حكاية خروج على بك الكبير من مصر إلى الشام وإمدادات الروس لمحاربة "أبو الدهب"

على بك الكبير
على بك الكبير
عبد الرحمن حبيب

قادت مطامع محمد بك أبو الدهب إلى محاربة علي بك الكبير، واستخراج مصر من يده، وقد أورد جرجى زيدان القصة بتفاصيلها في كتاب مصر العثمانية حيث ذكر أن أبو الدهب لم يقدم على ذلك من تلقاء نفسه، وإنما حمل عليه بأوامر جاءته من الآستانة لأن المخابرات السرية كانت متواصلة بينه وبينها بواسطة الباشا الذي أخرجه علي من مصر، فأمسك "محمد" عن المسير في البلاد العثمانية، وحول شكيمة مقاصده نحو الديار المصرية، فجمع ما كان لديه من الجيوش، وضم إليها الحاميات التي كان قد أقامها في المدن المفتتحة، وسار قاصدًا مصر، لكنه لم يجسر على المسير إلى القاهرة رأسًا خوفًا من الإنكشارية والوجاقات الأخرى لعلمه بما في قلوبهم من الضغينة عليه. فعرج نحو الصحراء حتى أتى الصعيد، فحط رجاله هناك، واستولى على أسيوط في آخر يوم من سنة  1185هجرية.

ثم استقدم قبائل العربان وطلب محالفتهم ومحالفة بكوات الصعيد، وجاهر بعزمه على خلع" علي بك"، وسار قاصدًا القاهرة، فوصلها في أوائل سنة 1186، فنزل بجيشه تجاه البساتين فوق مصر القديمة.

فلما علم "علي بك" ندم على ما وضعه من الثقة في رجل كان له أن يعتبر من سيرته الماضية أنه على غير الإخلاص والاستقامة، فجند 3 آلاف رجل بقيادة «إسماعيل بك» وأمرهم أن يمنعوا محمدًا من عبور النيل، فسار إسماعيل، لكنه خاف سطوة عدوه، وورد عليه كتب مفعمة بالمواعيد يمازجها بعض التهديد فأخذ جانبه، وضم جيشه إلى جيشه فقطع "محمد بك" النيل، فاستقبله رجال إسماعيل بالترحاب، فاتصل ذلك بعلي فيئس من الفوز، فانقطع إلى القلعة بأهله وأصدقائه ورجال دعوته، وقد عزم على المدافعة إلى آخر نسمة من حياته.

وبعد ثلاثة أيام، ورد إليه كتاب من الشيخ "أحمد" أحد أبناء صديقه الشيخ "ضاهر" أن يبرح القاهرة حالًا ويأتي إلى أبيه في "عكا"، فخرج علي من القلعة بمن معه وسار من جهة الجبل الأحمر طالبًا سوريا عن طريق الصحراء. وكان خروجه قبل دخول "محمد بك" القاهرة بيوم واحد؛ أي مساء 9 محرم سنة 1186وهذه هي المرة الثالثة لخروجه منها إلى "سوريا" وفي معيته عدد يسير من الجند لا يبلغ ستة آلاف معظمهم من الخدمة الذين لا يستطيعون الدفاع، ولم يحمل معه من المال إلا ثمانمائة ألف زر محبوب يحملها 25 جملًا، ونقل معه المصوغات والحلي ما يساوي أضعاف ذلك.

وما زالوا في المسير ليلًا ونهارًا حتى وصلوا إلى خان يونس في حدود سوريا بعد ثلاثة أيام فرأوا أن خمسة من الجمال الحاملة النقود قد ذهبت فريسة بيد القبائل البدوية، وأن عددًا من رجاله فروا، ومعهم "يوسف الخزندار".
وفي اليوم التالي دخل "علي بك" غزة، ثم واصل السير حتى أتى "عكا" بعد ثمانية أيام، فرحب به أميرها وكانت بينهما مودة شديدة، فاطمأن "علي بك" هناك غير أن ما تكبده من المشاق في الأسفار مع ما أثر في نفسه من الغيظ الشديد غيَّر صحته، فلم يصل "عكا" إلا وهو في حالة الخطر من شدة المرض.

وفي أثناء ذلك وصل ميناء عكا أسطول روسي، فلما علمت حاميته بما حلَّ «بعلي بك» عقدوا معه معاهدة ثانية وقدموا له كل ما يحتاج إليه من المؤن والذخائر.

وكان في خدمة ذلك الأسطول فرقة من الألبانيين مؤلَّفة من ثلاثة آلاف رجل، فأمدوه بهم فلما رأى "علي بك" ما كان من نجدة الروسيين مع ما يمكنه الحصول عليه من جنود الشيخ "ضاهر" عزم على مناوأة "أبي الذهب" لكنه لم يكن يستطيع مباشرة ذلك بنفسه لانحراف صحته، فعهد إلى "علي بك الطنطاوي" بعد ثلاثة أشهر أن يسيروا أولًا لاسترجاع المدن السورية التي دخلت في حوزة "محمد أبي الذهب" فسار واستولى على "صور" و"صيدا" وقرى أخرى من سواحل سوريا كانت قد احتلتها جنود عثمانية بعد انسحاب جنود "أبي الذهب".

ثم سار "علي" بنفسه مع من بقي من الجند إلى "يافا" وافتتحها بعد محاصرة خمسة أشهر استولى في أثنائها على "غزة" عنوة وعلى "الرملة" و"اللد" تسليمًا فأعاد "يافا" إلى حكومة الشيخ "ضاهر" وجعل على "اللد" "حسن بك" الجداوي، وعلى الرملة "سليم بك".

موضوعات متعلقة

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

ريال مدريد يعلن إستبعاد لونين من قائمة مباراة مايوركا بسبب الإصابة

حسام البدرى لـ"اليوم السابع": نتوجه إلى مصراته وفي طريقنا للعودة إلى مصر

استعدادًا لموسم الحج.. رفع كسوة الكعبة "صور"

الداخلية تنظم ورشة عن حقوق الإنسان.. فيديو

الإدارية العليا تلغى حكم أول درجة بشأن تابلت طلاب الثانوية: عهده ويجب إعادته


التحقيق فى اتهام طالب بمحاولة الامتحان بدلا من رمضان صبحى

بيراميدز يكشف حقيقة الحصول على توقيع رامى ربيعة

زلزال مصر 2025.. البحوث الفلكية يكشف أسباب شعور المصريين بالزلزال.. معهد الفلك: لا يمكن التنبؤ بالزلازل والأوضاع فى مصر مستقرة.. تعليمات عاجلة للمواطنين وخط ساخن للإبلاغ عن حالات الطوارئ

باتشيكو يرفض تقسيط مستحقاته في الزمالك

تقارير تكشف موعد وصول مدرب الأهلى الجديد جوزيه ريفيرو للقاهرة


قادة دول الخليج يتوافدون إلى الرياض للمشاركة في القمة الخليجية الأمريكية

اشتباكات مسلحة وفوضى أمنية فى ليبيا.. فرار أخطر السجناء من سجون طرابلس

تفاصيل زلزال "نص الليل".. سكان القاهرة والمحافظات يشعرون بهزة أرضية بقوة 6.4 ريختر.. البحوث الفلكية: قوى نسبيًا.. واستغرق أقل من 20 ثانية.. ورصدنا هزتين ارتداديتين.. والهلال الأحمر: لم ترد بلاغات بوقوع أضرار

بيان عاجل من البحوث الفلكية: زلزال بقوة 4.26 ريختر شمال مطروح

وجه جديد لمرسى مطروح.. الكورنيش يتألق قبل المصيف بتطوير غير مسبوق.. إضافة وتأهيل شواطئ جديدة وتوسعة الطريق أبرز التغييرات.. إنشاء أكثر من ممشى ومناطق خدمية وترفيهية تحدث طفرة حضارية.. صور

بيراميدز ضد صن داونز.. موعد مباراة نهائى دوري أبطال أفريقيا والقناة الناقلة

توابع الزلزال.. هزة ارتدادية جديدة بقوة 4.26 ريختر شمال مرسى مطروح

زلزال جديد.. الشبكة القومية ترصد أول هزة ارتدادية بقوة 2.69 ريختر

زلزال القاهرة.. البحوث الفلكية: هزة أرضية بقوة 6.4 على بعد 631 كم شمال رشيد

بيان عاجل خلال دقائق.. معهد الفلك يكشف تفاصيل زلزال القاهرة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى