سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 29 يونيو 1801.. الاحتلال الفرنسى يستعد لإخلاء القاهرة بإطلاق سراح الأسرى العثمانيين من سجن القلعة ويمنح كل واحد منهم قطعة قماش و15 قرشا

عبدالرحمن الرافعى
عبدالرحمن الرافعى
سعيد الشحات

انتهت مفاوضات مندوبى الاحتلال الفرنسى لمصر مع مندوبى الجيش التركى الإنجليزى يوم 27 يونيو 1801 بالاتفاق على جلاء الجيش الفرنسى عن مصر، ووقع المندوبون على هذا الاتفاق، الذى استمرت المفاوضات بشأنه أربعة أيام، حسبما يذكر عبدالرحمن الرافعى فى الجزء الأول من موسوعته «تاريخ الحركة القومية وتطور نظام الحكم فى مصر ».


كانت مصر تشهد ذروة الصراع بين المطامع الفرنسية من جهة، والإنجليزية متحالفة مع العثمانية التركية من جهة أخرى، وبعد ثلاث سنوات من مجىء الحملة الفرنسية، بقيادة نابليون بونابرت عام 1798، رفع الفرنسيون الراية البيضاء أمام الحملة الإنجليزية العثمانية، التى نزلت إلى شاطئ أبوقير يوم 8 مارس 1801، وواصلت إنزال الهزائم بالفرنسيين و«جعلت مركز الجيش الفرنسى على جانب عظيم من الضعف إزاء قوات الحلفاء، وتحفز سكان القاهرة للانتقاض عليه »، وفقا لـ «الرافعى ».


يذكر «الرافعى » بنود الاتفاق الذى تم توقيعه يوم 27 يونيو، وأهمها جلاء الجنود الفرنسية البرية والبحرية عن مدينة القاهرة وقلاعها وقلاع بولاق والجيزة وعن كل جهة تحتلها من الأراضى المصرية، وأن يكون جلاء الجنود بأسلحتهم وأمتعتهم ومدافعهم وذخائرهم بطريق فرع رشيد ومن رشيد وأبوقير يبحرون إلى فرنسا على نفقة الحلفاء، وأن يتم الجلاء فى أقرب وقت ممكن، بحيث لا يزيد عن خمسين يوما من يوم التصديق على الاتفاق، وحدد للجلاء عن القاهرة وبولاق اثنى عشر يوما، وتعهد قواد الجيش الإنجليزى التركى بتقديم المراكب اللازمة لنقل الجنود وأمتعة الجيش وأثقاله .


يذكر الدكتور محمد فؤاد شكرى فى كتابه «الحملة الفرنسية وخروج الفرنسيين من مصر »، أنه ما إن تم التوقيع على شروط التسليم حتى بدأ الفرنسيون يأخذون أهبتهم لإخلاء القاهرة، وينقل «شكرى» عن «الجبرتى» قوله: «أطلقوا فى يوم 29 يونيو، مثل هذا اليوم 1801، سراح المحبوسين فى القلعة من أسرى العثمانية، وأعطوا كل شخص مقطع قماش وخمسة عشر قرشا، وأرسلوهم إلى عرضى الوزير، وكان قد بلغ بهم الجهد من الخدمة والفعالة وشيل التراب والأحجار وضيق الحبس والجوع ومات الكثير منهم، وكذلك أفرجوا عن جملة من العربان والفلاحين ».


يذكر «شكرى»، أن عددا كبيرا من الضباط الفرنسيين ذهبوا إلى المعسكر الإنجليزى لتسليم خيولهم، وبعض العتاد الذين وجدوا من المتعذر عليهم أخذه معهم، كما أحضروا معهم عددا من النساء الجورجيات اللاتى رضين بمعاشرتهم، وخشى الفرنسيون أن يتعرضن لانتقام الأهليين، واحتفظ الإنجليز بالخيول والعتاد، أما النساء فقد باعوهن بيع الرقيق فى السوق لحلفائهم الأتراك.


ينقل «شكرى» عن الجبرتى، أنه حدث فى اليوم نفسه، 29 يونيو 1801، أن سمع صوت مدفع بعد الغروب عند قلعة جامع الظاهر خارج الحسينية، ثم سمع منها آذان العشاء والفجر، فلما أضاء النهار نظر الناس، فإذا البيرق العثمانى بأعلاها، والمسلمون على أسوارها فعلموا بتسليمها، وكان ذلك المدفع إشارة إلى ذلك، ففرح الناس وتحققوا أمر المسالمة، وأشيع الإفراج عن الرهائن من المشايخ وغيرهم وباقى المحبوسين فى الصباح، وأكثر الفرنساوية من النقل والبيع فى أمتعتهم وخيولهم ونحاسهم وجواريهم وعبيدهم وقضاء أشغالهم، ثم أنزلوا عدة مدافع من القلعة، وكذلك من قلعة باب البرقية وأمتعة وفروش وبارود.


