سيدة الفيوم التى استخدمت حقها الشرعى

أميرة خواسك
أميرة خواسك
أميرة خواسك

فى محافظة الفيوم فى إحدى قرى مركز أبشواى، وتحديدا قرية "طبهار" أثناء صلاة الجنازة لأحد أهالى القرية اندفعت إحدى السيدات وهى تصيح أن لها فى رقبة المتوفى دَينا، وهى إن لم تحصل عليه فهى تختصمه عند الله يوم القيامة، وأنها لن تسمح بخروج الجثمان حتى تسترد دينها، واقعة غريبة ربما تحدث للمرة الأولى فى مجتمعنا على حد علمى، فمن المتعارف عليه أنه فى أثناء صلاة الجنازة والدعاء للمتوفى خاصة فى الأرياف والأقاليم تم تبرئة ساحته من الديون أو الظلم أو الإساءة لأى أحد فى حياته، ويطالب الأهل بمسامحة الراحل حتى يلقى ربه وقد تخلص من ذنوبه وخطاياه على حد اعتقاد الناس.
الغريب فى هذه الواقعة أنها أثبتت أن ما يقال فى تلك المناسبات ما هو إلا طقوس لا يدرك الناس حقيقة مغزاها، وأنها تحولت إلى مجرد أقاويل، وأن معظمهم ليسوا جادين فى تبرئة وتنقية الراحلين، فبدلا من تكاتف أهل المتوفى فى رد الظلم عن تلك السيدة، والتى أعتقد أنها فى الغالب قد تعرضت لظلم بيَّن وإلا ما كانت أقدمت على تلك الخطوة غير المسبوقة، ولا كانت عرضت نفسها لما يلاقيه أى خارج عن الأعراف خاصة فى المجتمعات الريفية، التى لا يختبئ فيها أمر ولا يوجد بها سر، والكل يعلم من الظالم ومن المظلوم، وقلما يتدخل أحد أو يناصر أحد الطرف الأضعف، بل ربما يتجنب الطرفان معا، والعائلات والبيوت مفتوحة الأبواب والأسرار، وقد تردد أن هذه السيدة كانت على خلاف مع المتوفى منذ سبع سنوات لم تتمكن فيها من استرداد حقها.
المهم أنهم بدلا من رد مظلمة السيدة جعلوها تنصرف وسط انتقادات لاذعة بانتهاكها لحرمة الموت وهيبة الجنازة وأنها لا تراعى صلة القرابة بينها وبين المتوفى، وهو أمر غريب يدعو للدهشة، ويؤكد أن حياتنا ما هى إلا مظاهر كاذبة لا صلة لها بجوهر الدين، وهذا يتناقض تماما مع ما نراه من اكتظاظ المساجد بالمصلين، وخلو الشوارع وقت إفطار رمضان، والتسابق لأداء الحج والعمرة، والتباهى بالأضاحى وموائد الرحمن، وغيرها من التسابق إلى التظاهر بالتقوى، بينما نحن نبتعد لسنوات ضوئية عن ديننا الصحيح.
لو كان المشاركون فى هذه الجنازة قد اجتمع كبراؤهم ووعدوا السيدة ولو حتى بمحاولة الوقوف إلى جوارها ومساندتها فى استرداد حقها إن كان لها حق، أو حتى العمل على عقد جلسة عرفية مما اعتاد عليه أهل الريف والقبائل لكان للأمر وقع آخر، أو حتى واجهوها أنها تدعى ولا حق لها، لكان الأمر مقبولا، ولكن أن يتحولوا لانتقاد السيدة التى ضاع حقها ومات من اختصمته فهذا شيء غريب فى مجتمع يغلفه التدين ويتطلع أهله لحسن الختام.
ليست تلك السيدة وحدها من ضاعت حقوقها ولم تستطع استرجاعها، فهناك آلاف وربما الملايين من السيدات اللاتى لا يحق لهن أن يحصلن على نصيبهن من الميراث، وهناك من يطردن من بيوتهن قسرا وجبرا بعد الطلاق، وهناك من يتعرضن للعنف وللاعتداء الجسدى، نماذج كثيرة نراها فى كل يوم تمزق القلوب، والمجتمع ينظر إليها ويدير بصره، ربما لأنه لا يملك الشجاعة أو لأنه لا يعرف صحيح الدين.
لهذا فإن ما فعلته تلك السيدة فى قرية طهبار بمحافظة الفيوم هو حقها، الذى حتى وإن لم تحصل عليه فهى تستحق الاحترام لأنها استخدمت رخصتها الدينية فى أن تختصم من ظلمها عندما يلاقى ربه، وهى الساعة التى لا يدرك هولها كل ظالم.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الأهلى يدرس غلق ملف تمديد تعاقد أليو ديانج.. اعرف التفاصيل

الطقس اليوم.. أجواء باردة وأمطار وشبورة والصغرى بالقاهرة 13 درجة

اليوم.. بدء التشغيل التجريبى لمحطة هاتشيسون بميناء السخنة

القنوات الناقلة لمباريات كأس أمم أفريقيا 2025 بمشاركة منتخب مصر

التضامن تبدأ صرف مساعدات تكافل وكرامة لشهر ديسمبر 2025.. اعرف المنافذ


تعرف على أرقام جروس مع الزمالك فى ذكرى عودته لخوض الولاية الثانية

موعد مباراة الأهلى وسيراميكا فى الجولة الثانية بكأس عاصمة مصر

لأول مرة.. هدير عبد الرازق وطليقها أوتاكا في قفص واحد.. اليوم

موعد مباراة الزمالك ضد حرس الحدود فى كأس عاصمة مصر والقناة الناقلة

مشاهد صادمة لفيضانات إقليم آسفى بالمغرب وارتفاع القتلى إلى 21.. فيديو وصور


مواعيد مباريات اليوم الإثنين 15-12-2025 والقنوات الناقلة

تعرف على بدائل يزن النعيمات لتدعيم هجوم الأهلى فى يناير

مواعيد مباريات منتخب مصر فى أمم أفريقيا 2025

حالة الطقس اليوم الإثنين 15 ديسمبر.. انخفاض بالحرارة وأمطار غزيرة بهذه المناطق

سيدات سلة الأهلى يسيطرن على الجوائز الفردية لبطولة أفريقيا

وزارة التعليم تحدد ممنوعات داخل المدارس بعد وقائع التعدى على الأطفال

عمر متولى ينعى والدته ويطالب الجمهور بالدعاء لها

صور نادرة لـ إيمان شقيقة الزعيم عادل إمام وأرملة الراحل مصطفى متولى

تعرف على مصير أحمد الأحمد البطل الأسترالي مُنقذ ضحايا هجوم سيدني

7 معلومات عن شقيقة عادل إمام أرملة مصطفى متولى

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى