مؤتمر باريس.. هل سينجح فى إعادة وضع السودان على الأجندة الدولية؟

أحمد التايب
أحمد التايب

في ظل عالم يموج بالصراعات والمتغيرات يعيش السودان مأساة كبيرة على كافة الأصعدة، فالأرقام باتت مرعبة ومزعجة وتنذر بكوارث صحية واجتماعية وسياسية، وهو ما تكشفه الأمم المتحدة والمؤسسات الإغاثية خلال تصريحات مسئوليها أو من خلال تقاريرها الذى تؤكد أن 27 مليون سودنيا، من بينهم 15 مليون طفل، يعانون أشد المعاناة إنسانيا وصحيا واجتماعيا، ونزوح ما يقارب إلى 1.8 مليون شخص خارج السودان، خلاف أعداد القتلى والضحايا التي وصلت إلى عشرات الآلاف وفى تزايد مستمر جراء تفاقم الأوضاع واتساع فجوة الخلاف بين الأطراف المتصارعة.

ليأتى مؤتمر باريس وبدعم كبير من الاتحاد الأوروبى، كشعلة مضيئة لإعادة وضع السودان على الأجندة الدولية من جديد بعد انشغال العالم والمجتمع الدولى عنه، وبات في طور النسيان، بسبب انشغال الجميع بما يحدث فى الحرب الأوكرانية وحرب غزة وتعدد الأزمات الدولية وبؤر الصراع والنزاعات حول العالم.

وما يزيد من فرص الأمل بشأن نجاح المؤتمر أنه تبنى 3 أبعاد – سياسية – اجتماعية – إنسانية- ووضع البعد الإنسانى  على رأس أولويات المناقشات والمباحثات من أجل إيجاد سبل وبدائل جديدة لإيصال المساعدات الإنسانية دون عوائق، والتوصل إلى وقف مستدام لإطلاق النار، وضمان العودة إلى مسار الانتقال الديمقراطي بقيادة حكومة مدنية.


لذا، فإن هناك مكاسب مرجوة من مؤتمر باريس الذى – قطعا – يُعزز آمال السودان في تخفيف معاناتهم بعد دعوة عشرات المنظمات الدولية والمؤسسات الإغاثية والمانحين وممثلى المجتمع المدنى في السودان وخارج السودان لتقديم الدعم اللازم، خاصة أن السودان وفقا للتقديرات الأممية بحاجة إلى أكثر من 3 مليارات يورو على الأقل لإنقاذه من شبح المجاعة، لكن - للأسف -  ما توفر منها لا يزيد على 5%.

لذلك، فإن التحديات جليلة أمام المانحين الدوليين، لكن ما يبعث بالأمل في – ظنى - تصريح الرئيس الفرنسي بأنه تم التعهد بتوفير 2 مليار يورو، ما يعنى أننا أمام خطوة مهمة في المسار الصحيح نأمل بالوفاء بها لأن السودان – حقا - في طور الانهيار بمعنى الكلمة.

نعم، كلنا أمل في أن يكون مؤتمر باريس خطوة نحو إنقاذ السودان من أجل الحفاظ على مؤسساته والحيلولة دون انهيارها، لكن يبقى السؤال الكبير، هل سينجح المؤتمر في الإيفاء بتعهداته وفى إعادة وضع السودان على الأجندة الدولية؟

وأيا كان الأمر.. أن ما تم فى مؤتمر باريس مهم ومقدر، لكن يبقى السبيل الوحيد للخروج من الأزمة بشكل نهائى هو توحد السودانيين نحو إعلاء مصلحة بلادهم العليا، وتحقيق الوحدة الوطنية، وقيام المجتمع الدولى بمسئولياته الأخلاقية تجاه السودان بدعم جهود تحقيق شروط وقف إطلاق نار شامل ومستدام، مع العمل على تحقيق الاستجابة الإنسانية الفورية وعقد مسار سياسي سوداني شامل، بقيادة سودانية.. حفظ الله السودان الشقيق

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

تعرف على أرقام جروس مع الزمالك فى ذكرى عودته لخوض الولاية الثانية

لأول مرة.. هدير عبد الرازق وطليقها أوتاكا في قفص واحد.. اليوم

مواعيد مباريات اليوم الإثنين 15-12-2025 والقنوات الناقلة

اليوم.. انتظام أفشة وشريف ومرعى فى تدريبات الأهلى استعدادا لمباراة سيراميكا

أموالها ليست إرثا.. خبراء يحسمون الجدل القانوني حول استغلال ممتلكات الزوجة


كأس العرب 2025.. موعد مباراة المغرب والإمارات والقنوات الناقلة

محمد صلاح يدعم منتخب مصر قبل انطلاق بطولة أمم أفريقيا 2025 فى المغرب.. فيديو

الحضرى: مفيش أى مدرب هيرضى يشتغل 4 أشهر فقط وهذه كواليس ركلة جزاء السولية

وزارة التعليم تحدد ممنوعات داخل المدارس بعد وقائع التعدى على الأطفال

محمد إمام ينعى عمته ويطلب من جمهوره الدعاء لها


عمر متولى ينعى والدته ويطالب الجمهور بالدعاء لها

تعرف على مصير أحمد الأحمد البطل الأسترالي مُنقذ ضحايا هجوم سيدني

ارتفاع عدد ضحايا هجوم احتفال الحانوكا اليهودي في أستراليا إلى 16 قتيلا

ترامب يشيد بالبطل الأسترالي أحمد الأحمد: أنقذ أرواحا كثيرة في هجوم سيدني

عصام إمام لـ اليوم السابع باكيا: موعد جنازة شقيقتى لم تحدد وادعوا لها

الوليد بن طلال يقترب من الاستحواذ بالكامل على نادى الهلال

وفاة شقيقة الزعيم عادل إمام أرملة الراحل مصطفى متولى

أحمد الأحمد المسلم بطل اليوم في أستراليا بعد تصديه للهجوم الإرهابى.. فيديو

بيراميدز يتقدم بعرض لبتروجت لشراء حامد حمدان فى انتقالات يناير

تحريات لكشف ملابسات العثور على جثة سيدة في العمرانية

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى