هلّ هلالك شهر مبارك.. الفانوس الصاج ينافس "الصينى" فى أسواق كفر الشيخ.. الأهالى: نستعيد معه نسمات وأياما جميلة.. كبار السن: نشتريه لأحفادنا لنعيش طفولتنا معهم.. والورش تنتج أنواعا وأشكالا متعددة

تزينت العديد من المحلات بكفر الشيخ، بالفوانيس الصاج، وانتشرت بصورة غير مسبوقة، حيث امتلأت الفاترينات بالفوانيس الصاج، واختفت الفوانيس المستوردة.

 

وانتشرت الفوانيس الصاج متنوعة الأحجام بالأسواق، وبأسعار في متناول الجميع، التي تنتجها العديد من الورش بعدد من المدن منها مدينة كفر الشيخ، وبيلا ودسوق، وغيرها، وتبدأ الفوانيس حسب حجمها من 25 جنيها لـ 1800 جنيه، كما جرى عرض فوانيس الخشب، واختفت الفوانيس الصينية، وتشهد الأسواق زحاما من أهالي المحافظة والزوار، لشراء الفوانيس المتعددة،، التي تعبر عن الشخصيات الرمضانية، إضافة لدباديب، وغيرهم من الزينة الخاصة بشهر رمضان المبارك، تشجيعاً للصناعة المصرية، داعين الله أن يعيده علينا وعلى الأمة الإسلامية بالخير واليمن والبركات.

 

وقال هاني حمان، بالتربية والتعليم، إنه سعيد بعودة الفانوس الصاج، وانتشاره في الأسواق وبمحال بيع الهدايا، وكلما سار في الأسواق، تذكر طفولته عندما كان يأتي رمضان، والأسر تشتري الفوانيس الصاج لأطفالهم، كما يفعل والده، فأراد أن يعيد تلك الذكريات ويعيشها من جديد من بناته، فاشترى لهم فوانيس صاج، وعلق أحدهم في بلكونة شقته، ابتهاجا بقرب قدوم شهر رمضان المبارك.

 

وقالت دعاء إبراهيم رمضان، ربة منزل، إنها فضلت شراء فوانيس الصاج لأحفادها، لتستعيد معهم ذكريات طفولتها، فزرعت في أبنائها، وأحفادها حبهم للصناعات المصرية، وما أسعدها انتشار الفوانيس الصاج والخشب، عن الفوانيس المستوردة، التي اختفت من الأسواق.

 

وقال علي القبلاوي، صاحب مصنع ومحلات لبيع الفوانيس، أنه يقوم بصناعة الفوانيس بمصنعه، وبيعه في أكثر من محل بمدينة كفر الشيخ، ويصدر للدول العربية، رافضاً عرض فوانيس مستوردة، مؤكداً أنه لاحظ أن هناك حنين للماضي، واقتناء للفوانيس الصفيح، كما أنه صمم فوانيس تعبر عن تراثنا العربي والمصري، وأطلق عليها أسماء المشاهير.

 

وأضاف القبلاوي، منذ 5 سنوات بدأ في صناعة الفوانيس ليكون الانتاج محلي، ورفع شعار " صنع في بلدنا" ، مؤكدا أنه يتعامل مع الحدادين ، لصناعة وتصميم فوانيس الصاج، ووجد اقبالا كبيراً من الأهالي على شراء الفانوس الصاج، مشيراُ إلى أن الحدادين يقومون بتقطيع الحديد ويستخدمون ماكينة الليزر.

 

وقال القبلاوي، هناك فوانيس تصنع من الخرز لذا يلجأ للفتيات الأيتام، للعمل لديه بالمصنع لصناعة تلك الفوانيس، منها توفير فرص عمل لهن، ليكون مورد رزق لهن، وتتراوح أسعار فانوس الخرز من 50 جنيه لـ 85 جنيه، كما تتم صناعة عدد من الفوانيس حسب استنباطات معينه، ونظراً لتميز صناعة الفوانيس بكفر الشيخ، يصدرها لعدد من الدول المغرب منها الأردن والإمارات والسعودية، كما يصنع المشغولات.

 

وأضاف "القبلاوي"، أن كل ما يعرضه من فوانيس شغل يدوي بماكينة الليزر، كما يصمم فوانيس على أشكال متعددة منها على شكل عربة الفول وعربة القطايف، وعربة الكنافة والترمس، وهناك شخصيات تاريخيه يتم وضع صورتها على الفوانيس، وهناك فوانيس خشب يتم تصميمها من خلال ماكينة الليزر، مؤكداً أنه يستعد لرمضان كل عام، عقب الانتهاء من العيد الكبير.

 

وقال محمد زيده مكي، أشهر صانعي الفوانيس بكفر الشيخ، لشهر رمضان الكريم فرحة خاصة فى قلوب المصريين، فهم ينتظرونه من العام إلى الآخر لمعايشة روحانياته، التي تجعله شهراً مميزاً عن بقية الشهور، ولا تكتمل فرحة المصريين إلا بفانوس رمضان الصاج، الذي ورثه المصريون كعادة منذ العصر الفاطمى فيشترى كل طفل فانوس من الصاج، ليضع به شمعة ،وكانت مصر هى المركز الرئيسى فى تصدير الفانوس الرمضاني للدول العربية والإسلامية ومختلف بلدان العالم، ومنذ 3 أعوام، عدنا لما كنا عليه، في الإقبال على الفانوس الصاج، والعزوف عن المستورد، ليظل الفانوس المصري الصاج هو الأفضل والأوسع انتشارا.

 

وأضاف مكي، للفانوس الصاج التقليدى بهجة خاصة فى نفوس المصريين، فعلى الرغم من تقدم الزمن واختلاف العصور والأجيال إلى أن المصريين لا يزالون حريصين على شراء الفانوس الصاج المزخرف بالزجاج الملون، مؤكداً أن صناعة الفوانيس الصاج حرفة يدوية يتوارثها الأبناء من الآباء، ففي أغلب الأحيان يكون من يعملون فى صناعة الفوانيس من عائلة واحدة ويكاد يكونون من أسرة واحدة أيضا،  مثل عائلته فقد تعلم صناعة الفانوس على يد والده وكان يتوجه للورشه عقب اليوم الدراسي ليساعد والده، بدأ اتجاه الأطفال على شراء الفانوس الصاج بعد أن كان الإقبال على شراء الفوانيس الصينى ، فالآباء يشترونه لأطفالهم من أجل إدخال السرور على نفوسهم.

 

وأضاف مكي، صناعة الفانوس من الصاج والزجاج الملون، تمر بـ 3 مراحل حتى يكتمل تصنيعه، وهذه المرحلة تعد مواد رئيسية في عملية التصنيع، أولاً تقطيع الصاج بمقاسات معينة تختلف من فانوس لآخر ويرجع ذلك لحجم الفانوس وتصميمه وفى هذه المرحلة يتم تصنيع القبة وقاعدة الفانوس، وبعدها تقطيع الزجاج وتلوينه وزخرفته والكتابة عليه حسب تصميم كل فانوس، وبعدها مرحلة التجميع واللحام، حيث يتم فيها تركيب أجزاء الفانوس السابقة ليخرج الفانوس بشكله النهائي.

 

وقال محمد زيده مكي، إن الإقبال على شراء الفوانيس الصاج لهذا العام من قبل المواطنين أصبح متزايداً عن جميع الأعوام السابقة، على الرغم من ارتفاع أسعار السلع وصعوبة المعيشة، إلا أن هناك عدداً كبيراً من الشعب المصرى حريص على شراء الفوانيس باعتباره أنه أحد أهم المظاهر الخاصة بالاحتفال برمضان، مؤكداً أن الزبائن تختلف طلباتهم، وهو يصنع لهم ما يطلبونه.

 

وأكدت الدكتورة أماني شاكر، نائب رئيس جامعة كفر الشيخ، ومقرر فرع المجلس القومي للمرأة بكفر الشيخ، تحرص الجامعة، بتوجيهات الدكتور عبدالرازق دسوقي، رئيس الجامعة، وفرع المجلس القومي للمرأة، على تدريب الفتيات والأطفال، على صناعة الفوانيس، من خامات متعددة، ابتهاجا بهذا الشهر الكريم، إضافة لتعليم الفتيات حرفة، ترد عليهم دخلا، وهي من الحرف السهلة، لمن يرغب في تعلمها، واتخاذها مهنة يتكسب منها.