الحكومة الجديدة بين الجدارات والكفاءات

أ.د/ مها عبد القادر أستاذ أصول التربية
أ.د/ مها عبد القادر أستاذ أصول التربية
بقلم أ.د/ مها عبد القادر

يتطلع جموع الشعب المصري لأن يعاصر حكومةً تمتلك الكفاءات والخبرات التي تمكنها من الأداء المتواصل والفعال والمميز بشتى مهام الحقائب الوزارية وفق فلسفة الإتقان والتي حثت عليها القيادة السياسية بصورةٍ مباشرةٍ مرارًا وتكرارًا كي تحقق الدولة نهضتها المرتقبة.

وتحديد معيارية الاختيار التي طرحت من قبل القيادة السياسية للدولة والمتمثلة في كونها حكومةً ذات جداراتٍ وكفاءاتٍ؛ كي تستطيع أن تحدث تقدمًا وتطورًا في ظل أزماتٍ جيوسياسيةٍ؛ فتعمل على تفادي آثارها وتوظيف ما لديها من مهاراتٍ لتحقق معدلات نمو اقتصادي يترقبها جموع الشعب المصري.
وهنا ينبغي أن تنتهج الحكومة الجديدة سياسةً واضحةً تتمثل في تعظيم الانتاج بشتى الوزارات؛ فلا يجب أن تستهلك ميزانية الدولة في الإنفاق غير الرشيد، ولا يجب أن يكون هناك تجاوزًا أو مؤشرات هدرٍ أو مسببات فسادٍ يتم تجاهلها أو التغافل عنها أو تركها؛ فقد أضحت مسئولية الحكومة مضاعفةً لتحقق غايات الدولة الطموحة والثابتة في خطتها الاستراتيجية ورؤيتها المستقبلية.


إن الحكومة الجديدة لا يجب أن تحل مشكلاتٍ أو تضع حلولًا لقضايا باتت شائكةً؛ لكنه مخولٌ بها صياغة إجراءاتٍ تنفيذيةٍ على أرض الواقع تعمل على تنفيذها ومتابعتها على مدار الساعة؛ فلا تهاون أو فتور أو تراجع عن مسار التنمية التي بات يعتمد على الابتكار وما يتوالد عنه من تنافسيةٍ على المستوى المحلي والعالمي.


والأمل معقودٌ على توحيد رؤى الإصلاح والتنمية بين جميع وزارات الدولة؛ لتصبح الشراكة حقيقيةً والمسئولية تكامليةً، ويشعر المواطن بتحسنٍ سريعٍ في مستويات المعيشة وما يقدم له من خدماتٍ؛ فهذا ما يحقق بصدقٍ ماهية الاستقرار المجتمعي ويحدث رضىً شعبيًا بشكلٍ ملموسٍ عما يؤدي من هذه الحكومة.
وهناك من يعتقد أن الانتاجية مرهونٌ بمؤسسات أو وزارات بعينها؛ لكن المقصد المنشود يشير إلى أن الإنتاجية يختص بها الجميع؛ فقد تكون الوزارة خدميةً في رسالتها، وفي المقابل تدشن من المشروعات وتتبني من الآليات ما يحسن من دخلها ومن ثم تتمكن من تحقيق أهدافها المعلنة؛ فقد صار الفكر الاستراتيجي واضح المعالم من خلال استغلال الموارد والإمكانات، بل وتعظيمها قدر الإمكان.


وقد فتحت القيادة السياسية المجال على مصراعيه لاتخاذ ما يلزم من إجراءاتٍ تصحيحيةٍ واستباقيةٍ ومستقبليةٍ لكي تنهض مؤسسات الدولة من اخفاقاتها المتتالية؛ فعندما تصنع القرارات بناءً على علم ومعرفة وخبرات أصحاب المجال ذوي الكفاءات؛ فإن ثمرة ذلك متوقعةٌ لا ريب.


وضرورة تسهيل الإجراءات صارت شعار المرحلة التي لا تتحمل مزيد من التعقيدات في مستوياتها الإدارية أو التنفيذية؛ فقد وجهت القيادة السياسية الحكيمة لاتخاذ المسارات وما تتضمنه من تشريعاتٍ وقوانينٍ ولوائحٍ تنفيذيةٍ من شأنها أن تسهم في جذب الاستثمارات بتنوعاتها المختلفة على الصعيدين الداخلي والخارجي؛ لتطمئن قلوب أصحاب رؤوس الأموال وتعمل في ظل بيئةٍ تساعد على التنمية الاقتصادية.


وليست مهمة الحكومة إخراج الدولة من مشكلاتٍ آنيةٍ فقط، بل واتخاذ إجراءاتٍ فاعلةٍ تأخذ في طريقها الملفات العاجلة والآجلة؛ لأن النهضة ينبغي ألا تتوقف بحجة وجود أزماتٍ أو تحدياتٍ أو معضلاتٍ؛ فيتوجب أن تكون الآليات متشابكةً ومتكاملةً وتحقق الغاية منها.


إن العقلية المصرية متفردةٌ في إدارتها وتستطيع أن تستفيد من خبرات الدول التي حققت تنميةً سريعةً في كافة المجالات والقطاعات وخاصةً الاقتصادية نقلت الشعوب من مستهلكةٍ لمنتجةٍ، كما تستطيع أن تستغل ما يتوافر لديها من مقوماتٍ ماديةٍ أو ثرواتٍ بشريةٍ لتعظم منها بصورةٍ مستدامةٍ.
وإذا ما كان الترشيد وسياسة الدمج متطلبًا يحقق الغاية منه؛ فلا بأس بذلك بعد دراسةٍ سريعةٍ ومستفيضةٍ كي نتجنب مزيدًا من الهدر أو نصل لمستوياتٍ تعد غير مناسبةٍ لطبيعة المرحلة التي نعيشها في ظل تقدمٍ تقنيٍ رهيبٍ.


ولتكن نظرتنا حاملةً للتفاؤل والأمل في ظل ما نعيشه من تحدياتٍ جمةٍ؛ فقد تتوالد الفرص التي تحدث نقلةً نوعيةً في اقتصاديات الدولة ومن ثم يحدث تغيرٌ حقيقيٌ يلمسه الشعب بكافة فئاته، وبدون شكٍ نثمن جهود الحكومة المستقيلة التي أدت ما عليها من مهامٍ قدر مستطاعها في ظل تداعياتٍ ليست بالبسيطة، ونتمنى من الله أن يتم اختيار الحكومة الجديدة في ظل المعيار الرئيس المعلن عنه وهو أن تكون من أصحاب الجدارات والكفاءات.
وفي هذا المقام يجب أن نؤكد على أن المسئولية ليست فقط تقع على كاهل الحكومة؛ لكن الجميع شركاءٌ في التنمية والنهضة من خلال عملٍ مثمرٍ جادٍ يقوم على المثابرة لنصل بالأداء لمستوى الإتقان.


حفظ الله بلادنا وشعبنا العظيم ووفق الجميع للاختيار الرشيد.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

مصير المطلقة المتمكنة من شقة "إيجار قديم" بعد إقرار القانون الجديد

فيلم درويش يتصدر الإيرادات فى ثانى أيام عرضه بإجمالى 5 ملايين جنيه

أصاب 4 أشخاص وأتلف 3 سيارات.. تفاصيل محاولة هروب قائد سيارة حادث أكتوبر

"الطفولة والأمومة" يحبط زواج طفلتين بالبحيرة وأسيوط

شديد الحرارة رطب نهارا حار ليلا.. تفاصيل الطقس والظواهر الجوية المرتقبة


"بزعم تحديث البيانات".. التحقيق مع متهم استولى علي بيانات الدفع الإلكتروني للمواطنين

ترتيب الكرة الذهبية بعد السوبر الأوروبي.. محمد صلاح يطارد ثنائي باريس

آخر فرصة.. محافظة القاهرة تغلق باب التحويلات المدرسية اليوم

عمر مرموش يتصدر أغلى اللاعبين الأفارقة في الدوري الإنجليزي الموسم الجديد

غدا.. نظر أولى جلسات محاكمة 9 متهمين بـ"خلية البساتين"


غدا.. النقل تبدأ برنامج التدريب المجانى لتأهيل سائقى الأتوبيسات والنقل الثقيل

التحقيقات: لصوص الهواتف المحمولة فى القاهرة نفذا 19 جريمة بأسلوب الخطف

مواعيد قطارات خط القاهرة أسوان والإسكندرية والعكس اليوم الجمعة 15-8-2025

لمسة الأبطال.. محمد صلاح ضمن قائمة ملوك الحسم في تاريخ الدوري الإنجليزي

شواطئ مطروح والساحل الشمالى مقصد الباحثين عن المتعة داخل وخارج مصر.. إقبال على الشواطئ والقرى والمنتجعات السياحية.. أفواج مصايف الشركات والأندية والنقابات تزيد زخم المصيف.. وتزايد كبير لرحلات اليوم الواحد.. صور

رادار المرور يلتقط 1131 سيارة تسير بسرعات جنونية خلال 24 ساعة

مواعيد قطارات خط القاهرة الإسكندرية والعكس اليوم الجمعة 15- 8 - 2025

داكر مونتجمرى يكشف سبب ابتعاده عن النجومية وهوليوود

وادى دجلة يدخل معسكرا مغلقا اليوم استعدادا لمواجهة إنبى في الدورى

موعد مباريات اليوم الجمعة 15 -8 -2025 في الدورى المصرى

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى