سماء مايو تتلألأ لهواة ومحبى الظواهر الفلكية.. اقترانات بديعة للقمر مع المريخ وزحل وعطارد فى مشاهد ترى بالعين المجردة.. شهب إيتا الدلويات تمطر السماء بـ30 شهابا بالساعة.. ولا تنسوا بدر ذى القعدة خلال الشهر

يكون هواة الفلك والمغرمون بمشاهدة الظواهر الفلكية  على موعد خلال شهر مايو، مع مجموعة متنوعة من الظواهر الفلكية التى تزين سماء مصر وتشاهد معظمها بسهوله بالعين المجردة.

الدكتور أشرف تادرس أستاذ الفلك بالمعهد القومى للبحوث الفلكية، كشف بالتواريخ والأيام عن تفاصيل الظواهر الفلكية المرتقبة خلال شهر مايو وهو ما سنتعرض لها بالتفصيل فى التقرير التالى .

# 4 مايو/ القمر و زحل

يقترن القمر مع كوكب زحل (لؤلؤة المجموعة الشمسية) فجر ذلك اليوم .. وهو اقتران يُشاهد بالعين المجردة السليمة في السماء الشرقية بغضون الـ 3:45 صباحا تقريبا إلى أن يختفي المشهد في شدة ضوء الشفق الصباحي من جراء شروق الشمس.

# 5 مايو/ القمر والمريخ
يقترن القمر مع كوكب المريخ (الكوكب الأحمر) في الصباح الباكر قبل شروق الشمس في ذلك اليوم، وهو اقتران جميل يتراءى بالعين المجردة السليمة في السماء الشرقية ، حيث يشرقا من نقطة الشرق تماما بغضون الـ 4:20 صباحا تقريبا إلى أن يختفي المشهد في شدة ضوء الشفق الصباحي من جراء شروق الشمس

6-5 مايو/ زخة شهب إيتا الدلويات Eta Aquarids

تعتبر زخة شهب إيتا الدلويات هي أحدى زختين على مدار العام يُسببها مذنب هالي الشهير Halley Comet عندما تمر الأرض في نفايات وبقايا هذا المذنب، فالزخة الثانية هي زخة شهب الجباريات التي تأتي في أكتوبر من كل عام.

وسُميت زخة إيتا الدلويات بهذا الاسم لأن الشهب تسقط كما لو كانت آتية من مجموعة نجوم برج الدلو قرب نجم إيتا (ألمع نجوم هذا البرج) وهو سبب تسميتها ، ولكن يمكن أن تظهر الشهب في أي مكان آخر بالسماء .

ومتوسط عدد الشهب يصل الى حوالي 30 شهاب في الساعة ، ولحسن الحظ عدم وجود القمر بالسماء في هذه الفترة سيجعل رؤية الشهب أفضل كثيرا هذا العام، علما بأن أفضل وقت للمشاهدة يكون بعد منتصف الليل من مكان مظلم تماما بعيدا عن أضواء المدينة بشرط صفاء السماء وخلوها من السحب .

# 6 مايو/ القمر وعطارد

يقترن القمر مع كوكب عطارد (أقرب الكواكب إلى الشمس : مرسال الآلهة) في الصباح الباكر قبل شروق الشمس في ذلك اليوم.

ويتراءى بالعين المجردة السليمة في السماء الشرقية ، حيث يشرقا بغضون الـ 5:15 صباحا تقريبا إلى أن يختفي المشهد في شدة ضوء الشفق الصباحي من جراء شروق الشمس.

# 8 مايو/ القمر الجديد (محاق ذو القعدة)

لن يكون القمر مرئيا في السماء طوال الليل في ذلك اليوم إيذانا ببدء ميلاد القمر الجديد ، حيث يقترن القمر مع الشمس في ذلك اليوم فيشرق معها ويغرب معها فلا يتراءى أبدا إذ يكون وجهه المضيء مواجها للشمس ووجهه المظلم مواجها للأرض.

وإلى أن يخرج القمر من حالة الاقتران مع الشمس حينئذ يولد القمر الجديد ، علما بأن رؤية الهلال الجديد بالعين المجردة تعتمد أساسا على فترة بقاء القمر الوليد في السماء أثناء الشفق المسائي (الغسق) بعد غروب الشمس مباشرة .

كما تعتمد رؤيته أيضا على نقاء الجو وصفاء السماء وخلوها من السحب والغبار ، وتعتبر أيام المحاق هي أفضل الليالي الليلاء خلال شهور السنة ، والتي يفضلها الفلكيون كثيرا لرصد الأجرام السماوية الخافتة مثل المجرات والحشود النجمية ونجوم الكوكبات البعيدة ، حيث لا يعيق ضوء القمر في هذا الوقت الأرصاد الفوتومترية المطلوبة.

# 9 مايو - عطارد في أقصى استطالة له

يصل كوكب عطارد إلى أقصى استطالة غربية له من الشمس تبلغ 26.4 درجة تقريبا،  وهذا الوقت هو أفضل وقت لمشاهدة عطارد وتصويره لأنه سيكون في أعلى نقطة له في السماء فوق الأفق الشرقي قبل شروق الشمس مباشرة.

يشرق عطارد بغضون الـ 5:5 صباحا ، ويظل مرئيا إلى أن يختفي المشهد في شدة ضوء الشفق الصباحي من جراء شروق الشمس.

# 12 مايو/ القمر وبولوكس (ألفا التوأم)

يتراءى القمر مقترنا مع النجم بولوكس Pollux ، ألمع نجم في برج التوأم/ الجوزاء (ألفا التوأم) حيث نراهما بالعين المجردة السليمة متجاوران في السماء بعد غروب الشمس مباشرة ودخول الليل ، حتى يبدأ المشهد في الغروب قرب منتصف الليل،  علما بأن بولوكس هو نجم عملاق برتقالي اللون أكبر من الشمس بنحو 3 أضعاف ويبعد عن الأرض بنحو 34 سنة ضوئية.

# 14-13 مايو/ القمر و بيهيف (خلية النحل)

يتراءى القمر في هذا اليوم مقترنا مع الحشد النجمي خلية النحل Beehive في برج السرطان في هذه الفترة ، ولصعوبة رؤية هذا الحشد بالعين المجردة ، ننصح بإستخدام تلسكوب صغير حيث نراه جوار القمر في السماء حتى يبدأ المشهد في الغروب بحلول الـ 0:45 بعد منتصف الليل .

من الجدير بالذكر أن الحشد النجمي خلية النحل يقع على مسافة 580 سنة ضوئية تقريبا من الأرض ويبلغ عمره حوالي 600 مليون سنة ، وهو يظهر كسحابة مجسمة كما رآها جاليليو لأول مرة باستخدام التلسكوب عام 1609 حيث تمكن من رؤية 40 نجما فقط.

# 21-20 مايو/ القمر وسبيكا (ألفا العذراء)

يتراءى القمر مقترنا مع النجم سبيكا Spica - السماك الأعزل أو السنبلة - وهو ألمع نجم في برج العذراء (ألفا العذراء)، و يمكن رؤية هذا المشهد بالعين المجردة السليمة فنراهما متجاوران في السماء بعد غروب الشمس مباشرة ودخول الليل ، ويظلا بالسماء طوال الليل إلى أن يبدأ المشهد بالغروب بحلول الـ 3:45 صباحا.

والنجم سبيكا من النجوم المتغيرة يبلغ حجمه 8 مرات تقريبا مثل حجم الشمس ، وتقدر كتلته بـ 11 مرة تقريبا مثل كتلة الشمس ، ويبعد عن الأرض حوالي 260 سنة ضوئية .

# 23 مايو/ إكتمال القمر (بدر ذو القعدة)

يكتمل قرص القمر ويصبح بدرا كامل الاستدارة في ذلك اليوم حيث تبلغ نسبة لمعانه 100% ، ويشرق القمر في ذلك اليوم بعد غروب الشمس مباشرة ويظل بالسماء طوال الليل إلى أن يغرب مع شروق الشمس في صباح اليوم التالي ، وحيث أن العين المجردة لا تستطيع تمييز الاكتمال الحقيقي لقرص القمر ، لذلك يبدوا لنا القمر كما لو كان بدرا في الفترة من 22 إلى 25 مايو .. يُعرف هذا البدر عند القبائل الأمريكية بعدة أسماء منها قمر الزهر لأن أزهار الربيع تنمو بكثافة في هذا الوقت من العام .. كما يُعرف أيضا بقمر الذرة وقمر الحليب .. علما بأن وقت إكتمال القمر هو أفضل وقت لرؤية التضاريس والفوهات البركانية والحفر النيزكية على سطح القمر باستخدام النظارات المعظمة والتلسكوبات الصغيرة ..

# 23 مايو/ القمر وأنتاريس (قلب العقرب)

يشرق القمر في ذلك اليوم مقترنا مع النجم العملاق Antares (قلب العقرب) ألمع نجم في برج العقرب،  ويكون هذا باتجاه الجنوب الشرقي بغضون الـ 8:30 مساءا حيث يمكن رؤية هذا الاقتران بالعين المجردة السليمة في السماء طوال الليل إلى أن يختفي المشهد في شدة ضوء الشفق الصباحي من جراء شروق الشمس .. وأنتاريس هو نجم أحمر يفوق كتلة الشمس بـ 10 أضعاف ، ويبعد 600 سنة ضوئية عن الأرض .  

# 31 مايو/ القمر و زحل (مجددا)

يشرق القمر مقترنا مع كوكب زحل (لؤلؤة المجموعة الشمسية) للمرة الثانية خلال هذا الشهر بغضون الـ 2:00 صباحا في ذلك اليوم،  وهو اقتران يُشاهد بالعين المجردة السليمة في السماء الشرقية إلى أن يختفي المشهد في شدة ضوء الشفق الصباحي من جراء شروق الشمس.

وعن الظواهر الفلكية قال الدكتور أشرف تادرس أستاذ الفلك بالمعهد القومى للبحوث الفلكية، أننا نهتم دائما بالظواهر الفلكية التي يمكن رؤيتها بالعين المجردة أو التلسكوبات الصغيرة ، ولكن يجب أن ننوه أيضا أن هناك اقترانات تحدث مع الشمس ، وهي اقترانات لا يمكن رؤيتها بطبيعة الحال ، لأن أي اقتران لأي جرم سماوي مع الشمس لا يمكن رؤيته أبدا بسبب قوة إضاءة الشمس ، ومثال لذلك اقتران القمر بالشمس نهاية كل شهر عربي.

وأضاف : فالشمس هي أقرب نجم لنا على الاطلاق وهي النجم الأم الذي ندور حوله ، وبالتالي فهو النجم الوحيد الذي يمكن رؤية تفاصيل سطحه، ولذلك تُهيمن إضاءة الشمس على الأرض عندما تكون فوق الأفق ،  وعلى هذا الأساس سيكون لدينا اقترانين مع الشمس هذا الشهر أحدهما لكوكب أورانوس يوم 13 مايو ، والآخر لكوكب المشتري يوم 18 مايو ، وهما غير مرئيان بالطبع.

ولفت إلى أن توقيت الظواهر الفلكية هنا ينطبق تماما مع التوقيت الصيفي لسماء القاهرة ، وعلى متابعينا في الوطن العربي مراعاة فروق التوقيت، موضحا أن اقتران الاجرام السماوية هو رؤية إحداهما قرب الأخر في السماء في نطاق محدود من الدرجات القوسية،  وهو تقارب زاوي ظاهري غير حقيقي ليس له علاقة بالمسافات الحقيقة بينهما ، لأنها كبيرة جدا تقدر بمئات الملايين أو المليارات من الكيلومترات.

وأشار إلى أن أفضل الأماكن لمشاهدة الظواهر الفلكية عموما هي البعيدة عن التلوث الضوئي مثل السواحل والحقول والصحاري والجبال، لافته إلى أنه ليس هناك علاقة بين اصطفاف الكواكب واقتراناتها في السماء بحدوث الزلازل على الأرض ، فلو كان ذلك صحيحا لتم اكتشافه من قبل الفلكيين منذ مئات السنين، كما أنه ليس هناك علاقة بين حركة الاجرام السماوية ومصير الإنسان على الأرض فهذا ليس من الفلك في شيء بل من التنجيم .. والتنجيم من الأمور الزائفة المتعلقة بالعرافة والغيبيات مثل قراءة الكف والفنجان وضرب الودع وفتح الكوتشينة وخلافه.