اكتفِ بعينيك

د. داليا مجدي عبد الغني
د. داليا مجدي عبد الغني
بقلم د. داليا مجدي عبد الغني
قيل قديمًا: "داري على شمعتك تضيء"، وقال الرسول (صلى الله عليه وسلم): "استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان". ورغم ذلك يرى الإنسان أن كل شيء في حياته يستدعي التباهي، لابد وأن يُظهره للناس لكي يكون محل حسد واهتمام الآخرين، وينسى أن الحسد سيُحيل حياته إلى جحيم، ويظن أنه لو لم يُعلن عن حياته يكون كمن يسرق أو يعيش في الظلام، وكأن النور هو الناس، في حين أن النور هو السعادة الداخلية التي تنبعث من قلب الإنسان، فهي لا تحتاج إلى شهادة الشهود، فهي تعيش على الاكتفاء الذاتي. 
 
وبالمناسبة، كل مَنْ يرضى ويقنع بحياته، ويملك القدر الوافر من الاكتفاء الذاتي، يعيش في هدوء وسلام وراحة بال، فللأسف، الناس تهوى النقد، والتنظير، والحسد، فعلينا أن نتذكر كم من مناسبة عامة حضرتها الجموع الغفيرة من الناس، وسلمت من النقد، فلابد أن تكون هناك عين مُتربصة، وعين مُراقبة، وعين ناقدة، وعين رافضة، وحاسدة. ونادرًا جدًا ما ترى العين الراضية أو المادحة أو اللاهية.
 
فلماذا لا يكتفي الإنسان بعينيه؟ لماذا لا يرى فيهما كل العيون، وحتى لو احتاج لمشاركة المحبين، ألا يكفي مشاركة من معه سواء كان الحبيب أو الصديق، أو غيرها من أصحاب الحدث، وهذه ليست دعوة للعزلة أو الوحدة، ولكنها دعوة للانتقاء والاكتفاء، فالعبرة ليست بالكثرة والجموع والحشود، ولكنها بالإحساس بالسعادة التي تملأ القلب، فالتباهي ليس للناس، ولكنه للنفس، فالإنسان يتباهى بحُسن اختياره، أو بصحيح قراره، أو بصدق إحساسه، ولكن بينه وبين نفسه، فهذا يُشعره بنجاحه، أما التباهي المصدر للآخرين، لا يجلب سوى الخراب والدمار، لأن هناك مَنْ سيحقد فيقلل من قيمة النجاح أو السعادة، وهناك مَنْ سيحسد فيتمنى زوال النعمة، وهناك مَنْ سيكره فيُعرقل المسيرة، وما أكثر هذه الأصناف البشرية.
 
فاكتفِ بعينيك، فهي التي تحتاج إلى رؤية نجاحاتك، وهي التي تستحق أن ترى سعادتك، فالاكتفاء الذاتي نعمة لا يُدركها سوى صاحب البصيرة، لذا نرى الحكماء لديهم عُيون مُشبعة، لا تحقد، ولا تحسد، ولا تتذمر، ولا تراقُب، ولا تفحص، لأنها لا ترى سوى ما يدور في فلكها، فهي ترى عُيوب صاحبها لتُصححها، وترى مميزاته لتزيدها، وترى نجاحاته لتُباركها، فمَنْ يكتفي بعينيه البصيرة، يعيش راحة بال لا تنتهي.

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

160 مليار جنيه لدعم السلع التموينية والخبز في موازنة 2025/2026

زى النهارده.. جوزيه يقود الأهلى للتعادل مع الزمالك 2-2 فى آخر ظهور بالقمة

بعد نظر أولى الجلسات.. 5 معلومات عن خلية حدائق القبة

مواعيد مباريات اليوم الأحد 29-6-2025 والقنوات الناقلة

محمد فضل شاكر يغنى لوالده ويدعو له بالفرج فى حفله بمهرجان موازين


منتخب إنجلترا يتوج بلقب بطل أمم أوروبا للشباب بثلاثية ضد ألمانيا.. فيديو

القيعى: 4 ركلات ترجيح غيرت مصير الأهلى فى الموسم الماضى.. وما تم غباء اصطناعى

معلومات بشأن عصابة استولت على بيانات بطاقات الدفع الإلكتروني

30 يونيو.. ذكرى ثورة غيرت وجه مصر وصعيدها.. سوهاج نموذجًا للتحول من التهميش إلى التنمية.. وشبكات الطرق والمحاور فتحت آفاقًا جديدة للاستثمار وفرص العمل والتكلفة تخطت 4 مليارات جنيه.. صور

شاهد صورة سائق النقل المتسبب فى حادث الطريق الإقليمى ومصرع 19 حالة


محمد صلاح يهرب من عدسات المصورين فى بودروم التركية.. وقناع وقبعة للخصوصية

مصرع 3 فتيات وشاب فى انقلاب مركب صغير داخل نهر النيل بالمنيا

3000 كيس جاهز للاستخدام.. الشرقية المحافظة الأولى فى تجميع أكياس الدم.. حملات تبرع منتظمة بالقرى لتأمين رصيد طوارئ لكل منطقة.. ومضاعفة عدد بنوك الدم بالسنوات الأخيرة.. والصحة: فحوص فيروسية دقيقة لكل كيس.. صور

إليسا تخطف الأنظار فى أحدث ظهور.. والجمهور: احلويتى "صور"

إيران تعلن تشكيل فريق عمل قانوني لملاحقة العدوان الإسرائيلي والأمريكي

مفيدة شيحة تحتفل بزواج ابنتها منة الله عماد وسط حضور كثيف.. فيديو وصور

عبير صبري تعلن انفصالها عن زوجها بعد 7 سنوات: ربنا يوفقنا وانفصلنا بكل هدوء

كل ما تريد معرفته عن تطورات ميركاتو الزمالك والمدير الفنى الجديد

205 أهداف حصيلة منتخب شباب اليد فى بطولة العالم قبل الختام أمام ألمانيا

جمال عبد الناصر يكتب: توثيق تراث فرقة رضا.. خطوة لحماية الهوية الفنية المصرية

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى