القصة وما فيها

علا رضوان
علا رضوان
بقلم علا رضوان

القصة فى الدراما هى كل شيء أو بتعبير الكاتب الأمريكى روبرت ماكى Story is the king، وهو صاحب كتاب القصة (المادة - البنية - الأسلوب..)، والذى قام المجلس الأعلى للثقافة بترجمته ضمن سلسلة المشروع القومى للترجمة، وهى جملة حقيقية، فأنت لن تستطيع أن تحب شخصا أو بطلا حتى تقرأ أو تسمع أو تشاهد قصته، وهذا يفسر لنا تعاطف القراء أو المستمعين أو المشاهدين مع بطل مجرم فقط لأنهم سمعوا قصته، فى حين أن هذا الشخص دون أن تُسمع قصته لن يكون هناك تعاطف معهم، لذلك تلعب الفنون الأدبية والبصرية دورا كبيرا فى تقديم النماذج التى يسعى الكاتب أو الفنان لتسليط الضوء عليها.

وهذا يفسر إقبال المشاهدين على نماذج غير مرغوب فيها اجتماعيا مثل البلطجية فى الدراما، مع إنهم فى الحقيقة أشخاصا غير محبوبين، ويقال فى أساسيات علم الدراما أفضل شىء كى تبقى قصتك عظيمة فقط اجعلنى أهتم Just make me care، فنحن يمر أمام أعيننا يوميا طوفان من القنوات والبرامج والمسلسلات، ما الذى يجعلك تهتم وتتوقف أمام أحد الشاشات تجذب اهتمامك وتلفت انتباهك، هذا ليس وليد الصدفة، هذا تصميم، طريقة ما تعدك بأن ما تشاهده يستحق وقتك، أن القصة ستجذب اهتمامك، فأول سؤال سيوجهه لك صديق تخبره عن فيلم أو مسلسل أو رواية تتحدث عنهم، ما قصته، أو بالبلدى قصته إيه؟! إذا لم تستطع أن تخبره بالقصة فلن تستطيع أن تجتذبه، فما بالك إذا كان الكاتب نفسه لا يعرف قصته ولا يعرف العمود الفقرى لشخصية بطله، فلكل شخصية عمود فقرى يحركها، فمثلا آل باتشينو فى فيلم الأب الروحى كان العمود الفقرى الذى يحرك الشخصية هو محاولة إرضاء الأب.

أكتب هذا وللأسف لأن كثير من يتصدرون مشهد الكتابة لا يعرفون قواعد الكتابة الدرامية، فهناك استسهال فى عملية التصدى لمهنة الكاتب فى هذا الزمان، فهى فى وجهة نظر محدودى الموهبة مهنة لا تكلف صاحبها سوى أقلاما وأوراقا أو جهاز حاسوب فى الزمن الحالى، مع إن العامل الأساسى للكاتب هو أن يمتلك وجهة نظر وقبل ذلك يعرف كيف يحكى قصته، فقد تكون قصة عظيمة لكن راويها ضعيف فتضيع وتفقد حيويتها، وربما قصة بسيطة يحكيها راو قوى فتكتسى لحما ودما وروحا بفضل راويها.

أتمنى أن تكون الكتابة هى المعادلة الأهم فى الإنتاج الدرامى، وأن يعى الجميع أن الرهان على الكتابة الجيدة هو الرهان الصحيح، فليس معقولا ألا تفرز مصر خلال العقد الأخير كاتبا بحجم أسامة أنور عكاشة أو وحيد حامد، اقترح تشكيل لجنة للقراءة لا يقل أعضاؤها عن 100 شخص لديهم رؤية فى مجالات مختلفة تتلقى أعمالا أدبية ودرامية وتعمل طوال العام وتفرز أعمالا يتم ترشيحها لشركات الإنتاج والمنصات التى ترغب بتقديم أعمال جيدة، فلا يصح أن يكون العمل الذى ربما يراه أجيال قادمة لسنوات طويلة مبنى على وجهة نظر ممثلة واحدة أو منتج فقط، الدراما والسينما عمل جماعى، فلا يصح أن تسيطر عليه وجهة نظر النجم وحده، عظمة هذه الشغلانة -وأقصد هنا صناعة الدراما- أن لكل واحدا فيها دور، فلو فعل كل دوره لوجدنا أعمالا عظيمة تمر عليها السنوات فلا تزيدها إلا تألقا، لا إهمالا تشبه الكلينكس يتم استعماله مرة واحدة ثم يتم التخلص منه على الفور.

الأمر يستحق أن نبذل مجهودا أكبر فى البحث عن الكتاب الحقيقيين، الكتاب الجيدين الذين لا يحاكوا أعمالا درامية أو سينمائية وإنما يخلقوا تصميما يشبهنا ويشبه قصصنا، وتذكروا فى النهاية دائما لا توجد قصة ضعيفة لكن توجد قصة لم ترو بشكل جيد.

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

جدل هدية قطر لترامب مستمر.. الطائرة قيمتها 100 ضعف هدايا رئاسة أمريكا منذ 2001

تميم وترامب: اتفاقيات تاريخية ترفع العلاقات القطرية الأمريكية لأعلى المستويات

الريال ضد ريال مايوركا.. لوائح الاتحاد الإسباني تضع الملكي في ورطة

مصر تتعرض لزلزال بقوة 6.3 ريختر.. البحوث الفلكية: مركزه جزيرة كريت النشطة زلزاليا بالبحر المتوسط.. عمقه ساهم فى شعور سكان الدلتا به.. والزلازل العميقة أقل ضررًا على سطح الأرض.. وتوابعه ضعيفة وغير مؤثرة

لاستيعاب الكثافة المرورية.. مجلس الوزراء يوافق على طلب لمحافظة الجيزة


مجلس الوزراء يوافق على 5 مشروعات لاتفاقيات التزام بترولية

هيئة الأرصاد تكشف حقيقة تعرض مصر لـ العاصفة شيماء

وزير التعليم يعلن إعادة إطلاق اختبار "SAT" رسميًا فى مصر بداية من يونيو 2025

مجلس الوزراء: رسوم عبور السفن المارة بـ "قناة السويس" تُحصل بالعملات الأجنبية

مواعيد امتحانات الفصل الدراسى الثانى 2025 لطلاب الجيزة


قصر ترامب الطائر.. "NBC": أعمال تحويل طائرة قطر لرئاسية تكلف أمريكا مليار دولار

بيراميدز يكشف حقيقة الحصول على توقيع رامى ربيعة

أحمد شكرى مساعد البدرى فى تدريب الأهلى الليبى: الأحداث مؤسفة جدا فى طرابلس

الأدعية المستحبة عند حدوث الزلازل.. دار الإفتاء توضح

تفاصيل معركة "الخوى" بين الجيش السودانى والدعم السريع.. مقتل 800 من الميليشيا

بطاقة التأهل الثالثة.. 3 لقاءات تحسم منافسة أبو قير وكهربا الإسماعيلية

الأهلي يترقب وصول ريفيرو إلى القاهرة لحسم عقود تدريب الفريق قبل المونديال

مملكة الحرير يجمع أسماء أبو اليزيد وكريم محمود عبد العزيز للمرة الثالثة

رحمة محسن من بائعة قهوة لتصدر مشهد الأغنية الشعبية

حدث ليلا.. تغطية شاملة لزلزال اليوم بقوة 6.4 ريختر: كان قويًا نسبيًا

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى