أرشح لك.. "المؤسسات العلمائية" كيف نحمى مؤسساتنا الدينية من المتطرفين؟

المؤسسات العلمائية
المؤسسات العلمائية
أحمد إبراهيم الشريف

أرشح لكم كتاب "المؤسسات العلمائية.. الإخوان، التحديات، الاستعادة" والصادر عن مركز المسبار، والذى يتناول استراتيجية تيارات الإسلام السياسى تجاه المؤسسات العلمانية الدينية، وسعيها لبناء مجتمعات علمائية موازية، تنازع مؤسسات الإسلام التقليدى المشروعية والموثوقية، وتروم اختطاف التمثيل الديني؛ بالتشكيك في المؤسسات الرسمية وزرع بذور الفتنة والانقسام داخلها، لإضعافها وهز ثقة المجتمعات فيها.

وبقدر ما يرصد الكتاب المؤسسات المحسوبة على التيارات الإسلاموية؛ فإنه يلاحظ تشكل اتجاه استعادة الخطاب الديني المؤسسي منها؛ سواء بنشاط المجامع الفقهية الرسمية؛ أو سعي مجالس تعزيز السِلم والسكينة، أو بُنية المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة؛ أو مؤسسات دور الإفتاء العالمية المنبثقة عن مؤسسة الإفتاء في مصر، محددًا التحديات التي تواجهها، ومطالب التحديث التي تقابلها.

المؤسسات العلمائية
 

بدأ الكتاب بدراسة الباحث المصرى إيهاب نافع عن دور "الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين"؛ الذى تبنى منذ تأسيسه سنة 2004، أجندة معادية للدول وموالية للاتجاهات الإسلاموية، وعرض الباحث لمواقف وفتاوى منسوبي الاتحاد التحريضية ضد المؤسسات، وفكرة الدولة ذاتها؛ ملاحظًا محاولات تثوير المجتمعات، واستهداف أعمدة المؤسسات الدينية الرسمية والعلماء التقليديين، خصوصًا بعد أحداث 2010، ولبرهنة الانحياز، رصد الباحث، مواقف الاتحاد من ثورتي "25 يناير" و"30 يونيو" في مصر، والضغوط التي مارسها التنظيم واتحاده في الميدان والإعلام، في الحدثين؛ وفي تونس تطابق موقف الاتحاد؛ منذ إنشاء فرعه هناك سنة 2012 -خلال فترة قيادة حركة النهضة لحكم الترويكا- مع مواقف الحركة، واستمرّ في تبني اتجاهاتها السياسية ضد الرئيس التونسي، قيس سعيد.

وتطرق الباحث المصري أحمد سلطان إلى محاولات الإخوان في مصر، خلال فترة حكمهم (2012-2013)؛ اختراق المؤسسات الدينية، بما في ذلك المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، فأبرز تداعيات ومخاطر هذا الاختراق على إدارة الشأن الديني، وسلط الضوء على سعي الجماعة للسيطرة على دار الإفتاء المصرية، إلى أن حسمت المعركة لصالح مؤسسة الأزهر.

وترصد الدراسة حقبة ما بعد "ثورة يونيو" 2013، وتلفت إلى أنه على الرغم من أن مشروع أخونة المؤسسات العلمائية الدولية جرى تقويضه، مع سقوط نظام الإخوان، فإنه بقي حاضرًا في العقل الاستراتيجي للجماعة، الذي يرى أن مشروع التمكين لن يتم إلا بالسيطرة على المؤسسات العلمائية الوطنية والدولية.

وفي قراءةٍ للتقاطعات الأيديولوجية والحركية بين ضفتي الإسلام السياسي السني والشيعي عبر المؤسسات العلمائية، قدم الباحث فراس رضوان أوغلو دراسة عن "المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية" المؤسس في إيران سنة 1990، والذي دأب في مؤتمراته السنوية على الترويج لأفكار سيد قطب، أكثر المنظرين تأثيرًا في العنف الحركي الإسلاموي.

وعرض الباحث للمؤتمرات والأنشطة التي قام بها المجمع لأكثر من ثلاثة عقود، محددًا كيفية توظيف الجماعات الإسلاموية للمجمع بهدف الترويج للأفكار القطبية عبر الترجمات والتأليف وتبني المفاهيم الإسلاموية.

وقدّم الباحث كرم سعيد دراسة رصدية عن الجمعيات التابعة لجماعة الإخوان الإرهابية في تركيا، فحددها بالأسماء وضمن قطاعات مختلفة: إعلامية واقتصادية وتعليمية وسياسية، للتعويض عن خسائرها بعد "ثورة يونيو" 2013، وهروب عدد كبير من قياداتها إلى تركيا، لقد سعت هذه الجمعيات الإخوانية إلى تقوية صلتها مع المنظمات الدينية الرسمية التركية، باعتبار ذلك مفتاحًا ليس فقط لتوفير جانب من التمويل، وإنما لتثبيت وجودها، وتعزيز أدوات حمايتها في تركيا.

وعرض الأكاديمي والباحث السوداني محمد خليفة صديق لمراحل تأسيس "المؤتمر الشعبي العربي الإسلامي" في السودان وأنشطته، منذ تأسيسه سنة 1991 حتى اتخاذ حكومة عمر البشير القرار بإغلاقه سنة 2000؛ بعد مفاصلة الإسلامويين في السودان.

وتناولت الدراسة برامج المؤتمر التأسيسي في الخرطوم، وأبرز المشاركين فيها، من رموز الإسلام السياسي واليسار العربي والعالمي؛ وعرضت محتوى الأوراق والمناقشات التي تمت في دوراته، ويشير الباحث إلى أن المؤتمر ضمّ كل التنظيمات والحركات الإسلاموية المتطرفة، وعقد ثلاثة اجتماعات في الخرطوم، تعد الأخطر في التاريخ المعاصر؛ فالاجتماع التأسيسي الأول في 25 – 28 أبريل (نيسان) 1991، حضره أكثر من (500) شخصية من التكفيريين والمتمردين العرب الناقمين على حكوماتهم.

تناولت دراسة كيفية إعادة الاعتبار لمؤسسات الإسلام التقليدي ورجال الدين والعلماء فيها، قارئةً المخاطر الناجمة عن سعي الحركات الإسلاموية، إلى إحداث تغيير اجتماعي وسياسي وديني في المجتمعات المسلمة، عبر استهداف مؤسسات التقليد مثل مؤسسة الأزهر، وتشويه رسالته، وتحميله مسؤولية تأخر المسلمين، والادعاء بأنها افتتحت مشروع الاجتهاد أو الإصلاح في بدايات القرن العشرين. يرى الباحث أن مسار استعادة مؤسسات التقليد في المجتمعات العربية والإسلامية وحمايتها من الإسلاموية وتياراتها، تحتاج إلى إعادة الثقة في التعليم الديني، وترك الفقهاء التقليديين، يعيدون اختراع أدوات الفهم العتيقة، والنأي بالمؤسسات التقليدية عن الاحتكاك بالسياسة أو التصادم مع الدولة.

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

وزير الصحة: عدد المستفيدين من التأمين الصحى الشامل 12.8 مليون مواطن حاليا

التحريات بسرقة الدكتورة نوال الدجوي: أحد المترددين على الفيلا وراء الواقعة

الرئيس السيسى: موقف مصر ثابت فى دعم لبنان.. إنفوجراف

كذبة "كامل ثابت" جاسوس الموساد إيلى كوهين.. إسرائيل تسترجع 2500 وثيقة من سوريا تزامنا مع الذكرى الـ60 لإعدام عميل الجهاز..وصية وجوازات سفر مزورة وملفات سرية أبرز المحتويات..نتنياهو يشارك أرملته المواد المسترجعة

وزارة العمل تعلن فرص عمل جديدة فى الصيدليات برواتب تصل لـ9400 جنيه


عون: بيروت فاضت أدبًا وسياسة على ضفاف النيل واتشحت بالسواد على حريق القاهرة

كريم نيدفيد يفضل الانتقال لهذا النادى بعد الرحيل عن الأهلى

تشكيل ليفربول المتوقع ضد برايتون في الدوري الإنجليزي.. محمد صلاح أساسيًا

تطورات تمديد عقد حمزة علاء مع الأهلى بعد رفض عرض الزمالك

أمن الجيزة يفحص مشتبه بهم لكشف هوية المتهم بسرقة مسكن الدكتورة نوال الدجوي


الأهلى يخطط لتحصين إمام عاشور مبكرا بسبب الإغراءات الخليجية

السعودية: إحياء أكثر من 80 ألف متر مربع فى مشعر عرفات

كل ما تريد معرفته عن "تتر النهاية" لدوري نايل بين الأهلي وبيراميدز

غياب كونتى وإنزاجى عن الجولة الحاسمة من الدوري الإيطالي بسبب الطرد

فحص كاميرات المراقبة لكشف هوية المتهم بسرقة مسكن الدكتورة نوال الدجوي

مواعيد مباريات اليوم.. برايتون ضد ليفربول والجزيرة مع الوحدة

تعرف على محتويات الأرشيف السرى لجاسوس الموساد بسوريا إيلى كوهين

"ليلة التتويج".. موعد آخر ظهور للأهلى وبيراميدز فى الجولة الأخيرة للدوري

مصطفى شعبان ليس نجم تمثيل فقط.. فارس ومذيع ومطرب ونجم إعلانات

وزارة التعليم: 4 سنوات سن التقدم لـ"kg1" بالمدارس الرسمية للغات لعام 2026

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى