الابتسامة أقوى من أى شىء

د./ داليا مجدي عبد الغني
د./ داليا مجدي عبد الغني
بقلم د./ داليا مجدي عبد الغني

هموم الحياة، وشواغلها، والخوف من المستقبل، والانتظار، وغيرها من الأسباب تُنسي الإنسان الابتسامة، بل وتجعلها عزيزة للغاية، فكما أن السعادة تكون سببًا للابتسامة، فأحيانًا كثيرة ما تكون الابتسامة هي مصدر السعادة، فمن يبتسم تتذلل له الصعاب، وتهون عليه المشاكل، فتخيل نفسك تبتسم في وجه من أغضبك، قطعًا سيُعيد حساباته على خطئه في حقك، ولو ابتسمنا في وجه شخص غاضب، سنُسكن حمية انفعالاته، والابتسامة في وجه الخائف، تُهدئ من روعه، والابتسامة في وجه البائس، تبعث فيه الأمل من جديد، فهي تُذيب القلق، وتنشر الراحة، وتشفي الجراح.  وإن كنت ألتمس العذر لبعض من غابت عنهم ابتسامتهم بسبب ضُغوط الحياة وصدماتها، ولن يكلف الإنسان عبئًا أكبر لو تخللت الابتسامة حياته في ظل زخم ضغوطاته.


فللأسف، الوجوه العابسة باتت منتشرة في كل أرجاء الحياة، فالبعض يتخذها رمزاً للهيبة والوقار، والبعض الآخر يظنها وسيلة لنشر النظام، وهناك من يجعلها جزء لا يتجزأ من شخصيته، وكل هؤلاء ينسون أن الوجه العابس لا يؤثر في الآخرين فحسب، بل ينعكس مباشرة على صاحبه، فيحول الأخير إلى مادة للكآبة، ومصدر للمشاكل والهموم، فيُصبح بالتبعية فريسة سهلة للأمراض المُزمنة، والتي بدورها سترسل إشارة إلى الأمراض الخطيرة لتسكن ذلك الجسد الذي يُحركه الوجه العابس.


فابتسم حتى لو كان الحزن يملأ قلبك، فربما كان في هذه الابتسامة بعضاً لعزاء نفسك، فهذا دليل على الرضا بقضاء الله، وعلى انتظار الأمل والفرج، وعلى الإحساس بالسكينة وراحة البال.


ويتساءل البعض عن كيفية جلب الابتسامة، والإجابة أنها لا تُشترى، ولكنها تُستوحى من نكتة لطيفة، أو كتاب مُشوق، أو عمل كوميدي، أو من جلسة ساخرة.


والمُضحك أنها يُمكن أن تُستوحى من الهموم والمشاكل، فكما قيل قديما: "همّ يبكي، وهمّ يضحك"، وفي هذه المقولة دليل كافٍ على أن الابتسامة كامنة بين براثن الحزن، فهي أقوى من أن يقتلها أو يفتك بها الشجن، فهي تتربص بصاحبها لكي تُباغته على غُرة، والدليل على ذلك أننا دائما ما نسمع أشخاص يُؤكدون أنهم باغتتهم الضحكة في وقت لا يجوز فيه الضحك على الإطلاق، مما سبب لهم حرج، ولكنهم فشلوا في كبتها، لأنها ستظل هي الأقوى لسبب بسيط للغاية، وهو أن الابتسامة أعز ما يتمناه الإنسان، فكيف يجرؤ على تجاهلها عندما تقتحمه، حتى لو في غير الوقت المناسب، فهي أقوى من أن يتم السيطرة عليها.

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

وزير الصحة يتسلم شهادة قضاء مصر على انتقال جميع طفليات الملاريا البشرية

الزمالك يسدد 2 مليون يورو فى 5 أيام لإنهاء أزمة إيقاف القيد

سعيد الشحات يكتب: إيلي كوهين.. الجاسوس الذي زرعته إسرائيل في سوريا.. روايات عديدة لكيفية افتضاح سره والقبض عليه.. ساحة المرجة شهدت إعدامه وجثته ظلت معلقة ساعات.. وإسرائيل حاولت استعادة رفاته طوال 60 عاما

التحريات بسرقة الدكتورة نوال الدجوي: أحد المترددين على الفيلا وراء الواقعة

رئيس بعثة الحج: تفويج 1000 حاج ببعثة القرعة من المدينة المنورة إلى مكة


أمير كرارة مفاجأة فيلم المشروع X مع كريم عبد العزيز

هل تنتهى "العداوة المصطنعة" بين الأهلي والإسماعيلى بعد إلغاء الهبوط؟

تزوجى من غيرى ولا تحرمى نفسك من شىء.. آخر كلمات إيلى كوهين فى وصيته

وزارة العمل تعلن فرص عمل جديدة فى الصيدليات برواتب تصل لـ9400 جنيه

مقتل شابين بطلقات نارية بمنطقة النجاجرة فى كوم أمبو بأسوان


تطورات تمديد عقد حمزة علاء مع الأهلى بعد رفض عرض الزمالك

ترتيب الحذاء الذهبي الأوروبى 2025.. مبابي يتفوق على محمد صلاح

أهم الأخبار العربية والعالمية حتى الظهيرة.. محتويات الأرشيف السرى لجاسوس الموساد بسوريا إيلى كوهين.. رحلة الرئيس الأمريكى السابق مع مرض سرطان.. إسبانيا و6 دول أوروبية تدعو إسرائيل لوقف المذبحة فى غزة

مي عمر تخطف الأنظار في مهرجان كان وتعلن عن مسلسل رمضاني جديد

فحص كاميرات المراقبة لكشف هوية المتهم بسرقة مسكن الدكتورة نوال الدجوي

ماذا كتب الجاسوس الإسرائيلى إيلى كوهين فى وصيته قبل إعدامه بساعات؟

"ليلة التتويج".. موعد آخر ظهور للأهلى وبيراميدز فى الجولة الأخيرة للدوري

طليقها يطالب برؤية الطفل.. 6 معلومات عن دعوى رؤية نجل جورى بكر

وزارة التعليم: 4 سنوات سن التقدم لـ"kg1" بالمدارس الرسمية للغات لعام 2026

فى الذكرى العاشرة لرحيله.. حسن مصطفى نجم الكوميديا والمسرح الذى لا ينسى

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى