مأساة الحلاج.. لماذا اختلف علماء الدولة العباسية مع الحسين بن منصور؟

الحلاج
الحلاج
كتب محمد عبد الرحمن

تمر اليوم الذكرى الـ1102 رحيل شيخ الصوفية الأكبر الحسين بن منصور الحلاج، الذي عاش في ظل الدولة العباسية، ومات بعد أن رموه بتهمة الكفر والزندقة حيث تم صلبه وقتله والتمثيل بجثته، ويعتبر الحلاج من أشهر وأغرب متصوفة العالم الإسلامي، وذلك لما حفلت به حياته من قصص غريبة وعجيبة.

والحلاج هو شاعر ومتصوف من أصل فارسى، نال شهرة واسعة، وأثارت أفكاره وسيرته الجدل حتى الآن، رغم ذلك فإن له أتباعا كثر بوصفه معلما، لكن تورطه بالدخول فى معترك السياسة فى البلاط العباسي، جعل مصيره الإعدام بعد التضييق عليه بتهم دينية وسياسية، اتصل بالصوفية، ولبس حرفتهم، وتتلمذ على يد أعلامهم كالجنيد، وسهل التستري وغيرهم، ثم أصبح له هو نفسه مع مرور الأيام مريدون كثيرون، كان يعبر عنهم في قصائد بقوله: "أصحابي وخلاني"، لم يلبث الخلاف أن بدأ ينشب بين الحلاج وبين أعلام الصوفية في عصره، وهو الذى أدى إلى نهايته المأساوية.

ولعل الإمام الذهبى فى "سير الأعلام" أفرض ثلاثة احتمالات يتبناها الناس عن العلامة الراحل، يقول الذهبي: "فتدبر -يا عبد الله- نحلة الحلاج الذى هو من رؤوس القرامطة ودعاة الزندقة، وأنصف وتورع، فإن تبرهن لك أن شمائل هذا المرء شمائل عدوّ للإسلام، محب للرئاسة حريص على الظهور بباطل وبحق، فتبرأ من نحلته، وإن تبرهن لك -والعياذ بالله- أنه كان محقًّا هاديا مهديا، فجدد إسلامك واستغث بربك أن يوفقك للحق، وإن شككت ولم تعرف حقيقته وتبرأت مما رمى به أرحت نفسك، ولم يسألك الله عنه أصلا".

لعل أبا عبد الرحمن السلمى فى "طبقات الصوفية" وابن باكويه هما أول من ترجم لأبى منصور الحلاج، أما ترجمة السلمى فى طبقاته فتخلو من كل ما يوجب الحكم عليه بالزندقة والتكفير، كما تخلو من حكاية الخوارق والكرامات، ولم يذكر سوى اختلاف أهل التصوف فيه على النحو الذى ذكرناه سابقا.

وبحسب كتاب "الإسماعيليون.. تاريخهم وعقائدهم" فإن الحلاج، كان له تأثير عظيم فى العديد من الناس، من بينهم بعض أفراد البيت العباسى، فأثار غيرة مسئولين فى الدولة حينها، فاتهموه بكونه عميلا وقرمطيا، وأورد أعداؤه بقيادة ابن الفرات أدلة عدوها كافية لإدانته، ومنها إساءة التفسير المتعمد لبعض التأويلات الرمزية عند الحلاج، ومزاعمه بالاتحاد الروحى مع الله، فتم سجنه عدة سنوات، ومحاكمته عام 921، وحكم عليه بالموت وسط جو مشبع بالدسائس والمكائد، وجرى تعذيبه وصلبه، ثم قطت أعضاؤه بوحشية أمام جمهور كبير فى بغداد سنة 922م.

موضوعات متعلقة

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

إمام عاشور وموسم للتاريخ.. انطلاقة آخر دقيقة فى مباراة بيراميدز بداية المجد

أحمد سليمان عضو مجلس إدارة الزمالك يحتفل بزفاف ابنته وسط حضور نجوم الكرة.. صور

الأهلي يزيد أوجاع الخلود في الدوري السعودي برباعية مثيرة.. فيديو

إصابة فلسطيني برصاص الاحتلال الإسرائيلي عند مدخل مخيم جنين

نيللى كريم وشريف سلامة ثنائية جديدة في السينما.. اعرف التفاصيل


افتتاح مشروع توسعة كورنيش الإسكندرية والتشغيل التجريبى قريبا.. انتهاء أعمال الرصف من المنتزة حتى البوريفاج باتساع 5 حارات.. استكمال أعمال كوبرى " محمد نجيب".. وتوسعة" سيدى بشر" و 17 بوابة للشواطئ.. فيديو وصور

كريستال بالاس ضد مان سيتي.. عمر مرموش يهدر ركلة الجزاء الثانية في مسيرته

نهضة بركان يدك نادي سيمبا بثنائية كامارا والمليوي في الشوط الأول.. فيديو

تقرير الطب الشرعي يحدد مصير السائق سبب مصرع بطل مصر فى التجديف

الكرملين: روسيا تعد قائمة شروط وقف إطلاق النار لتسليمها إلى أوكرانيا


جوارديولا يعلق على إهداء هالاند ركلة الجزاء لمرموش في نهائي كأس إنجلترا

وزير خارجية إيطاليا يطالب إسرائيل بوقف هجماتها العسكرية على غزة

60 دقيقة.. استمرار التعادل الإيجابى 1 / 1 بين الأهلى والبنك الأهلى.. صور

مصر تفوز بجائزة أفضل جناح فى مهرجان كان 78.. حسين فهمى: التتويج يعد اعترافا عالميا بالمكانة التى تحتلها السينما المصرية اليوم.. ووزير الثقافة: الفوز يسهم فى إبراز مصر كوجهة جذابة للتصوير السينمائى

نهضة بركان ضد نادي سيمبا.. التشكيل الرسمي لقمة نهائي الكونفدرالية

موعد صلاة عيد الأضحى المبارك 2025 فى مدن ومحافظات الجمهورية

بين الإطارات وسخونة المحرك.. 15 نصيحة لسلامتك وأمان سيارتك فى الأجواء الحارة

مسئول إسرائيلى سابق: جيشنا يتمرغ فى طين غزة وسيغرق فى حرب بلا نهاية

النيابة العامة تناشد المواطنين بضرورة الإبلاغ عن الجرائم عبر الواتس آب

رسائل العرب في قمة بغداد.. توافق مع الرؤية المصرية لدعم الوجود الفلسطيني.. السعودية: نرفض التهجير.. المغرب: لابد من وضع خارطة طريق لإعمار غزة.. لبنان: غياب المحاسبة يشجع الاحتلال على جرائمه.. واليمن: شكراً لمصر

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى