«التيك توكر والبلوجر واليوتيوبر».. التشهير من أجل الشهرة!

أكرم القصاص
أكرم القصاص
أكرم القصاص

لم يعد من السهل التفرقة بين العالم الطبيعى، والعالم الافتراضى،  ولا حدود للتريند، أو حواجز بين الحياة العامة والخاصة، بالنسبة للإنسان الطبيعى، وبشكل خاص لهؤلاء الذين يتخذون من العالم الافتراضى أداة لكسب العيش وتحقيق الأرباح، بصرف النظر عما يقدمونه من محتوى، وقد تسربت أسماء ومصطلحات من العالم الافتراضى إلى الطبيعى، ومنها إلى صفحة الحوادث، ونقصد تحديدا حجم ما أصبحت صفحات الحوادث تحمله من عناوين لقضايا وتحقيقات ومشكلات وحوادث، بعضها يتجاوز الجرائم إلى النصب أو التشهير والقذف والسب. 


يكفى أن نقوم بجولة عشوائية فى عناوين الأخبار الخاصة ببشر افتراضيين دخلوا إلى العالم الواقعى من صفحات الحوادث لنعرف أن هناك مهنا ووظائف لم تكن موجودة وأصبحت تحتل مجالها وتفرض نفسها وتمثل نموذجا يسعى  بعض الطموحين للوصول إليه من هذه العناوين «براءة نجل يوتيوبر شهير من التعدى على بلوجر فى المقطم.. الحكم على بلوجر بتهمة الاعتداء على يوتيوبر.. بلوجر تقاضى فيسبوك.. يوتيوبر يشكو جاره بسبب اتهامه بالاعتداء عليه، يوتيوبر تشكو زوجها وتتهمه بتسريب فيديو خاص.. اتهام يوتيوبر وبلوجر بالنصب على مستخدمى الشبكة» هذه مجرد عينات، تحمل مهنا أصبحت جزءا من الواقع، وقد لا تعنى شيئا للمواطن العادى.


وليست المرة الأولى أو الأخيرة، أن تصبح الكاميرا فاعلا فى الأحداث، وأن يثير نشر فيديو أو صورة جدلا ويتسبب فى مشكلات وقضايا، بسبب غياب الفصل بين الخاص والعام، ومساحة الحرية المتاحة للفرد خارج حدود منزله، وحتى داخله، ولا قيمة للموت أو العشرة فى ظل غريزة الشهرة والتشهير، تفاصيل حياة الأزواج والزوجات، وخصوصيات العلاقات الأسرية، وقد تبلغ الرغبة فى الانتقام مداها، مثلما حدث مع بلوجر سرب فيديو لزوجته السابقة إلى اليوتيوب وتسبب فى فضحها، لنرى الانتقام بكل ما يحمله من قسوة وكراهية، كل هذا وأكثر أصبح معروضا أمام الناس فى الداخل والخارج، وبعض من يذهبون إلى الانتقام لا يحسبون تأثير هذا على الشخص والمجتمع وحتى من يتورط فى سلوكيات خاطئة، تحت دافع الشهرة أو النجومية، يجد «سكرين شوت» فى انتظاره، أو فيديو تم التقاطه خلسة سيفا مسلطا عليه.


ونحن هنا نتحدث عن الجرائم والأخطاء والسلوكيات العادية، وليس عما يمكن أن يفعله الذكاء الاصطناعى من خطوات إضافية تعيد تقديم العالم، وهنا نحن فى عصر تصبح فيه التكنولوجيا ليس فقط سلاحا ذا حدين، لكنها سلاح يمكن أن يدمر أفرادا وأسرا.


وهو ما يجعل النقاش متجاوزا للخصوصية والحدود الفاصلة بين العام والخاص فيما يتعلق بحياة الآخرين، وأيضا بتفاصيل حياة الأسرة ذاتها، حيث يمكن أن يصبح أى احتفال أو فرح أو رحلة، مناسبة للنشر والعرض والقتل المعنوى، ومع الوقت يفقد الجمهور اندهاشه، ويطلب المزيد، والجمهور هنا ليس الجميع، لكنه العدد الكافى لصناعة التريند، وهو الفاعل أو الجمهور الذى يغذى النميمة ورغبات الانتقام والقتل والتشهير، مع أنه نفسه أو جزء منه يرفض ويستنكر وهو يمارس اللعبة والفرجة والشير، لدرجة أنه لم يعد مثيرا للغضب أو الدهشة أن يستعرض شاب على حسابه بتيك توك مقاطع من احتضار والده وموته حتى وصوله للمقابر، والتباهى بهذا وبنسب المشاهدة ودعوات الجمهور، بل وحتى شتائم واستنكار البعض أصبحت تصب فى نسب المشاهدة، المهم أن يرى العائد، ولا فرق بين قصة موت الأب، أو  زواج وطلاق، تجعل الأسرة كلها تريند وموضوعا للاستعراض والاستهلاك الافتراضى والطبيعى، وصولا إلى صفحات الحوادث.


فى الماضى كان الاتهام يتوجه للإعلام، أنه وراء البحث عن النميمة والفضائح، الآن أصبح أطراف العلاقة هم من يقدمون المادة الخصبة للنميمة، ويحرصون على «الفضيحة» من أجل الربح، والتشهير من أجل الشهرة.


 

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

السجن 3 سنوات لعاطل بتهمة حيازة مخدر الآيس وترويجه بدراجه نارية

الأردن ينسحب من مباراة إسرائيل فى كأس العالم للشباب لكرة السلة

موعد ظهور نتيجة الدبلومات الفنية 2025.. تعرف على التفاصيل

هل يودع شيكابالا الزمالك بعد زيزو وشيفو والمثلوثى؟

محمد صلاح يتفوق على مبابي ورافينيا فى سباق أفضل لاعبي العالم 2025


أزمة تمويل حرب إيران وغزة تفجر خلافا بين وزارتى الدفاع والمالية فى إسرائيل

الأهلي يستجيب لمحمد شكري ويُنهي إجراءات شرائه من سيراميكا بعد رفض الإعارة

مصرع 50 شخصا فى انهيار منجم ذهب فى السودان.. التفاصيل

عفو رئاسى عن باقى العقوبة لبعض المحكوم عليهم بمناسبة الاحتفال بثورة 30 يونيو

تنسيق الثانوى العام بالقاهرة 2025.. اعرف التوقعات بعد إعلان نتيجة الإعدادية


3 ملايين دولار سبب تمسك وسام أبو علي بالرحيل عن الأهلي

التحريات تكشف ملابسات مصرع سيدة سقطت من عقار فى مدينة 6 أكتوبر

تداول أسئلة امتحان اللغة الإنجليزية للثانوية العامة.. والتعليم تحقق

إطلاق المرحلة الثانية من الخدمات الإلكترونية للنيابة عبر البوابة الرسمية أول يوليو

ملخص وأهداف مباراة بنفيكا ضد تشيلسي في ثمن نهائي كأس العالم للأندية

انتظام 3 صفقات جديدة فى تدريبات حرس الحدود استعدادا للموسم الجديد

باريس سان جيرمان وإنتر ميامي فى مواجهة نارية بمونديال الأندية

تشيلسى يتأهل لربع نهائى مونديال الأندية برباعية ضد بنفيكا فى 120 دقيقة مثيرة

شيرين تحيي حفلها بمهرجان موازين وسط حضور كبير.. صور

استئناف مباراة بنفيكا ضد تشيلسي بعد توقفها أكثر من ساعة ونصف

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى