نريد مليون نورهان.. عن صناعة القدوة أتحدث

أحمد التايب
أحمد التايب
بقلم أحمد التايب

دائما، ما يؤكد علماء الدين وخبراء التربية وأساتذة علم الاجتماع، أننا نحتاج إلى وعى بقيمة وأهمية الرمز أو المثل الأعلى، لأن غياب مثل هذه القيم يفتح الطريق نحو فوضى الفكر والرأى، فقد قال الله عز وجل، "لقد كَانَ لَكُمْ فِى رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ"، لذلك فنحن في أمس الحاجة إلى صناعة القدوة والنموذج، خاصة أن الجمهورية الجديدة التي نعيشها الآن تستهدف بناء الإنسان أولا سواء في التعليم والثقافة والإعلام.

ونحن نتحدث عن ضرورة صناعة القدوة في مجتمعنا تطالعنا أخبار الأوائل في الشهادة الإعدادية، ومنهم الطالبة المجتهدة ابنة أسرة بسيطة مكافحة، وهى الطالبة نورهان جمال، الأولى على محافظة بنى سويف والحاصلة على 280 درجة من 280 درجة دون دروس خصوصية أو الالتحاق بمدارس خاصة، لتثبت أن التفوق يحتاج إلى إرادة ومسؤولية، وأن النجاح الحقيقى هو تقدير للظروف المعيشية للأسرة للانطلاق نحو تحقيق الهدف والأمل، وأن النبوغ يبدأ بالتفاؤل مهما كانت الظروف والتحديات.

وهذا النموذج المشرف يجعلنا نؤكد أن صناعة القدوة فى شخص نورهان بات ضرورة مُلحة في ظل حضارة تستهدف العقول لا القلوب، وأصحابها يصممون على تصدير السفه والابتزال إلينا وللأسف وقعنا في الفخ وندفع جميعا ثمنا باهظا بسبب ما وقعنا فيه من فخاخ استهدفت كل ما هو جميل فى حياتنا وفى مجتمعنا.، لذلك نريد مليون نورهان فى حياتنا حتى لا يملأ حياتنا مليون "انتش واجرى" ولا أصحاب ترندات السفه فى ظل زمن لا يراعى القيمة، ولا ننسى أن ننظر فى أعين نورهان، وهى مليئة بالتخوف من ضياع هذا التفوق بسبب أمور ليس باراداتها، وليس فى مقدرة أهلها ماليا واجتماعيا.

وظنى، أن أهم ما يتطلب لإحياء وصناعة القدوة أن يكون هناك مرجعية للشباب، توجههم وتحميهم سواء في مراكز الشباب أو النوادى أو في المدارس، لأن غيابها يؤدى قطعا إلى سوء الاختيار واستبعاد الأكفاء، وخلق بيئة مناسبة لأهل التطرف لاستقطابهم إلى أفكارهم وملء فراغات الحياة بنشر الفكر الإرهابى وصناعة الإحباط والاكتئاب فتكون نتيجة هذا انتشار للعنف والبلطجة والإدمان في الشوارع والبيوت والمدارس.

وأعتقد أيضا أن ضياع الرمز وفقدان القيمة والقدوة في أى مجتمع يتسبب أولا فى امتهان دور الأب والأم ويزيل الهالة المقدسة حول كيانات ومفاهيم هي محل تقدير وتقديس، ويسمح لظهور نجوم مؤقتة زائفة لم تستطع مهما كان بريقها ملء الفراغات، فتعم السطحية ويسود مناخ الشك، وتبدأ ثقافة المكبوت والمحرم تعبر عن نفسها من خلال عالم افتراضى لا ضابط فيه ولا رقيب، فتحدث تحولات اجتماعية كبيرة تتبدل فيها الأمزجة والمواقف والانطباعات، فنكون أمام تصرفات أفراد لم نعهدها من قبل.

وأخيرا.. ليس أمامنا إلى أن يقوم كل منا بدوره نحو صناعة وعى جمعى يهدف إلى بناء الإنسان تعليميا وصحيا وثقافيا واجتماعيا، فالعمل على عودة القدوة والمثل الأعلى من جديد، يعنى الحفاظ على الثوابت الوطنية والأخلاقية في المجتمع..

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

موضوعات متعلقة

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

تعليمات دخول حفل تامر حسنى فى قصر عابدين

تعرف على أرقام جروس مع الزمالك فى ذكرى عودته لخوض الولاية الثانية

طائرة مدنية تتفادى اصطداما جويا مع ناقلة أمريكية قرب فنزويلا.. اعرف التفاصيل

موعد مباراة الأهلى وسيراميكا فى الجولة الثانية بكأس عاصمة مصر

مواجهة مونديالية بين السعودية والأردن في نصف نهائي كأس العرب 2025


موعد مباراة الزمالك ضد حرس الحدود فى كأس عاصمة مصر والقناة الناقلة

المستندات المطلوبة لإحلال التوكتوك فى الجيزة.. كل ما تحتاج معرفته

سيدة مُسنة تحاصرها مياه الفيضانات فى أسفى بالمغرب.. فيديو

الحضرى: مفيش أى مدرب هيرضى يشتغل 4 أشهر فقط وهذه كواليس ركلة جزاء السولية

حالة الطقس اليوم الإثنين 15 ديسمبر.. انخفاض بالحرارة وأمطار غزيرة بهذه المناطق


شيكابالا: الزمالك عمره ما هيقع والأزمات سيتم حلها بالجماهير

وزارة التعليم تحدد ممنوعات داخل المدارس بعد وقائع التعدى على الأطفال

إحالة تاجر للمحاكمة بتهمة شراء هواتف من متحصلات سرقة

صور نادرة لـ إيمان شقيقة الزعيم عادل إمام وأرملة الراحل مصطفى متولى

تعرف على مصير أحمد الأحمد البطل الأسترالي مُنقذ ضحايا هجوم سيدني

ارتفاع عدد ضحايا هجوم احتفال الحانوكا اليهودي في أستراليا إلى 16 قتيلا

7 معلومات عن شقيقة عادل إمام أرملة مصطفى متولى

ترامب يشيد بالبطل الأسترالي أحمد الأحمد: أنقذ أرواحا كثيرة في هجوم سيدني

الإفتاء: التنمر عدوان محرم شرعًا.. وإيذاء الآخرين نفسيًا إثم مبين

تحذير عاجل.. نوة الفيضة الصغرى تضرب الإسكندرية غدا والأمواج ترتفع 3 أمتار

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى