ماذا يُريد نتنياهو من رفح الفلسطينية؟.. ولماذا خسارته قادمة لا مُحالة؟

أحمد التايب
أحمد التايب
بقلم أحمد التايب

ما يحصل الآن فى قطاع غزة من تدمير مُمنهج لكل مظاهر الحياة ومقوماتها، وارتكاب جرائم حرب ومجازر فى حق السكان، وتقديمه من قبل إسرائيل على أنه إنجاز أو مكسب من مكاسب تلك الحرب أمر غير منطقى، وتحدٍ سافر للقوانين الدولية والشرعية الدولية - حتى لو كانت تتعامل بازدواجية المعايير -، ورغم ذلك هناك عدة أمور تتكشف للعالم فى ظل إصرار نتنياهو على اجتياح مدينة رفح الفلسطينية التى بها أكثر من 2 مليون فلسطينى.

ليكون السؤال الكبير والذى بات يشغل الجميع.. ماذا يريد نتنياهو من رفح الفلسطينية؟

بداية.. أعتقد أن إصرار نتنياهو على القيام بعملية عسكرية برية في مدينة رفح الفلسطينية، وباتباع سياسة المراوغ فى التفاوضات، يأتي من منطلق عدة أمور، أولها يأتى في إطار التكتيك أو بامتلاك ورقة ضغط على حماس لقبول شروط إسرائيل لإطلاق سراح الرهائن والمحتجزين، ثانيا، تفتيت الصراع الدائر الآن وتشتيت انتباه الرأي العالمى عما يجرى فى قطاع غزة من شماله إلى جنوبه وصرف النظر عنن أعمال الإبادة الجماعية.

أما الأمر الثالث يأتي في إطار "الخداع" ليقول في المستقبل، إن السبب وراء عدم قدرة إسرائيل على هزيمة حماس كان نتيجة معارضة الولايات المتحدة اجتياح مدينة رفح برياً، خاصة أن نتنياهو وجيشه لم يحقق أى من أهدافه المعلنة من تلك الحرب رغم وصول الضحايا إلى 35 ألف شهيد ومائة ألف مصاب وجريح، ومرور أكثر من 200 يوم على بدء هذا الحرب.

بينما الأمر الرابع، - فى ظنى - يأتي من أجل ضمان البقاء والهروب للأمام باتباع ما سبق، وبالتصعيد بفتح جبهات مع حزب الله، وبالتصعيد مع إيران بقصف القنصلية الإيرانية ثم التنسيق وفقا لقواعد الاشتباك مع إيران بهدف النجاة من العُزلة الدبلوماسية عالميا، وتشكيل تحالف استراتيجي ضد إيران، وإشغال مجلس الأمن في إدانة إيران بدلا من مناقشة وقف إطلاق النار في غزة والنظر فى إعمال الإبادة الجماعة فى حق الفلسطينيين.

لكن تأت الرياح بما لا تشتهى السفن، فما يحدث الآن يؤكد أن خسارة نتنياهو قادمة لا مُحالة وذلك لتزايد حدة الانقسامات الداخلية في إسرائيل واستقالة رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية والتى تنبئ باستقالات أخرى قريبا، وكذلك لتصاعد حدة التظاهرات في الشارع الإسرائيلي والانتقال من مستوى المطالبة بصفقة المحتجزين إلى إسقاط حكومة نتنياهو، وكذلك تصاعد حدة الانقسامات في الخارج بسعى دول أوروبية بالاعتراف بدولة فلسطين بشكل أحادى، وكذلك تصاعد حدة التظاهرات في عدد من الجامعات الأوروبية والأمريكية واعتصام الطلاب ما أدى كل هذا إلى زيادة الضغوط العالمية خاصة بعد اكتشاف المقابر الجماعية في غزة ووضوح تعنت نتننياهو وضوح الشمس، وسقوط الرواية الإسرائيلية بسبب الإعلام الجديد الذى كان سببا فى تحول الرأى العالمى، خاصة الجيل الصغير من الشباب وهو ما ترجمته التظاهرات الطلابية فى جامعات أمريكية وأوروبية.

وأخيرا.. نعم كل الدلائل والمؤشرات تؤكد أن خسارة نتنياهو قادمة لا مُحالة، لكن علينا الحذر والانتباه من الوقوع فى فخ الخداع الاستراتيجى الذى تقوده الولايات المتحدة، خاصة أنه بدت ملامحه تظهر وتتضح بزيادة حالة النفاق السياسى التى نسمعها يوميا دون ضغط حقيقى على نتنياهو، حيث تصريحات تدعو إلى ضرورة إقامة دولة فلسطينية ودعم جهود التفاوض، ومن جهة أخرى موافقات للكونجرس بإرسال القنابل والأسلحة وتخصيص مليارات الدولارات لإسرائيل، والعجز في الضغط على إسرائيل في تسهيل إدخال المساعدات عبر المعابر البرية الأسهل والأسرع، وترك نتنياهو يُنفذ مخططات التهويد في القدس والتوسع في الاستيطان بالضفة الغربية وعمليات الإبادة في القطاع، وهو ما يجب أن ندركه ويدركه معنا المجتمع الدولى بدعم كل الجهود لتنفيذ المقترح المصرى للوصول إلى إنهاء الحرب.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

تعويض مليون جنيه لمطلق بسبب تهديد زوجته السابقة له.. اعرف التفاصيل

تعرف على مواعيد القطارات على خط القاهرة الإسكندرية والعكس اليوم الثلاثاء

نتنياهو يرشح ترامب لجائزة نوبل للسلام

معلومات عن محاكمة المتهمين بقضية خلية المطرية.. بعد نظر أولى الجلسات

10 تغييرات فنية لأندية الدوري استعدادا للموسم الجديد


بعد هجوم بيت حانون.. "القسام": سندك هيبة جيشكم وجنائزكم ستصبح حدثا مستمرا

هل يمتلك سكان الكومباوندات الحق فى تربية كلاب شرسة؟

إيران بين الضغوط الأمريكية والشروط الإسرائيلية.. هل تنخرط طهران فى جولة محادثات جديدة مع واشنطن؟.. جنيف تقترح استضافة جولة المفاوضات السادسة.. أنباء عن قرب انعقادها بأوسلو.. وغموض موقف طهران يزيد المشهد تعقيدًا

مقتل 5 جنود إسرائيليين وإصابة 10 آخرين في "كمين كبير" بغزة

أوليس وجونزالو جارسيا في الصدارة.. الثنائي الأكثر تأثيرا بكأس العالم للأندية 2025


أخبار 24 ساعة.. 21 مصابا فى حادث حريق سنترال رمسيس ولا وفيات حتى الآن

اتحاد بنوك مصر: استمرار العمل بشكل طبيعي اليوم الثلاثاء

إشادات بأغنية "ماليش بديل" للهضبة.. امتداد لأغانى عمرو دياب فى الماضى

زلزال بقوة 5 درجات يضرب البحر المتوسط قبالة سواحل تركيا

"تنظيم الاتصالات": تعويض العملاء المتأثرين بتعطل الخدمة بعد حريق السنترال

38 مترشحًا بانتخابات مجلس الشيوخ في اليوم الثالث من فتح باب تلقي الأوراق

تعليمات دخول حفل أنغام فى مهرجان العلمين الجديدة بدورته الثالثة

وزارة التعليم تمد فترة التقدم لرياض الأطفال حتى 15 يوليو الجارى

حريق داخل سنترال رمسيس والحماية المدنية تحاول السيطرة على النيران

الحوثيون يغرقون سفينة تتعامل مع إسرائيل في البحر الأحمر بخمس صواريخ

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى