نقطة مكسب = خسارة للطرفين

د. داليا مجدي عبد الغني
د. داليا مجدي عبد الغني
بقلم د. داليا مجدي عبد الغني

المكسب حُلم كل إنسان، فمَنْ يُريد أن يخسر؟ ولكن هل يمكن أن يكون المكسب مُتساويًا مع الخسارة، أعتقد أنها مُعادلة بها شيء من الصعوبة، ولكنها حقيقة ملموسة تحدث لنا في الحياة، عندما تأخذنا العزة بالإثم ونُصر أن نخرج مُنتصرين بأي ثمن، فهنا قد يأتي الطرف الآخر ويُردد بثقة: "مبروك عليك كسبت الجولة وخسرتني"، فهنا يتحول المكسب إلى خسارة مُحققة.


إذا أردت أن تكسب، فعليك أن تحسب ما بعد المكسب، ولا تقف عند مرحلة المكسب فحسب، لأن النتائج أهم من تلك المرحلة، والمكاسب الحقيقية تكمن فيها، فكم من شخص خسر أعزّ الناس إليه بسبب إصراره على إحراز المكسب في الحوار، وهنا يستشعر أنه خسر كل شيء، فللأسف، هناك أمور يجب ألا تُقاس بحسبة المكسب والخسارة البحتة، بل تحتاج إلى حسابات إنسانية ونفسية أخرى، ولذا نجد أشخاصًا كانت تجمعهم علاقة صداقة حقيقية، وانتهت في لحظة، بسبب تعنت أحدهم ورغبته الجامحة في إحراز نقطة على حساب الآخر، فتسبب في إحراجه أو إهانته، فكانت النتيجة مسكب لحظة، وخسارة سنوات. فعندما تتملك من الإنسان شهوة الانتصار، عليه أن ينظر إلى ما بعد هذا الحصاد، ربما يكون هزيمة مُحققة يصعب درءها، وتظل لصيقة بصاحبها على الدوام.

لذا سمعنا عن أشخاص كثيرين يُرددون عبارة: "لقد خسرت من أجلك"، والمقصود هنا قرار الخسارة من أجل كسب ما هو أهم، وهو العلاقة الطيبة، والشعور الإنساني، وبالمُناسبة فهذا القرار يكون من وجهة نظر صاحبه أعظم قرار على الإطلاق، لأنه قرر أن ينظر إلى مسافة أبعد من الحيز الذي يقف فيه.

فصدقوني، لحظة الكبرياء التي تنتاب الإنسان، ويُقرر على صداها إحراز النصر على حساب كل شيء، هي أكثر لحظة يخسر فيها كل شيء، ويظل يندم عليها طيلة حياته، وعندما تُواتينا تلك اللحظة، علينا باستجماع كل ثنايا عقلنا، وخلجات مشاعرنا، وأن تكون نظرتنا مُستقبلية، فنقهر هذا الشعور ونُسيطر عليه، ونفوز بأنفسنا وبمَنْ يهمنا استمرار علاقتنا معهم، لأن هناك معانٍ إنسانية لا يُعوضها مليون نقطة مكسب، فما بالنا بنقطة مكسب واحدة، يخسر على إثرها الطرفين.

 

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

نصائح لحماية المواطنين وقت حدوث الزلازل.. تعرف عليها

تفاصيل مقتل موظفين بالسفارة الإسرائيلية قرب المتحف اليهودى فى واشنطن

تريزيجيه يسعى لكسر لعنة النهائيات عبر بوابة كأس أمير قطر

محمد يوسف يبحث موعد تواجد الصفقات الجديدة في تدريبات الأهلي

مقتل اثنين من موظفى السفارة الإسرائيلية في إطلاق نار بواشنطن


رويترز: زلزال بقوة 6.5 درجة يضرب جزيرة كريت اليونانية ويشعر به سكان مصر

هزة أرضية يشعر بها سكان القاهرة الكبرى

خدمات متكاملة ودعم صحى واقتصادى.. تفاصيل قانون حقوق ذوى الإعاقة

تمثال ميريت آمون يخطف الأنظار بمتحف الغردقة.. قصة الأميرة الأكثر سحرا (فيديو)

زعيم كوريا الشمالية غاضبا بعد فشل تشغيل سفينة حربية: إهمال لا يمكن أن يغتفر


توفير أكثر من 30 سلعة أساسية خلال 2024 على بطاقات التموين بـ36 مليار جنيه

الكبش العملاق.. أكبر خروف فى أسواق الإسكندرية وزنه 120 كيلو (فيديو)

طارق مصطفى يحذر لاعبي البنك الأهلي من انتفاضة المصري بعد رباعية سيراميكا

عبد الله حسن وشريف حمدان يتعاونان مع لبلبة في عمل غنائي لأصحاب الهمم

مالديف مصر.. مصيف مطروح والساحل الشمالى فى انتظار عشاقه.. شواطئ خلابة وطبيعة بكر تجدد النشاط وتخفف ضغوط الحياة.. شواطئ القرى السياحية والكورنيش الجديد والأبيض واللاجون وأم الرخَم الأكثر خصوصية وهدوءًا.. صور

إمام عاشور من داخل أحد المستشفيات: الحمد لله على كل شىء (صورة)

متى تُنظر دعوى الحجر على الدكتورة نوال الدجوى من أحفادها؟

محمد رمضان مدافعا عن نجله: الأطفال قالوله أنت أسود زى أبوك وأتعرض لاضطهاد 11 سنة

شاهد.. لحظة إطلاق إسرائيل النار على وفد دبلوماسى يضم سفير مصر.. فيديو وصور

"أصحابه حاولوا ينقذوه وفشلوا".. غرق طالب بالمرحلة الإعدادية فى النيل بدسوق

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى