ماجدة موريس تكتب عن عتبات البهجة حين يتعدل المسار.. ومسار إجبارى أشقاء الشقاء

هل اختلف الحاضر عن الماضى كثيرا؟ وهل اختلاف الأجيال يعنى اختلاف القيم؟ وهل هو دليل محبة أم رفض لها؟ حول هذه الأفكار وغيرها رأينا مسلسلين مهمين فى تقديرى هما «عتبات البهجة» و«مسار إجبارى»، وكلاهما مختلف تماما عن الآخر، لكن ما يجمعهما هو رؤية حكيمة وقادرة على البحث عن أفضل ما فى الحياة، والإمساك به، والدفاع عنه، ففى «عتبات البهجة» المأخوذ عن رواية الكاتب إبراهيم عبدالمجيد، التى تحمل نفس الاسم، وبقيادة المخرج مجدى أبوعميرة، ينجح بناء السيناريو والحوار الذى قاده الكاتب مدحت العدل، وضم أسماء جديدة تنتمى إلى «ورشة حواديت» هى أحمد البوهى ومحمد الجيزاوى وسمية صدقى وأمانى عبدالبارى، ينجح فى تقديم عمل ينتمى إلى حياتنا الآن ببراعة، خاصة الطبقة الوسطى التى تعيش حالة من الصراع المستمر مع الحياة، وهو ما نراه فى منطقة يحترم من فيها أحد سكانها، وهو بهجت الأباصيرى، وكيل الوزارة السابق «بأداء يحيى الفخرانى»، الذى يعيش مع حفيده وحفيدته، اللذان وصلا إلى بدايات الشباب بعد موت ابنه وزوجته فى حادث.
يقوم بدور آخر فى دعم أبناء المنطقة، ومنهم صديقه عمران «صلاح عبدالله» الذى اختلف مع زوجته لرفضه السفر معها لأمريكا، لزيارة ابنهما المهاجر قبل أن يفعلها وحده فى النهاية، وفى دعم نعناعة «جومانا مراد» صاحبة كشك الحلوى النشطة والمغرمة بمعرفة كل شىء حولها، لنرى المكان هنا، الشارع والحديقة والمركز، ضمن أبطال المسلسل مثل موسيقى خالد الكمار، وتصوير سامح الأمير، ومونتاچ وسام الليثى، ومثل كل الممثلين الكبار والشباب الذين أدارهم المخرج ببراعة كما أدار الكبار، خاصة البطل بهجت الأباصيرى، فهو نموذج للجد الذكى، الذى يرى الدنيا تتغير حوله، فيقرر التفاهم معها من خلال أجيالها الجديدة، ويبدأ بحفيديه اللذين رفضا التجاوب معه فى البداية قبل أن تضعهما الظروف فى احتياج له، خاصة الحفيد عمر الذى يتورط فى عمل غير مشروع عن طريق الإنترنت بحثا عن المال قبل أن يقتنع باللجوء لجده، وخارج المنزل يذهب «بهجت» إلى تجربة صعبة حين يدير مركزا للدروس الخصوصية، بطلب من جارته زوجة صاحب المركز «وفاء صادق وهشام إسماعيل»، حفاظا على حقوق تلامذته، وفيه نكتشف معه كيف تتفاعل الأجيال فى تجربة ممتعة تؤثر فى الكل، وتدفع الجد إلى فكرة جريئة هى مخاطبة الكل برسائل تطرح أفكاره وخبراته على جهاز اللاب توب، معبرا عن محبته لهم، وكأنه أراد تقديم هدية لنا جميعا فى واحد من أهم الأعمال الدرامية لهذا العام.
Trending Plus