينة الساحرة ميدان ريجستان قد يكون المعلم السياحي الأشهر في سمرقند، إلا أن مقبرة شاه زنده بلا شك، هي الأكثر إثارة للعجب. إذ تحتوي على مجموعة من الأضرحة التي يسيطر فيها البلاط الفيروزي والقباب والديكورات الداخلية المذهلة على المشهدية، ويعود تاريخها جميعها إلى القرن الرابع عشر.

ثم هناك العديد من المواقع المرتبطة بالحاكم الشهير تيمور من القرن الرابع عشر، واسمه حاضر دومًا في أوزبكستان.

ومن أشهر الأماكن المتّصلة به مثواه الأخير، غور أمير في سمرقند، أو ضريح الأمير تيمور الذي يحتفي بحياته باللونين الذهبي والفيروزي. تم الانتهاء من بنائه عام 1404، ودُفن تيمور هناك بعد وفاته عام 1405.

وتقول الأسطورة أنّ زوجة تيمور المفضّلة شيّدت مسجد بيبي خانوم في سمرقند تكريمًا لعودته إلى وطنه بعد رحلة فتوحاته الطويلة. ولا يزال اليوم أحد أكبر المساجد في آسيا الوسطى، ويمكنه أن يستقبل حوالي 10 آلاف من المصلين في كل مرة.

غور أمير أو غوري أمير هو ضريح للفاتح التركي المغولي تيمور (المعروف أيضًا باسم تيمورلنك) ويقع في سمرقند، أوزبكستان، و يتكون ضريح غور أمير من قبة واحدة. وتشتهر ببساطتها في البناء وبمظهرها التذكاري المهيب كما أن المبنى مكون من ثماني السطوح تعلوه قبة زرقاء مخددة.

تم بناء مجمع غور أمير في الأصل لحفيد تيمور محمد سلطان (1376-1403) الذي كان من المتوقع أن يكون خليفته لكنه توفي في وقت مبكر جدًا، ولقد أمر تيمور ببناء الضريح لكنه لم يعش ليرى اكتماله حيث توفي عام 1405.

تثير ساحة ريجستان التاريخية في سمرقند إعجاب الزائرين لأول مرة أكثر من أي مكان جذب آخر في أوزبكستان. وتتألف الساحة المدرجة في قائمة التراث العالمي لليونسكو وهي محاطة بثلاث مدارس (مدارس إسلامية) ذات عمارة إسلامية مميزة : أولوجبيك وشيردور وتيلا كوري والتي كانت بمثابة جامعة للعلماء المسلمين ومركزًا للنهضة التيمورية.

يعد مسجد بيبي خانوم أحد أهم المعالم الأثرية في سمرقند بأوزبكستان الذى شيد في القرن الخامس عشر، واسم مسجد بيبي خانيم شاعري للغاية وهناك أسطورة مرتبطة ببنائه. والتى تقول أن زوجة تيمورلنك المفضلة، بيبي خانيم، قد قامت ببناء المسجد تكريما لعودته من رحلة إلى الهند. وفقًا لهدفها، تم التخطيط للمسجد ليكون أعظم إبداعات سمرقند.

شاه زنده هي مقبرة تقع في الجزء الشمالي الشرقي من سمرقند، أوزبكستان ويتكون مجمع المقابر من حوالي عشرين ضريحًا ومسجدين صغيرين متصلين، ويقعان على كلا الجانبين وفي نهاية ممر طويل يمتد تقريبًا من الشمال إلى الجنوب.

مرصد أولوغ بيك هو مرصد يقع في سمرقند الحديثة بأوزبكستان، وقد بناه عالم الفلك التيموري أولوغ بيك في عشرينيات القرن الخامس عشر، ولم يبق من هذا المرصد الكبير سوى جزء من المبني تحت الأرض وملحق به متحف. يعد هذا المرصد من أدق مراصد العالم التي بنيت لتعيين مواعيد الشمس على مدار السنة.

تاريخيًا، كانت المدرسة عبارة عن مدرسة قرآنية، يتم إنشاؤها عمومًا بالقرب من المسجد. يمكن أن يكون مجمعًا صغيرًا أو كبيرًا يتميز بالبنية المعمارية في العصور الوسطى. وكان للمدرسة النموذجية مدخل واحد يؤدي إلى فناء داخلي به نافورة وحوض مزخرفان بشكل غني في المركز.

كانت مدينة سمرقند عاصمة لجمهورية أوزبكستان حتى سنة 1349هـ - 1920م ثم نقل الروس العاصمة إلى مدينة طشقند. وذلك بسبب مقاومة أهل سمرقند لمحاولة السوفييت تغيير الطابع الإسلامي لمدينتهم. فلقد وجدوا أن نقل العاصمة إلى طشقند أكثر أمنًا لوجود نصف مليون روسي بين سكانها وقد بلغ عدد سكان طشقند سنة 1407هـ - 1987م أكثر من مليوني نسمة.