حكاية صحيح الإمام البخارى فى ذكرى وفاته 1 شوال.. اعرف التفاصيل

ضريح الإمام البخارى
ضريح الإمام البخارى
كتب لؤى على

فى ذكرى وفاته التى توافق اليوم الأول من شهر شوال، وفى إطارِ مشروع مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية التَّثْقِيفِيّ «حكاية كتاب»، قدم المركز تعريفاً بصحيح الإمام البخارى، مضيفا اعتنتْ أمَّة الإسلام منذ العهد النَّبويّ بالحديث الشَّريف حفظًا وتطبيقًا وروايةً وتدوينًا؛ لمعرفتها قدره، ووَعيِهَا أهميتَه لبيان وفهم القُرآن الكريم.

ورغم الجهود المُضنِية التي قدَّمها الصَّحابةُ والتَّابعون وتابعوهم لخدمة سُنَّة سيدنا رسول الله ﷺ خلال قرنين كاملين من الزَّمان إلَّا أنَّ صحيح الإمام البخاريّ سيظل علامة فارقة في تاريخ تدوين السنة كلِّه، وسيظل الإمام البخاريّ هو دُرَّة أهل الحديث وأميرُهم وإن تباعد زمانُه، لا لشيء سوى ما مَنَّ الله به عليه من جودة الحفظ، ودقّة الفهم، وسرعة البديهة، واتِّقاد الهمّة، وما وُفِّق إليه من تأسيس مدرسة البحث العلمي الأولى في الاستقصَاء والاستدلال والعَزو.

ومع أنَّ (الصَّحيح) لم يكن مُؤلَّفَه الوحيد -فقد تجاوزت مؤلفاتُه الثَّلاثين كتابًا- إلا أنه كان أبرزها وأقيمها، بل إنْ شئت قُلتَ: كان صحيح الإمام البخاريّ مشروعَ حياةٍ متكامل.

بدأ البخاريّ رحلةَ تأليفه مع طلبِه للعلم منذ نعومة أظفاره، وأنهاها في مجالس حديثه التي طاف بها البلاد، وأسمع فيها صحيحَه نحو 90,000 إنسان إلى أن وافته المنيَّة رحمه الله.

وبين البداية والنَّهاية كانت حياة مُفعَمة بالنَّشاط في تحصيل العلوم، والتَّجرّد في تبليغها، والتَّطواف والتَّرحال بين الأمصار، والدِّراسة والتَّمحيص لتراجم آلاف الرُّواة، والتَّلقِّي والكتابة عن 1,080 شيخًا، هم أئمة الحديث الشَّريف في زمانه.

وكانت خلالها -أيضًا- المرحلة المضيئة لتدوين (الصَّحيح)، التي بدأها وهو ابن ثمانِيةَ عشر عامًا؛ وختمها بعد أن بلغَ الرابعة والثلاثين، وأودَعَهَا زهرة شبابه.
ستة عشر عامًا كاملة عَمَد خلالها هذا الإمام العظيم إلى تلال المرويَّات الحديثيَّة المُتراكمة، واستخرج من بين الرُّكام صحيحَها، ثم انتقى من بين الصِّحاح نفيسَها؛ مُقررًا للحُكْمِ على الرُّواة معاييرَ دقيقة، ومُعتمدًا لقبول المرويات شروطًا صارمة لم تعهدها حقول البحث التَّاريخيّ قبله، وهي اشتراط: اتِّصال السَّندِ، وعدالة الرُّواة، وتمام ضَبطِهم، وعدم الشُّذُوذ، وعدم العِلَّة، مع أمانةٍ بالغةٍ في إيراد المتن شَهِد بها القاصي والدَّاني؛ كل هذا في المرويَّة الواحدة.

فقد كان معيارُه الرئيس في تصحيح الحديث هو: التَّثبُّت من هُوية كافَّة رُواتِه، والتَّحقُّق من نزاهتهم وتقواهم، وخلُوّهم من التَّحيُّزات المذهبيَّة، والتَّوجُّهات الحزبية، والأهواء الشَّخصيّة؛ فإن ثبت إلى جوار عدالة الرُّواة هذه ضَبطُهم، واتصالُهم الزَّمنيّ باللُّقيا والمعاصرة معًا اعتُبِر الحديث صحيحًا لديه.

ويكفي للتَّدليل على عظيم بذلِه في تدوين (الصَّحيح) أنَّه رحمه الله انتقى أحاديثَه البالغةَ 2,761 حديثًا بدون المكرر من بين 600,000 حديث، وصنَّفه ثلاثَ مراتٍ في كل مرةٍ يهذّب وينقّح إلى أن أخرجه للنُّور تحت عنوان: (الجامع المُسْنَد الصَّحيح المُختَصر من أُمور رسول الله ﷺ وسننه وأيَّامه)، ثمّ قال: ما أَدخَلتُ في هذا الكتاب إلّا ما صحّ، وتركتُ من الصِّحاح كي لا يطول الكتاب.

ومع اهتمام البخاريّ باتصال السَّند وصحَّته؛ فقد طلب إلى جوارهما عُلوَّه كذلك، حتى أُحصِي له في الصَّحيح أكثر مِن 20 حديثًا لم يكن بينه وبين النَّبي ﷺ فيها إلا ثلاثة رجالٍ فقط، وهي المعروفة بـ (ثُلاثِيَّات البُخاري).

بالإضافة لما احتفَّ به تدوين (الصَّحيح) من النَّفحات والقُربات؛ فقد بَدَأَ البخاريّ تصنيفه في المسجد الحرام، وكَتَبَ تراجمه في روضة المسجد النَّبويّ الشَّريف بين قبره ﷺ ومنبره، وكان يُصلي لكل ترجمة ركعتين، ولم يُدخِل إليه حديثًا إلا إذا اغتسل وصلى لله تعالى ركعتين كذلك، ولا عجب.. فقد كان الإمام البخاري آيةً في الإخلاص والورع والعبادة رحمه الله تعالى.

وبعد أن أتمَّ البخاري تدوينه عَرَضَه على أكابر علماء عصره من أساتذةِ الحديثِ وجَهابِذَتِه شيوخًا وأقرانًا، أمثال الإمام أحمد بن حنبل، والإمام أبي زُرْعَة الرَّازي؛ فاستحسنوه، ومدحوه، وشهِدوا له بالصِّحة، ثمَّ تلقَّته الأُمَّة على مرِّ العصور بالقبول؛ معتبرةً إياه أصحّ الكتب بعد كتاب الله عز وجل.

كما حرص علماءُ الأمَّة على خدمتِه؛ نَسْخًا، وشَرْحًا، ودراسةً لأسانيده ورجاله وتراجمه وفقهه، ودفعًا لما أُثِير حوله من الأوهام والشُّبهات؛ حتى بلغت الأعمال العلميَّة المُفرَدة له نحو 500 مُؤلَّف،ناهيكَ عن المؤلفات التي تناولتْه عَرَضًا من غير إفراد؛ فهذه أكثر من أنْ تُحصَى.

ولم يُعرَف خلال تاريخ أمَّة الإسلام كتابٌ بعد القرآن الكريم له مكانةٌ كمكانةِ (الصَّحيحِ) أو هيبةٌ كهيبتِه؛ فقد قُدِّر عدد مخطوطاته في مكتبات العالم بأكثر مِن 25,000 قطعة منه؛ مما يُؤكِّد تَغلغُلَه في وجدان هذه الأمة وضِميرها؛ ولمَ لا؟! وقد استَمَدَّ مكانتَه لدى المسلمين من مَكانة السُّنَّة، ومكانة صاحِبِها عليه أفضل الصلاة وأتمّ السلام.

ذاك هو (الصَّحيح) الذي لن يكفَّ المسلمون عن توقيره وتبجيله ما بقيت أُمَّتُهم.

 

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

عمر مرموش يعادل هالاند ويتفوق على نجوم الدوري الإنجليزي برقم مميز

عصام صاصا وجهاد ماهر بين شائعات الانفصال ودعم زوجها

من المطار إلى أماكن التسكين.. المدينة تفتح ذراعيها لحجاج مصر القادمين تباعا

10 ملايين جنيه تكلفة تطوير ملاعب الناشئين بالزمالك

محامى نجل محمد رمضان يتقدم بمعارضة على حكم إيداعه فى دار رعاية


محمد صلاح في تشكيل الموسم بدوريات أوروبا

دقة وتقلية وبيزود "ورد".. وجبة كشرى لمستشار ترامب أثناء زيارته للقاهرة.. فيديو

أستراليا: عزل أكثر من 16 ألف شخص إثر هطول أمطار غزيرة جنوب شرق البلاد

باختصار.. أهم أخبار العرب والعالم حتى الظهيرة.. الصحة الفلسطينية: استشهاد 23 مواطنا بقصف إسرائيلى فى غزة.. الدعم السريع يهجر سكان قرى فى كردفان بالسودان..مصرع وإصابة 39 شخصا في هجوم استهدف حافلة مدرسية بباكستان

جائزة بوشكاش تنتظره.. هدف عمر مرموش في بورنموث حديث العالم


مواعيد مباريات اليوم.. توتنهام ضد مان يونايتد بنهائى الدوري الأوروبي والهلال مع الوحدة

عمر الأيوبى يكتب: "لم الشمل" لإنقاذ الدراويش.. وكأس العاصمة "الفرصة الأخيرة"

أحمد السقا يعلن انفصاله عن زوجته مها الصغير بعد 26 سنة زواج

الصحة الفلسطينية: استشهاد 23 مواطنا بقصف إسرائيلى فى غزة

مصرع 3 أطفال غرقًا فى حادثين منفصلين بترع مركز المراغة سوهاج

داخل الكونجرس.. نائبة أمريكية تستخدم صورة "فاضحة" لكشف تعرضها لاعتداء جنسى

شروط حجز 15 ألف وحدة سكنية لمتوسطى الدخل.. بمساحات من 90 - 127 مترا

الزمالك يواصل الاستعداد لبتروجت بعد العودة من الإسماعيلية

موعد مباراة بيراميدز وصن داونز فى نهائى دوري أبطال أفريقيا والقناة الناقلة

مواعيد القطارات على خط القاهرة أسوان والعكس اليوم الأربعاء 21- 5- 2025

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى