جوتيريش بين زيارتيه الأولى والثانية لمعبر رفح.. ماذا حدث وما ينبغى أن يكون؟

أحمد التايب
أحمد التايب
أحمد التايب

في ظل تفاقم الأوضاع في غزة على كل الأصعدة تأتى الزيارة الثانية لـ "جوتيريش" الأمين العام للأمم المتحدة لمعبر رفح المصرى أمس السبت، لتحمل عدة رسائل سياسية وإنسانية، خاصة بعد فشل مجلس الأمن الدولى للمرة التاسعة في وقف إطلاق النار بعد "الفيتو" الصينى والروسى ضد المشروع الأمريكى الذى وُصف بالخبيث من قبل موسكو وبكين، وبعد إرجاء التصويت على مشروع قرار جديد يُطالب بوقف إطلاق نار فورى فى غزة إلى الإثنين المقبل.

ورغم هذه الزيارات تبقى الإشكالية – فى ظنى – أن الأمم المتحدة تضغط لكن دون جدوى حقيقية على أرض الواقع وفى الميدان، وبالتالي فإن زيارة جوتيرش الأولى لمعبر رفح المصرى لا تختلف عن زيارته الثانية، فالبعد الإنسانى هو من سيطر على الزيارتين، ولم يتعدى المطالبة بوقف إطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية إلى جميع أنحاء غزة.

لذا، فإن المتتبع لهذه الزيارات يجد أنه منذ بداية العدوان الإسرائيلي في الـ7 من أكتوبر الماضي على قطاع غزة، وهناك موقف واضح للأمم المتحدة تجاه القضية الفلسطينية ظهر جليًّا في تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة وأزعج تل أبيب التي طالبته على لسان عدد كبير من مسؤوليها بالاستقالة، لكن لم يتغير شىء في الميدان ولا على أرض الواقع.

لذلك، فإن تصريحات جوتيرش وزيارته لمعبر رفح وإن كانت مهمة وضرورية لحشد الرأي العالمى ولها فوائد عدة على الصعيد الإنسانى والسياسى، لكن يجب أن لا نعول عليها كثيرا،  لأنه ببساطة معضلة هذه الحرب هى الولايات المتحدة لدعمها المتواصل لإسرائيل، ولأن ما يتم على أرض الواقع كله يؤكد أن ما يجرى ما هو إلا تصفية للقضية الفلسطينية، وأن إسرائيل مطمئنة في خطط التصفية لتأكدها من دعم الولايات المتحدة أولا، ومن الانقسام الفلسطينى ثانيا، ومن الغياب العربى والإسلامى ثالثا، ومن مجتمع دولى متواطئ معها رابعا.

وأيا كان الأمر..  ليس أمام الفصائل الفلسطينية إلا الاتحاد والتوحد، وليس أمام العالم العربى والإسلامى إلا القيام بدور حقيقى وفاعل تجاه القضية على الأقل بعدم الوقوع في فخ المراوغة الأمريكية والسياسات المتناقضة التي لا تهدف إلا لإطالة أمد الصراع ومنح الوقت الكافى لإسرائيل لتنفيذ مخططاتها بالتصفية ثم توظيف القدرات والأوراق العربية والإسلامية لإجبار الولايات المتحدة ومن ورائها إسرائيل لوقف إطلاق النار والتخلى عن مخططها.

وانطلاقا من أن الكل – في النهاية - يبحث عن مصالحه وأهدافه، لابد علينا نحن كعرب أن نسعى إلى مصالحنا وأهدافنا أيضا، وهذا لا يتأتى إلا بتحقيق الوحدة الوطنية والقومية العربية التى باتت ضرورة حتمية فى ظل تعدد الصراع وكثرة الأزمات العربية، وأن نفهم أنه لا رهان إلا على هذه الوحدة حتى لا يكون مصيرنا في يد آخرين لا يهمهم إلا نفوذهم ومصالحهم.

نقول هذا.. ونحن أمام أزمة كاشفة لواقع مرير لنا - كعرب -، فليس أمامنا إلا العمل على تعزيز العمل العربي المشترك، والتكامل المبنى على المصير الواحد إذا أردنا - حقا - مواجهة تحدياتنا، وأردنا حلا لأزماتنا بما يخدم مستقبلنا كأمة واحدة مصيرها فى يدها لا فى يد آخرين.. حفظ الله أمتنا العربية ونصر أشقاءنا..

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الإسكان: إعفاء 70% من غرامات التأخير وفرصة ذهبية للسداد خلال ديسمبر

بعد قليل.. مؤتمر الهيئة الوطنية لكشف مستجدات الاقتراع بانتخابات النواب

محامى عروس المنوفية: المتهم أقر فى التحقيقات بتعديه على زوجته حتى الموت

أحمد صلاح وسعيد يعودان للقاهرة بعد فسخ التعاقد مع طائرة السويحلى الليبى

إقبال كبير على الأتوبيس الترددى بعد عزل حارته بالطريق الدائرى.. صور


يورتشيتش: حزين على خسارة الدورى.. وهناك أندية لا تتوقف فى الإشارة الحمراء

الحكومة توضح حقيقة فيديو وجود عيوب هندسية بكوبرى 45 الدولى بالإسكندرية

2025 THE BEST.. عمرو ناصر يخسر جائزة بوشكاش

ترامب يفاجئ هوليوود بتعليق صادم بعد مقتل مخرج شهير.. ماذا قال ؟

الطقس غدا.. أجواء باردة وانخفاض بالحرارة وأمطار والصغرى بالقاهرة 12 درجة


موعد مباراة منتخب مصر ونيجيريا فى التجربة الأخيرة قبل أمم أفريقيا

بعد إثارة جدل فى لقاء رئيسة وزراء إيطاليا.. كم يبلغ طول رئيس موزمبيق؟

التأمينات الاجتماعية تحدد موعد صرف معاشات يناير 2026.. اعرف اقرب منفذ ليك

رئيس وزراء بيهار الهندية ينزع نقاب طبيبة مسلمة ويثير غضبا واسعا

محمد صلاح على مقاعد البدلاء.. التشكيل المتوقع لمصر في ودية نيجيريا

حادث قطار طوخ.. 10 مشاهد من سقوط حاويات البضائع بمنطقة السفاينة

أحمد السقا: أصحابى دعمونى أمس والنهاردة قالوا عليا عندى إيجو

معاش استثنائي للمستحقين.. اعرف إزاي تقدم طلبك لو ظروفك المادية صعبة

توروب يجري تعديلات على تشكيل الأهلي أمام سيراميكا بكأس عاصمة مصر

اعرف حقوقك.. لا يجوز تشغيل العامل أكثر من 8 ساعات في اليوم

لا يفوتك


2025 THE BEST.. عمرو ناصر يخسر جائزة بوشكاش

2025 THE BEST.. عمرو ناصر يخسر جائزة بوشكاش الثلاثاء، 16 ديسمبر 2025 04:37 م

المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى