مخاوف من تفشى أنفلونزا الطيور بين البشر بعد انتشاره فى لبن البقر بتكساس الأمريكية

يصف الأطباء في تكساس الحالة البشرية الوحيدة المعروفة لأنفلونزا الطيور H5N1 المرتبطة بتفشي المرض المستمر في أبقار الألبان.

ووفقا لما ذكره موقع Medical Express، إنه لا تزال أنفلونزا الطيور بين البشر نادرة للغاية، ولكن في مئات الحالات الموثقة في جميع أنحاء العالم على مدى السنوات القليلة الماضية، ثبت أن نصفها تقريبًا كان مميتًا - مما يزيد من مخاوف العلماء بشأن احتمال ظهور أنفلونزا الطيور التي تنتقل بين البشر بسهولة في يوم من الأيام.

يبدو أن الرجل المجهول الهوية من تكساس، وهو عامل في مزرعة ألبان، كان محظوظا: فحالته من فيروس انفلونزا الطيور H5N1  لم تكن أكثر من مجرد حالة التهاب الملتحمة، وهو التهاب "العين الوردية" الذى تم حله بعد العلاج بالمضادات الحيوية.

وقام فريق بقيادة الدكتور تيموثي أويكي من المركز الأمريكي لمكافحة الأمراض وأتلانتا والدكتور سكوت ميلتون من وزارة الخدمات الصحية بولاية تكساس بوصف الحالة في تقرير نشر في 3 مايو في مجلة نيو إنجلاند الطبية .

وكتبوا: "في أواخر مارس 2024، أصيب عامل بالغ في مزرعة ألبان ببداية إحمرار وعدم راحة في العين اليمنى".

عند الفحص، قاموا بتشخيص ما بدا وكأنه حالة طبيعية من التهاب الملتحمة - احمرار في العين وألم في العينين ولكن دون أي تأثير على رؤية الرجل.
وبخلاف ذلك، فإن " علاماته الحيوية كانت عادية"، كما قال الفريق، ولم تظهر عليه أي أعراض تنفسية، ورئتاه صافيتان ومستوى الأكسجين الطبيعي في الدم.
ومع ذلك، "لم يبلغ العامل عن أي اتصال مع الطيور البرية أو الدواجن أو غيرها من الحيوانات المريضة أو الميتة، لكنه أبلغ عن تعرض مباشر وقريب لأبقار حلوب تبدو في صحة جيدة ومع أبقار مريضة أظهرت نفس علامات المرض مثل الأبقار في مصانع الألبان الأخرى"، وقال الباحثون إن المزارع في نفس المنطقة بشمال تكساس تأكدت إصابتها بفيروس انفلونزا الطيور  (H5N1)

أبلغ العامل عن ارتداء القفازات عند العمل مع الأبقار لكنه لم يستخدم أي حماية للجهاز التنفسي أو العين، وتم أخذ مسحات من عينيه وممراته الأنفية، وأثبتت إصابته بالأنفلونزا، أدت الاختبارات الإضافية إلى تقليص هذا التشخيص إلى فيروسانلفونزا الطيور  H5N1

ولم تتفاقم حالة الرجل، ولكن تم إعطاؤه دواءً قياسيًا مضادًا للفيروسات، أوسيلتاميفير، مرتين يوميًا لمدة 5 أيام، وطُلب منه عزله في المنزل، كما تم إعطاء الأشخاص الذين يعيشون في منزله مضادات الفيروسات لحمايتهم من فيروس انفلونزا الطيور H5N1

وكتب الفريق: "خلال الأيام اللاحقة، أبلغ العامل عن شفاء التهاب الملتحمة دون ظهور أعراض تنفسية، وظلت الاتصالات المنزلية على ما يرام.

يكشف الفحص المختبري الدقيق للسلالة المتورطة في إصابة الرجل عن طفرة فيروسية رئيسية تسمى PB2 E627K.  وأشار الباحثون إلى أن هذه الطفرة "ارتبطت بالتكيف الفيروسي مع مضيفي الثدييات وتم اكتشافها سابقًا في البشر والثدييات الأخرى المصابة بفيروسات انفلونزا الطيور A(H5N1)"

وأضافوا أن سلالة انفلونزا الطيور H5N1 لدى الرجل لم تظهر أي دليل على حدوث طفرات قد تجعلها أقل استجابة للعلاج بالأدوية المضادة للفيروسات القياسية الموصى بها ضد الأنفلونزا.

وكانت هناك أخبار جيدة للعلماء الذين يقومون بتطوير لقاحات أنفلونزا الطيور، إذا أصبحت ضرورية: فالمكونات المحددة الحساسة للقاح من سلالة H5N1 التي أصابت عمال الألبان "ترتبط ارتباطًا وثيقًا" بالفيروسات التي يدرسها بالفعل الباحثون في لقاح أنفلونزا الطيور.

وأشار الباحثون إلى أنه "نظرًا لأن فيروسات الأنفلونزا الطيور A(H5N1)  لديها إمكانات وبائية، فإن فيروسات اللقاحات المرشحة هذه متاحة للمصنعين ويمكن استخدامها لإنتاج لقاح إذا لزم الأمر".

كشفت أحدث البيانات عن تفشي أنفلونزا الطيور بين أبقار الألبان الأمريكية عن إصابة 36 قطيعًا في 9 ولايات، وقد وجدت الاختبارات التي أجراها مسؤولو الصحة الفيدراليون أدلة على وجود "أجزاء" من الحمض النووي غير نشطة لفيروس انفلونزا الطيور H5N1 في حوالي 1 من كل 20 عينة من الحليب، ولكن لا يوجد فيروس حي - ويعتقد أن البسترة تقتل الفيروس، كما أظهرت اختبارات اللحم المفروم سلبية للفيروس.