زكاة الفطر .. صَدَقتك مِن صِدْقك

أحمد التايب
أحمد التايب
أحمد التايب

معلوم أن زكاة الفطر واجبة على كل مُسلم يملك قوت نفسه وكفايته وكفاية من تلزمه نفقته ليوم العيد وليلته بعد حاجاته الأصلية مما يستطيع أن يؤدى به زكاة فطره، لذلك فهى تحمل رسائل مهمة ومعانى جميلة لما لها من أبعاد دينية وروحانية واقتصادية واجتماعية.

ومن معانى زكاة الفطر الجميلة، أنها تفرض على الأغنياء والفقراء معا، ولهذا حكمة عظيمة، لأن عدم اشتراط الغنى لإخراجها يحقق مقصدا تربويا وأخلاقيا في المجتمع، وهو تدريب المسلم على الإنفاق في السراء والضراء والبذل في اليسر والعسر.

غير أن الفقير عندما يخرج زكاة الفطر - قطعا - سيستشعر جمال العطاء، وسيعلم أن هناك من هو أقل منه فيحمد الله تعالى على ما هو فيه، ويكفى أن هذه الفريضة تُعزز من التكافل المجتمعى، فما من أسرة ولا بيت إلا يسعى ويبحث عن كل فقير، فالفقير يبحث عن ما هو أفقر منه، والجمعيات الخيرية تكثف من العمل ليل نهار للتوزيع على الفقراء والمحتاجين، لنصل للعيد ولا يوجد بيت بلا طعام ولا شراب، فلا تتعكر فرحة العيد، فالكل يفرح والكل يطهر صيامه من الأخطاء، لنتحلى جميعا بالمبادئ الجميلة، كالتسامح وصلة الرحم، ولم العائلة، والتعاون والتكاتف والتضامن لإعادة بناء جسور المحبة والود التي انقطعت بفعل طغيان الحياة المادية وسيطرة وسائل الحداثة في حياتنا وانهيار منظومة القيم.

والأجمل أن فى زكاة الفطر يد الفقير تكون دائما العليا، حيث يسعى الغنى للفقير يبحث عنه ويجتهد للوصول إليه بالتصدق وبالتضامن، ولإحياء مفهوم الأخوة الإنسانية خاصة فى هذه الأيام وفى ظل ظروف تحتاج منا جميعا إلى التسارع إلى سبيل الخيرات والأفعال الطيبة التي فيها النفع للمحتاجين والمعوزين.

لذا، علينا أن نفرح بـ زكاة الفطر ونعمل على إخراجها، لأن بالصدقة يُعالَج المريض، ويتعلَّم الجاهل، ويأكل الجميع، ويتوفر للفقراء مصدر مستدام للعيش الكريم، ولو كان هناك مجتمع دولى عادل، لأدرجها كأضخم عمل لمكافحة الجوع والفقر في العالم، لما تحدثه من إسعاد كل فقير سواء على سد حاجته أو شعوره بأن هناك من هو أفقر منه، وفائدة ذلك كله على المجتمع وتحقيق التكافل بين أفراده ومؤسساته.

وأخيرا.. علينا أن نعلم أن الأصل الذي جاءت منه كلمة صدقة بشكل عام هو كلمة صَدَقَ، فالصدقة دليل على صدق الإنسان، لأن من سُنن الصدقة أن يتصدَّق الإنسان بيمينه، فلا تعلم يمينه ما أخرجت شماله.. فاللهم قبولا وصدقا..

موضوعات متعلقة

حتى لا تضيع فرص شهر رمضان الفضيل

حتى لا تضيع فرص شهر رمضان الفضيل الثلاثاء، 04 أبريل 2023 12:59 ص

أول عيد.. بلا أمى !

أول عيد.. بلا أمى ! الأحد، 23 أبريل 2023 08:33 م

"إطعام الطعام".. طريقك للجنة

"إطعام الطعام".. طريقك للجنة السبت، 23 أبريل 2022 12:18 ص

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

تداول أسئلة امتحان اللغة الإنجليزية للثانوية العامة.. والتعليم تحقق

طلاب الثانوية العامة يؤدون اليوم امتحان اللغة الأجنبية الأولى

65 مليون دولار تنعش خزائن الفرق العربية فى كأس العالم للأندية

مقترح فى الزمالك بعدم خوض الفريق تدريباته بميت عقبة.. اعرف السبب

بنفيكا ضد تشيلسي.. ماريسكا: أمريكا لا تصلح لاستضافة مباريات كرة القدم


رسميا.. تحديد أولى مواجهات ربع نهائى كأس العالم للأندية 2025

الأهلي يجتمع مع ريبيرو اليوم لمناقشة ملف الصفقات الجديدة والراحلين

مواعيد مباريات كأس العالم للأندية اليوم 29-6-2025 والقنوات الناقلة

غارة جديدة وسط مدينة خان يونس

كايسيدو يتوج بجائزة أفضل لاعب فى مواجهة بنفيكا ضد تشيلسى


باريس سان جيرمان وإنتر ميامي فى مواجهة نارية بمونديال الأندية

تعرف على مواعيد القطارات على خط القاهرة الإسكندرية والعكس اليوم الأحد

شيرين تحيي حفلها بمهرجان موازين وسط حضور كبير.. صور

محمد فضل شاكر يغنى لوالده ويدعو له بالفرج فى حفله بمهرجان موازين

إنتر ميلان يحسم صفقة يوان بوني مقابل 26 مليون يورو

شاهد صورة سائق النقل المتسبب فى حادث الطريق الإقليمى ومصرع 19 حالة

مصرع 3 فتيات وشاب فى انقلاب مركب صغير داخل نهر النيل بالمنيا

كيف كشفت النيابة العامة تفاصيل حادث الطريق الإقليمي بالمنوفية؟

إليسا تخطف الأنظار فى أحدث ظهور.. والجمهور: احلويتى "صور"

فات الميعاد الحلقة 12.. مشاجرة بين يوسف وائل نور ومحمد على رزق بسبب العفش

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى