معركة إمبابة.. كيف كان حال المصريين وأمراء المماليك قبل بداية المعركة

معركة إمبابة
معركة إمبابة
محمد عبد الرحمن

عندما دخل جيش نابليون بونابرت الإسكندرية لم يواجهه أحد، من المماليك أو من جيش الدولة العثمانية التي كانت تتبعها مصر في ذلك الوقت، فقط وقف محمد كُريم وحده أمام الجيش الفرنسي، رفض الانصياع للجنرال بونابرت ورفض التسليم فكان القتل مصيره، لكن في القاهرة وبالتحديد وقت اندلاع معركة إمبابة ربما اختلف الأمر قليلاً، باحتلالها انتهى الأمر وأًصبح الاحتلال الفرنسي للبلاد أمر واقع.

تمر اليوم الذكرى الـ 226 على اندلاع معركة إمبابة إذ قامت فى 21 يوليو عام 1798 بين المماليك بقيادة مراد بك وإبراهيم بك وجيوش الحملة الفرنسية بقيادة الجنرال بونابرت، وانتهت بهزيمة ساحقة للمماليك، بقتل وأسر وغرق فى مياه النيل، حيث اشترك فيها من الجانب المصرى 10 آلاف من فرسان المماليك وبضعة آلاف من المشاة، ووصلت خسائر المصريين بالآلاف بينما قتلى الفرنسيين كانوا نحو ثلاثمائة قتيل، وسميت هذه المعركة بالأهرامات نظرًا لأن الجيوش كانت تمتد من إمبابة إلى الأهرامات.

أمراء المماليك في القاهرة، اجتمعوا من أجل مواجهة العدوان الفرنسي القادم والذي يهدد سلطانهم في مصر، بينما الدولة العثمانية لم تتحرك ساكنة أمام احتلال إحدى ولايتها التابعة لها، لكن كيف كان وضع المصريين وقتها، كيف استقبلوا نبأ مجئ جيش نابليون لاحتلال القاهرة، وكيف استعد أمراء المماليك لتلك الحرب التي يستطعون مجاراتها.

بحسب كتاب "نابوليون بونابارت في مصر" للمؤرخ أحمد حافظ عوض، نقلا عن الجبرتي إنه لما وصلت الأخبار بانهزام مراد بك، اشتد انزعاج الناس، وكان العلماء يجتمعون بالأزهر كل يوم، ويقرءون البخاري وغيره من الدعوات، وكذلك مشايخ فقراء الأحمدية والرفاعية والبراهمة "لا يريد البراهمة الهنود، بل أتباع سيدي إبراهيم الدسوقي المعروف" والقادرية والسعدية، وغيرهم من الطوائف، وأرباب الأشاير، ويعملون لهم مجالس بالأزهر، وكذلك أطفال المكاتب ويذكرون الاسم اللطيف وغيره من الأسماء "يعني بهذا تلاوة أسماء الله الحسنى".

قال عن يوم الاثنين 16 يوليو «٢ صفر»، وبعد ذكره خبر وصول مراد بك إلى إمبابة، وشروعه مع بقية الأمراء في إقامة المتاريس، وترتيب الجنود حتى سار البر الغربي والشرقي مملوءين بالمدافع والعساكر والمتاريس والخيالة والمشاة قال: "ومع ذلك فلم تكن قلوب الأمراء مطمئنة، إذ شرعوا في نقل أمتعتهم من البيوت الكبار المشهورة، إلى البيوت الصغيرة التي لا يعرفها أحد، واستمروا طول الليالي ينقلون الأمتعة ويوزعونها على معارفهم وثقاتهم، وأرسلوا البعض منها إلى بلاد الأرياف، وأخذوا في تشهيل الأحمال، واستحضار دواب الشيل وأدوات الارتحال".

وهذا من الأدلة القاطعة على أن أمراء المماليك قد داخلهم الفزع والخوف، وأنهم لم يكونوا واثقين من أنفسهم، ولا من قادتهم، وأنهم ما كانوا يحرصون على ملك، ولا يشعرون بعاطفة قومية أو دينية أو وطنية، ولا فكروا في قبور أسلافهم، ولا في معابد دينهم، حتى ولا في أعراضهم، كما يشعر كل قوم يداهمهم عدو أجنبي عن جنسهم ودينهم وخلقهم، وكان كل همهم محصورًا في الحرص على مقتنياتهم وأموالهم التي سلبوها من المصريين المساكين!! وعندي أن مراد بك على الرغم من أنه أشجع الجميع، وأحقهم بشيء من الثناء لمدافعته ومقاومته، ما أسرع بالفرار إلى القاهرة بعد واقعة شبراخيت، إلا ليجمع ما لديه من مال وخيول، ليهرب إلى الصعيد!! فقد روى الجبرتي: أن مراد بك بعد واقعة إمبابة الأخيرة فر إلى الجيزة ولم يقض في قصره أكثر من ربع ساعة، وأنه قد أعد غليونه الكبير وجمع فيه كل ما يريد الحرص عليه، وأنه اضطر إلى حرق ذلك الغليون لما عجز عن سيره لقلة الماء في النيل! ورووا عن إبراهيم بك أنه أعد في السفن كثيرًا من خيراته ومقتنياته.

ومن الغريب في أمر أولئك المماليك أنهم في ذلك الظرف العصيب، حرموا على غيرهم ما أحلوه لأنفسهم، فقد روى «الجبرتي» أنه لما رأى الأهالي منهم ذلك الخوف، والسعي في تخبئة أموالهم ومقتنياتهم، أرادوا الاقتداء بهم، فمنعهم الأمراء «المماليك» وهددوهم بالقتل، ولولا ذلك لما بقي بمصر من أغنيائها أحد.

وقال الجبرتي أيضا: "وانقطعت الطرق، وتعدى الناس بعضهم على بعض، وأما بلاد الأرياف فإنها قامت على قدم وساق بقتل بعضهم بعضًا، وبنهب بعضهم بعضًا، وكذلك العرب غارت على الأطراف والنواحي، وصار قطر مصر، من أوله إلى آخره، في قتل ونهب، وإخافة طريق، وقيام شر، وإغارة على الأموال.. وحاول العامة التعدي على النصارى واليهود فمنعهم الحكام، ولولا ذلك المنع لقتلهم العامة وقت الفتنة".

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

بين سلام أوكرانيا واتفاق نووى.. هل يصبح زيلينسكي ضحية ترامب وبوتين

قضية الطفل ياسين.. الاثنين المقبل استئناف محاكمة المتهم على حكم الإعدام

فيلم درويش يتصدر الإيرادات فى ثانى أيام عرضه بإجمالى 5 ملايين جنيه

أنقذها القومى للطفولة مرتين.. نجاة فتاة أبو المطامير من الزواج بعمر 16 عاما

أصاب 4 أشخاص وأتلف 3 سيارات.. تفاصيل محاولة هروب قائد سيارة حادث أكتوبر


مد معرض "ديارنا للحرف اليدوية والتراثية" بالعاصمة الإدارية حتى الاثنين

تقليل الاغتراب.. موقع التنسيق يواصل إتاحة التسجيل للمرحلتين الأولى والثانية

15 يوما على الاستفادة بتقسيط مخالفات المرور بدون فوائد حتى نهاية أغسطس

التشكيل المتوقع للأهلى أمام فاركو.. تريزيجيه وزيزو وشريف فى الهجوم

شديد الحرارة رطب نهارا حار ليلا.. تفاصيل الطقس والظواهر الجوية المرتقبة


أكرم القصاص يكتب: الإعلام فى عصر المنصات.. الرئيس وملكية كنوز "ماسبيرو" الناعمة

آخر فرصة.. محافظة القاهرة تغلق باب التحويلات المدرسية اليوم

الإمارات تدين تصريحات نتنياهو بشأن "رؤية إسرائيل الكبرى" وتصفها بـ"الاستفزازية"

ولي عهد السعودية يبحث مع رئيس الإمارات تعزيز التعاون والقضايا ذات الاهتمام المشترك

لمسة الأبطال.. محمد صلاح ضمن قائمة ملوك الحسم في تاريخ الدوري الإنجليزي

أشرف زكى يصدر قرارا بمنع الفنانين الحديث عن أزمة بدرية طلبة بأى وسيلة إعلامية

جريندو يقترب من قيادة هجوم غزل المحلة أمام سموحة

المصرى يغرد فى صدارة الدورى.. بيراميدز يحقق الانتصار الأول.. ومودرن يواصل الانتفاضة

وادى دجلة يدخل معسكرا مغلقا اليوم استعدادا لمواجهة إنبى في الدورى

مدرب الإسماعيلي: أهدرنا فرصة سهلة أمام بطل أفريقيا ونحتاج للاعبين خبرات

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى