نعيم حجاب شاب سيناوي حول حديقة منزله إلى جنة فواكه ونباتات عالمية في قلب العريش.. تضم أشجار البن والشاي الأزرق والأخضر والفواكه الاستوائية.. استقدم أنواع نباتات البهارات والحمضيات النادرة.. فيديو وصور

شجره ام الفواكه

شمال سيناء محمد حسين

الجمعة، 28 يونيو 2024 06:30 م

تجربة نجاح لا تعرف المستحيل بطلها الشاب السيناوي "نعيم حجاب"، الذي استطاع أن يحول حديقة منزله على ساحل مدينة العريش إلى جنة خضراء ومزرعة متكاملة تضم العديد من الأصناف النادرة والمميزة من النباتات والفواكه التي تزرع لأول مرة.

لم تكن رحلة نعيم مجرد مغامرة زراعية، بل كانت مسيرة شغف وتحدي ليقدم الجديد وغير التقليدى، تكللت بالنجاح وأثمرت عن نشر ثقافة الزراعة العضوية بين أبناء مجتمعه بسيناء من خلال جهوده متواصلة وتفاني في العمل، وأصبح "نعيم" مصدر إلهام للكثيرين، حيث يوزع الشتلات وينشر المعرفة ليستفيد منها الجميع عبر فيديوهات تثقيفية، ليحقق حلمه في تحويل كل منزل إلى صيدلية طبيعية مليئة بالخيرات والفوائد من طلع الأرض وبأقل التكاليف.

"اليوم السابع" نقل تفاصيل تجربة "نعيم" من داخل حديقة منزله الكائن على ساحل مدينة العريش، و التي تحولت لمزرعة متكاملة تحتوي على أصناف نادرة من النباتات والفواكه، التى لأول مرة تنجح زراعتها بسيناء ومنها أشجار البن، والشاي، والتوابل، والفواكه الاستوائية.

يقول نعيم: "أحاول أن أجعل حديقتي تحتوي على كل أصناف الأشجار والفواكه التي نحتاجها، وأهم ما يجب أن تكون عضوية أورجانيك"، لافتا انه بدأ مشروعه منذ نحو أربع سنوات بعد عودته من العمل في الخارج واستقراره في وطنه مجددًا مع أسرته في مدينته العريش، وكانت البداية بتجهيز حديقة المنزل وزراعة أي بذرة فاكهة يتناولها، مستلهماً الفكرة من والدته التي كانت سيدة سيناوية تقليدية تعشق زراعة النعناع، الحبق (النعناع الجبلي)، الزعتر، الميرمية، والريحان في حديقة المنزل.

لم يكتفِ نعيم بالزراعة لنفسه فقط، بل بدأ بنشر ثقافة الزراعة بين أصدقائه وأقاربه من خلال توزيع الشتلات والبذور من نتاج مايزرعه، و يقول: "أحاول أن أجذب لمحافظتنا أصناف جديدة ونشر ثقافة الزراعة حولي، وأهدي نماذج مما زرعته للأصدقاء والأقارب".

استطاع نعيم زراعة العديد من الأصناف النادرة والمميزة في حديقته ومنها بحسب قوله أشجار الشاي الأزرق: التي تعطي زهورًا زرقاء تتحول إلى شاي لونه أزرق عند غليها، ويتحول إلى اللون البنفسجي عند إضافة قطرات من الليمون، وأشجار القهوة وهى "البن العربي" التى تنتج زهورًا بيضاء تتحول إلى بذور خضراء ثم حمراء، يمكن إعادة زراعتها ونجحت فى انتاج كميات من البن حيث يبدأ انتاجها بعد نحو ثلاث سنوات من زراعتها، و شجرة "القرفة" و تعطي رائحة القرفة عند فرك أوراقها، وتعتبر من أهم أشجار المشروبات والطبخ،و "الكاري"، و تُنتج التوابل المشهورة في الهند وتايلند، وتستخدم لتتبيل اللحوم والدواجن.

كما أنه زرع أشجار "الهيل" و تُعرف في مصر بـ"الحب هان"، وتنتج الحبوب خلال ثلاث سنوات، و"حشيشة الليمون"، و تستخدم للتداوي وتضيف نكهة مميزة للأكلات.، و "البامبوزيا" التى تُنتج فاكهة مميزة ولذيذة، و "ليمون الكافيار"، وتُنتج فاكهة تشبه الكافيار بطعم لذيذ، وأم الفواكه لها فوائد صحية عديدة، والشيح يستخدم في المطابخ ولها قيمة غذائية، وإكليل الجبل تحتوي على مواد صحية وتُستخدم في الأكلات.

وأشجار "التوية"، التي تنتج بذور تُنقي الهواء من السموم، و"البامبز" تُنتج فاكهة لذيذة تشبه التين، و "اللونجان "، تُنتج فاكهة ذات طعم خيالي، و"كف مريم" تُستخدم أوراقها لعلاج أمراض النساء والتجميل، و"الكرز المكسيكي" تُنتج فاكهة تشبه المشمش، و "التوت البري" تُنتج حبوب فاكهة تشبه الفراولة.

يقول نعيم: إنه واجه العديد من التحديات في بداية مشواره، ولكنه استطاع التغلب عليها بفضل عزيمته وشغفه"، لافتا إلى أنه يزرع الاشجار في حديقته التي تبلغ مساحتها 15x12 متر ومساحة أخرى مجاورة، ويجدد باستمرار بإدخال أصناف جديدة.

وتابع: "حلمي أن تصبح زراعة الأشجار والنباتات في المنازل ثقافة عامة، ونجحت في توزيع شتلات وبذور لكل ما زرعته، وأتمنى أن يمتلك كل إنسان صيدلية طبيعية في بيته".

يؤكد نعيم، أهمية استغلال المساحات المتاحة في المنازل للزراعة، سواء كانت حديقة، بلكونة، أو سطح المنزل، و يشير إلى أن الزراعة توفر الهواء النقي، وتُحسّن من الراحة النفسية، وتمنح منتجات طبيعية ذات طعم لذيذ ومعروفة المصدر بدون مواد كيميائية.

يضيف نعيم: "أنصح الجميع بالبحث عن البذور المتاحة في المنزل وزراعتها، مثل بذور الفلفل، الجرجير، والكزبرة، واستغلالها في الزراعة، سنشعر بالمتعة ونحن نراقب نمو الشجرة من بذرة صغيرة إلى شجرة منتجة".

من خلال تجربته، يقدم نعيم نصائح قيمة للمهتمين بالزراعة المنزلية وهي أهمية تسوير المنزل بالأشجار ليساعد في تنقية الهواء وتوفير الظل، ويعمل كبديل طبيعي لمكيفات الهواء، واستخدام البذور المنزلية حيث يمكن استخدام بذور الفواكه والخضروات المتاحة في المطبخ لبدء الزراعة، والاستفادة من المخلفات الطبيعية بأنه يمكن تحويل أوراق الأشجار إلى تربة بتموس غنية بالعناصر المفيدة، واستخدامها لتغذية النباتات.