زيارة إلى مكتبة إدوار الخراط.. جولة بين أكثر من 1300 كتاب

إسراء إسماعيل محررة اليوم السابع داخل مكتبة إدوار الخراط

كتبت إسراء إسماعيل

الأربعاء، 08 مايو 2024 12:00 م

في عالمنا العربي نخبة رائعة من رُوّاد العصر الحديث، تنوعوا ما بين أدباء، وسياسيين، ومؤرخين، وعلماء، كلهم كان لهم دور في تثقيف الشعوب، وتمثيل بلادهم في دول أوروبا، لذا كان من البديهيِّ أن يهتم البعض بهم ويسأل: ماذا كانوا يقرؤون؟

ولعل مكتبة الإسكندرية قد أجابت على هذا السؤال، عندما أتاحت الفرصة لأسر هؤلاء الرواد -منذ افتتاحها- بإهداء مكتباتهم للمكتبة، والتي عملت على تخصيص قسم خاص بهم، تحت اسم: "قسم المجموعات الخاصة"، والذي تسمح فيه المكتبة بالاطلاع على الكتب، لكن بشروط وقيود، نظرًا لقيمة تلك الكتب المعنوية.

لكن هذا السؤال ما زال مطروحًا؛ نظرًا لعدم معرفة الكثيرين عن هذا القسم بالمكتبة، إلى جانب إتاحة دخول هذا القسم للباحثين فقط.. لذا فنحن هنا للإجابة عن هذا السؤال، في: "زيارة إلى مكتبة فلان".

في 28 من أبريل، قمت بزيارة مكتبة الأديب إدوار الخراط، والذي ولد في 16 من مارس عام 1926 بمحافظة الإسكندرية، لأسرة من أصول صعيدية.. حصل على ليسانس الحقوق من جامعة الإسكندرية عام 1946.

عمل موظفًا بمخازن البحرية البريطانية، ثم بالبنك الأهلي المصري، ثم انتقل للعمل بإحدى شركات التأمين.. ولم يغادر الإسكندرية، إلا عندما عمل مترجمًا في السفارة الرومانية بالقاهرة.

وللأديب إدوار الخراط مساهمات في العديد من المجالات الأدبية، كالروايات، والمجموعات القصصية، والشعر، والنقد، والترجمة.
رحل إدوار الخراط عن عالمنا في الأول من ديسمبر عام 2015.

تم إهداء مكتبة الأديب إدوار الخراط إلى مكتبة الإسكندرية عام 2018، وتحتوي على 1300 كتاب، تنوعت ما بين العربية والإنجليزية، وشمِلت مجالات عدة، كالنقد، والروايات، والمجموعات القصصية، ودواوين الشعر، والكتب الدينية.

اهتم إدوار الخراط بالتوقيع على بعض مقتنياته، ككتاب "محطة الرمل لكاتب أحمد سلامة، وحصار لمدائح البحر لشاعر محمود درويش"، وفي بعض الأحيان كان يكتب تاريخ الشراء بجانب توقيعه كما في كتاب: african writing today 1968، literature and its theorists يوليو 1988، أدونيس كلام البدايات فبراير 1990، رحيل المرافئ القديمة
لغادة السمّان سبتمبر 1972".

ومن أبرز ما قرأ إدوار الخراط في النقد: "النص القرآني وآفاق الكتابة، غموض الشعر في النقد العربي، مفهوم الإبداع الفني في النقد العربي القديم، نظرية التلقّي، شخص المثقف في الرواية العربية المعاصرة، الرواية العربية والحداثة، ما وراء اللغة.. بحث في الخلفيات المعرفية، منهج البحث اللغوي، الحركات الفنية منذ 1945، سلسلة عالم المعرفة.. المسرح في الوطن العربي، تجديد الثقافة".

كما قرأ لعديد من الشعراء أمثال فدوى طوقان ومحمود درويش، فقد قرأ لفدوى طوقان ديوانًا بعنوان: "تموز والشيء الآخر"، وقرأ لمحمود درويش عدة دواوين من بينها: "عاشق من فلسطين، أحد عشر كوكبًا، محاولة رقم 7".

ومن أبرز ما قرأ في الأديان: "الاستشهاد في المسيحية، تاريخ انتشار الديانة المسيحية، كتاب الدوحة.. من أجل المسلمين".

بالإضافة إلى كتب متنوعة ما بين الأدب الساخر، والروايات، والسيرة الذاتية، والتاريخ، ومن بينها: "وليمة لأعشاب البحر، ظلال على النافذة، شاعرية أحلام اليقظة، جماليات المكان، كتاب اليوم.. يوميات محامي، مصريات 2.. الانفتاح وتغيير القيم في مصر، كتاب اليوم.. اضحك يضحك لك العالم، حرب في حي الطرب".

كما قام بعض الأدباء بإهدائه نسخًا من أعمالهم، كالشاعر محمود درويش، الذي أهداه ديوان: "لماذا تركت الحصان وحيدًا؟"، وكتب في الإهداء قائلاً: "إلى الصديق إدروار الخراط، الفنان بلا حدود، بإعجاب ومحبة.. محمود درويش، باريس 20/12/1994".

كما أهدته الكاتبة ميسون صقر رواية بعنوان: "الآخر في عتمته"، وكتبت في الإهداء: "الصديق الجميل إلى الأبد، إدوار الخراط، محبتي الدائمة لك وتقديري.. ميسون 8/1995 القاهرة".

كما أهداه وزير الثقافة المصري الأسبق الدكتور جابر عصفور كتابًا بعنوان: "هوامش على دفتر التنوير"، وكتب في الإهداء: "العزيز إدوار الخراط، مبدعًا دائمًا ورائدًا، وناقدًا متميزًا وصديقًا أبدًا.. جابر عصفور".

كما عُثِر في مكتبته على نسخ من بعض أعماله، ومن بينها: "يا بنات إسكندرية، رقرقة الأحلام الملحية، طريق النسر، والغجرية ويوسف المخزنجي، أضلاع الصحراء، حريق الأخيلة، مخلوقات الأشواق الطائرة ومحطة السكة الحديد، بالإضافة إلى نسخة مترجمة إلى الفرنسية من روايته: "ترابها زعفران".