استقالة رئيس استخبارات إسرائيل العسكرية.. ماذا تعنى لأمريكا والغرب؟

أحمد التايب
أحمد التايب
أحمد التايب

أبدأ بالتصريح الذى قد أدلى به رئيس شعبة المخابرات العسكرية الإسرائيلية "أمان"، اللواء أهارون هاليفا، منذ أيام قليلة، والذى قال فيه "إن الأسوأ ربما لم يأت بعد" ثم ها هو يستقيل من منصبه، وأيا كان سبب هذا الاستقالة يرجع إلى الإخفاق فى عملية طوفان الأقصى أو له علاقة بفشل الرد على إيران أو أي سبب آخر، إلا أن هذا التصريح وهذه الاستقالة بمثابة حدث له دلالات عدة، ويكشف بشكل قاطع عن حقيقة الخلاف والانقسام بين سطلة الاحتلال الآن، ويؤكد أن هناك مستقبلا سيئا لإسرائيل وللمنطقة جراء ما يحدث الآن من تفاقم للصراع.

وأعتقد أن الرسالة الأهم هو موعد وتوقيت هذه الاستقالة وما قيل قبلها، والذى يُشير إلى أن الحرب فى غزة قد انتهت منذ فترة، ولم تعد مُجدية، وأن الاستمرار في هذه الحرب لا يُصب إلا في مصلحة نتنياهو، لأنها تقتضي ذلك؛ سواء لخدمة أغراضه الشخصية المرتبطة بمحاكمة الفساد وأغراضه الحزبية، وهاليفا نفسه يدعم هذا الفهم لأنه  كانت لديه نية للاستقالة بعد الحرب مباشرة، لكن قيادة الجيش هي من منعته، وكانت المبررات وقتها حتى لا يتم تعيين قادة من طرف نتنياهو وحكومته اليمينية المتطرفة، وخوفاً من أن يلوث نتنياهو الأجهزة بالفساد على الحسابات العسكرية المهنية، لذلك فإن الاستقالة تعنى أن فعلا نتنياهو قرر أن يلوث الأجهزة.

الأمر الآخر، والذى يجب وضعه عين الاعتبار، أن الكل بات يُحمل نتنياهو المسؤولية، ليس فقط بوصفه المسؤول الأول، بل لأن الكل قد حذره، - حتى قبل عملية طوفان الأقصى من تصرفاته وتصرفات حكومته المتطرفة لكنه لم يكترث، خاصة أنه داعم لاستمرار الاقتحامات للمسجد الأقصى، وانفلات المستوطنين واعتداءاتهم على الفلسطينيين، والممارسات ضد الأسرى، وإغلاق آفاق التسوية السياسية، وكذلك إصراره على نفس الممارسات بعد عملية طوفان الأقصى والاستمرار في إبادة الفلسطينيين وقطاع غزة بالقصف والقتل والتجويع وتسميم الأراضى وتقطيع أواصل الضفة وغزة وحصار أكثر من مليونين وأربعة مائة ألف فلسطيني في مدينة رفح، وعدم الاكتراث بتحذيرات المجتمع الدولى ولا المنظمات الإغاثية والدولية، مستمرا في حربه بارتكاب جرائم الحرب حتى بعد مثول إسرائيل ومحاكمتها أمام العدل الدولية، وتصميمه على توسيع رقعة الصراع بدخول في حرب مع إيران واختراق سيادة سوريا والعراق ولبنان يوميا بعمليات عسكرية واستخباراتية.

وهنا يجب على الغرب والولايات المتحدة، أن يفهموا أن لا حل إلا برحيل نتنياهو وأن دعمهم الأعمى لإسرائيل فهو في الأصل دعم لنتنياهو وليس لإسرائيل وأن إسرائيل هي من ستدفع الثمن في النهاية مهما طال الزمن، لأن التاريخ يؤكد أنه لا نصر لاحتلال مهما طال إجرامه وسيطرته، وأن الغلبة في النهاية دائما للشعوب وليس لجيوش الاحتلال أو الاستعمار.. واسألوا التاريخ؟

وأمر آخر لا يقل أهمية عن سابقيه، وهو أن استقالة رئيس الاستخباراتية العسكرية ستفتح الباب على مصرعيه أمام استقالات أخرى لقادة إسرائيليين من أجل القفز من المركب قبل غرقها، ونموذجا قائد القيادة المركزية في جيش الاحتلال يهودا فوكس الذى قد أبلغ رئيس هيئة الأركان برغبته  في الاستقاله أو التقاعد بحلول أغسطس القادم ما يعني أن استقالة أهارون ستفتح الباب لاستقالات أخرى.

لذا، على الغرب والولايات المتحدة أن لا يعولون على نتنياهو كثيرا، وأن لا يراجعوا المواقف وينتبهوا لمراوغته، خاصة أنه سيعمل على الهروب بالحديث عن فتح تحقيقات وخلافه، لأنه اعتاد إشغال المجتمع الإسرائيلي والدولى في الحرب؛ وسيسعى بكل ما أوتى من قوة كي يطيل مدة تأجيل هذه التحقيقات، بل يحاول أن يجعله تحقيقاً متواضعاً وموجهاً من لجنة حكومية ليفلت من العقاب ويضمن البقاء..

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

موعد مباراة الأهلى وسيراميكا فى الجولة الثانية بكأس عاصمة مصر

النيابة الإدارية تستقبل طلبات التقديم لوظائف معاون نيابة دفعة 2024

مواعيد مباريات اليوم الإثنين 15-12-2025 والقنوات الناقلة

كأس العرب 2025.. موعد مباراة المغرب والإمارات والقنوات الناقلة

تعرف على بدائل يزن النعيمات لتدعيم هجوم الأهلى فى يناير


مواعيد مباريات منتخب مصر فى أمم أفريقيا 2025

حالة الطقس اليوم الإثنين 15 ديسمبر.. انخفاض بالحرارة وأمطار غزيرة بهذه المناطق

يوفنتوس يحسم قمة بولونيا بهدف كابال فى الدورى الإيطالى.. فيديو

وزارة التعليم تحدد ممنوعات داخل المدارس بعد وقائع التعدى على الأطفال

عمر متولى ينعى والدته ويطالب الجمهور بالدعاء لها


تقرير مغربى: بلعمرى فى الأهلى مقابل 500 ألف دولار

تعرف على مصير أحمد الأحمد البطل الأسترالي مُنقذ ضحايا هجوم سيدني

7 معلومات عن شقيقة عادل إمام أرملة مصطفى متولى

ترامب يشيد بالبطل الأسترالي أحمد الأحمد: أنقذ أرواحا كثيرة في هجوم سيدني

وفاة شقيقة الزعيم عادل إمام أرملة الراحل مصطفى متولى

كريستال بالاس ضد مان سيتى.. جوارديولا: ملعب بالاس صعب وفودين يتطور

تحذير عاجل.. نوة الفيضة الصغرى تضرب الإسكندرية غدا والأمواج ترتفع 3 أمتار

أحمد الأحمد المسلم بطل اليوم في أستراليا بعد تصديه للهجوم الإرهابى.. فيديو

نتيجة كلية الشرطة كاملة لعام 2025/ 2026 ثانوية عامة ومتخصصين.. فيديو

كل ما تريد معرفته عن قتل وإصابة 42 شخصا بهجوم استهدف عيد حانوكا بأستراليا

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى