تغير المناخ يثير مخاوف أوروبا من جديد.. وصول درجات الحرارة فى الربيع إلى 30 درجة يزيد القلق حول صيف أكثر حرارة وجفافا.. الأوروبيون يلجأون إلى الشواطئ لأول مرة قبل مايو.. والأنهار الجليدية اختفت خلال الشتاء

شهدت الدول الأوروبية فى أوائل فصل الربيع درجات حرارة مرتفعة وصلت إلى 30 درجة مئوية، وهو أمر آثار القلق فى مواجهة صيف أكثر حرارة وجفاف، حيث أنه للمرة الأولى فى أوروبا يلجأ الأوروبيون إلى الشواطئ قبل شهر مايو، وهو ما أثار قلقا كبيرا حول الأشهر المقبلة حيث تظهر آثار تغير المناخ بوضوح.

وقالت صحيفة لابانجورديا الإسبانية، فى تقرير لها، إنه مع درجات حرارة تصل إلى 30 درجة منتصف الصيف، افتتحت بحيرة كلاجنفورت فى جنوب النمسا، موسم السباحة نهاية هذا الأسبوع بموجة حر غير متوقعة، ويبدو من الواضح أن فصل الصيف قادم فى معظم أنحاء أوروبا بسبب هذه الموجة الحارة، إلا أن ارتفاع متوسط درجات الحرارة أمر مقلق ومثال واضح على تبعات الطقس الحار.

وعلى الرغم من أن درجة حرارة المياه كانت 14 درجة فقط فى البداية، إلا أن الكثير من الناس استمتعوا بهذا اليوم الصيفى المبكر فى كارينثيا، وتعتبر النمسا ليست استثناء، حيث كانت درجة الحرارة فى بداية شهر أبريل قد تجاوزت بالفعل 30 درجة فى جزيرة قبرص.

عادة، لا يبدأ موسم الصيف فى النمسا حتى شهر مايو على أقرب تقدير. فى السنوات الأخيرة، يبدأ موسم الصيف عادةً فى بداية شهر مايو. فى الواقع، لقد تم التأكيد بالفعل على أن الأنهار الجليدية النمساوية سوف تختفى.

ومن المتوقع أيضًا هطول أمطار اعتبارًا من يوم الثلاثاء فى كارينثيا وستنخفض درجات الحرارة إلى 17 درجة.

أما فى إسبانيا، تم بالفعل الوصول إلى 33 درجة مئوية فى بعض المناطق، ومنذ عيد الفصح الماضى، كانت درجات الحرارة فى إسبانيا قد تكون فى يوليو أو أغسطس. وفقًا لمركز الأرصاد الإسبانى امبيت، سيكون هذا العام حارا جدا حيث مضى 10 أشهر متتالية كانت درجة الحرارة فيها أعلى من المتوسط.

وكان السبت الماضى 13 أبريل يوما دافئا جدا مرة أخرى فى ذلك الوقت: تجاوزت درجات الحرارة 30 درجة مئوية فى أكثر من 65 محطة قياس فى جميع أنحاء إسبانيا. حتى أنها وصلت إلى 33 درجة مئوية فى نقاط جبال البرانس وشمال قشتالة وليون وجنوب غاليسيا وجزر الكناري.

الحرارة والناس فى البحر أيضا فى إيطاليا

وسجل ميزان الحرارة 30 درجة أيضا فى إيطاليا، وملأ المئات من الأشخاص شواطئ وسواحل التمهيد. وسبح البعض فى مياه ليغوريا التى سجلت 17 درجة مئوية، وكان الجو أكثر دفئا على شاطئ مونديلو فى باليرمو، هنا، لقد وصل الصيف بالفعل.

ونفس الشيء يحدث فى ترابانى، فى بوليا، لكن ابتداء من اليوم الاثنين، تعود درجات الحرارة إلى معدلاتها المتوسطة، مع توقع انخفاض حاد يومى الأربعاء والخميس.

سوء الأحوال الجوية يصل إلى ألمانيا

وفى مناطق واسعة من ألمانيا، ستنخفض درجات الحرارة بنحو 10 درجات اعتبارا من الأسبوع المقبل. أفادت خدمة الأرصاد الجوية الألمانية (DWD) أن جبهة باردة تتحرك عبر البلاد. ومن المتوقع أن تتراوح درجات الحرارة فى شمال ألمانيا بين 10 و15 درجة فقط، وإلى الجنوب، ستنتهى عطلة نهاية الأسبوع منتصف الصيف يوم الأحد، قبل قدوم البرد والمطر.

كما هو الحال فى الأشهر العشرة الماضية، وفقا لكوبرنيكوس، برنامج مراقبة الأرض التابع للاتحاد الأوروبى ومقره فى بون، كان مارس 2024 هو الشهر الأكثر دفئا فى العالم على الإطلاق.

فى البرتغال يذهب الآلاف من الناس إلى الشواطئ

كما هو الحال فى البرتغال أيضا يهرب العديد إلى الشواطئ من درجات الحرارة المرتفعة ولكن شهدت البلاد عدد من الحوادث،  وقال منسق الإنقاذ أنه تم يوم الجمعة، على شاطئ كاركافيلوس، إنقاذ حوالى عشرين شخص من المياه بصعوبات.

وتحذر السلطات من أن موسم الاستحمام لم يبدأ رسميًا بعد وأن معظم الشواطئ لا تزال دون مراقبة على الرغم من وصول درجات الحرارة إلى حوالى 30 درجة مئوية، لذلك، يجب على السكان، اعتماد سلوك آمن عند الذهاب إلى البحر، حسبما أعلنت الهيئة الوطنية للملاحة البحرية.

ذوبان الأنهار الجليدية

وحذرت منظمة نادي جبال الألب من أن النمسا قد تخسر كل أنهارها الجليدية تقريباً فى غضون 45 عاما، خاصة أن 2 منها تقلصا بأكثر من مئة متر، خاصة وأن هناك العديد من الأنهار الجليدية شهدت ذوبان فى أشهر الشتاء، بسبب تغير المناخ.

وفى ظل القلق العالمي بشأن تأثير ظاهرة الاحتباس الحرارى على الأنهار الجليدية فى العالم، أفاد أحدث تقرير صادر عن نادي جبال الألب النمساوى (OeAV) عن تراجع كبير جدا للأنهار الجليدية فى البلاد على مدى السنوات السبع الماضية.

وأظهرت الدراسة أن 93 نهرا جليديا نمساويا انخفض حجمها بمقدار 23.9 متر فى المتوسط العام الماضى، وهو ثالث أكبر ذوبان نهر جليدى منذ بدء تدوين هذه البيانات عام 1891.

وقال أندرياس كيليرر بيركلباور، وهو رئيس قسم قياس الأنهار الجليدية فى نادى جبال الألب،: فى غضون 40 إلى 45 عاما، ستصبح النمسا بأكملها تقريبا من دون أنهار جليدية.