فى يوم 30 يونيو 1801 انعقد الديوان، ويذكر «شكرى » نقلا عن «الجبرتى »: «عمل الديوان، وحضر الوكيل وأعلن بوقوع الصلح والمسالمة، ووعد أن فى الجلسة الآتية يأتى لهم فرمان الصلح وما اشتمل عليه من الشروط، ويسمعونه جهارا، وظل الفرنسيون ينقلون أمتعتهم من القلعة الكبيرة وباقى القلاع طيلة ذلك اليوم، كما أفرجوا فى الأيام التالية عن بقية المسجونين والمشايخ، فكان من بين هؤلاء محمد جلبى أبودفية، وإسماعيل القلق، ومحمد شيخ الحارة بباب اللوق، والبرنوسى نسيب أبودفية، والشيخ خليل المنير ثم الشيخ السادات، والشيخ الشرقاوى، والشيخ الأمير، والشيخ محمد المهدى، وحسن أغا المحتسب، ورضوان كاشف الشعراوى وغيره، وقد نزل هؤلاء الأخيرون إلى بيت قائمقام وقابلوه وشكروه، فقال للمشايخ: إن شئتم اذهبوا فسلموا على الوزير فإنى كلمته ووصيته عليكم ».


فى 2 يوليو 1801، وحسب «الجبرتى »: «حضر الوزير ومن معه من العساكر إلى ناحية شبرا، وكذلك الإنجليز وصحبتهم قبطان باشا إلى الجهة الغربية والعساكر تجاههم، ونصبوا الجسر فيما بينهم على البحر، وهو من مراكب مرصوصة مثل جسر الجيزة بل يزيد عنه فى الإتقان، ثم ألصق الفرنسيون فى اليوم نفسه أوراقا بالطرق مكتوبة بالعربى والفرنساوى، وفيها شرطان من شروط الصلح التى تتعلق بالعامة، لتأمين الأهالى على أنفسهم وأديانهم ومتاعهم، خاصة أولئك الذين كانوا بخدمة الجمهور الفرنساوى، وإطلاق الحرية لمن يريد من أهل البلاد اللحاق بالفرنسيين والذهاب معهم، وفى 3 يوليو عملوا الديوان وحضر المشايخ والوكيل، وقرأ الوكيل عليهم بقية شروط الصلح والترجمان يفسرها ».

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

مصرع سيدة سقطت من الطابق الثالث فى أبو النمرس

النيابة العامة تعاين اليوم موقع حادث حريق سنترال رمسيس لكشف أسبابه

جونى ديب يكشف عن رحلته النفسية بعد معركته القانونية مع آمبر هيرد

دجاج فاسد سر غياب مبابى عن الريال فى دور المجموعات بمونديال الأندية

تجهيز نتيجة الدبلومات الفنية 2025 وإتاحتها إلكترونيا للطلاب


إبراهيم عادل ينتظر عرضًا من الدوريات الكبري رغم رعروض الإمارات وفرنسا وسويسرا

متى يتم طرد المستأجر .. شروط قانونية يجب توافرها

الطقس اليوم الأربعاء 9-7-2025.. أجواء شديدة الحرارة على أغلب الأنحاء

محمد صلاح يتفوق على يامال وفينيسيوس في سباق أفضل أجنحة العالم

المتهمان بسرقة الشقق: بنسرقها بأسلوب التسلق


قطار الثانوية العامة يصل محطته الأخيرة.. الطلاب يؤدون غدًا امتحان الأحياء والإحصاء والرياضيات التطبيقية.. و"التعليم" توجه بتدقيق البيانات بورقة الإجابة.. وتطمئن طلبة علمى بتسليمهم مفاهيم اختبار الأحياء باللجان

انتظام صرف معاشات شهر يوليو بالزيادة الجديدة 15%

من أجل مياه نظيفة صالحة.. تحسين نوعية المياه على رأس أولويات الحكومة.. الانتهاء من التقييم البيئى والفنى للمنشآت الصناعية على مصارف كتشنر وبلبيس وبحر البقر.. وخفض أحمال التلوث من الصرف الصناعى على بحيرة المنزلة

قبل ما تشغل التكييف.. 9 نصائح تحميك من كارثة حريق مفاجئة

موعد نهائى كأس العالم للأندية 2025 بعد تأهل تشيلسى على حساب فلوميننسى

ماريسكا: التأهل لنهائى مونديال الأندية إنجاز كبير.. وهدفنا التتويج باللقب

للأزواج.. إجراء بمحكمة الأسرة لو زوجتك طالبتك بنفقات غير مستحقة

اختبارات القدرات 2025 تبدأ السبت.. هل يمكن استرداد الرسوم حالة الرسوب؟

هدوء ما قبل الإعلان.. آخر تطورات نتيجة الدبلومات الفنية 2025

تغييرات كبيرة فى بطولات أوروبا الثلاث الموسم المقبل

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى