وماذا عن طبيبة سوهاج؟

أميرة خواسك
أميرة خواسك
بقلم أميرة خواسك

(الطريق إلى جهنم مفروش بالنوايا الطيبة)، تنطبق هذه العبارة انطباقا تاما على ما قام به السيد اللواء عبد الفتاح سراج محافظ سوهاج منذ عدة أيام في مستشفى المراغة المركزي، حينما عنف طبيبة الاستقبال ( الدكتورة سمر أنور )  على رؤوس الأشهاد ونشر الڤيديو الذي استنكره الجميع بداية من السيد رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي إلى نقابة الأطباء وصولا إلى السيد المحافظ الذي استقبل الطبيبة في مكتبه مبديا اعتذاره لها، خاصة بعدما ظهر والد الطفل صاحب الواقعة، وحكى تلك المأساة التي يقع اللوم عليها في المقام الأول على اللوائح والقوانين التي تلزم المواطن بالحصول على تذكرة كشف أولا حتى في حالات الطوارئ، والتي تلزم الطبيب بعدم استقبال حالات إلا بعد الحصول على تذكرة كشف .

هذه القواعد يجب تغييرها فوراً خاصة في حالة الطوارئ، ولعل الكثير منا قد مرت عليه مثل هذه الحالات التي تصر فيها المستشفيات على هذه الخطوة أولا، أما المستشفيات الخاصة فحدث ولا حرج، فالمريض أو أهله عليهم أولا دفع مبلغ معتبر في خزينة المستشفى قبل أي كشف أو إجراء طبي للمريض.


مثل هذه الوقائع التي نصادفها كثيرا ونسمع عنها، ومن المؤكد أن الحالة الإنسانية التي شاهدها االمحافظ واستفزته واستفزت كل الشعب المصري تثير أي إنسان، ولكن ما تبعها من غضب غير منضبط هو ما صرف نظرنا عن أمر آخر غاية في الخطورة وهو ما  استلفت نظري في هذه الواقعة، وهو ارتداء الطبيبة للنقاب، وربما يكون هذا حقها الشخصي وحريتها التي ليس لأحد أن يجادلها فيها .


لكن من المؤكد أنه ليس من حق أحد أن يمارس عملا خدميا يقابل فيه المواطنون ويطلع على أدق خصوصياتهم أثناء الكشف الطبي أن يخفي وجهه ولا نعرف من وراء هذا النقاب، وأنا هنا لا أنكر على الطبيبة حريتها في ارتداء ما تشاء، لكني أدافع عن حق المواطن في معرفة من يتعامل معه ويطلعه على أسراره دون أن يراه أو يتأكد من هويته .


هذا الأمر لا ينطبق على الطبيبات فقط، ولكن على بقية الأطقم الطبية من ممرضات ومساعدات ومقدمي خدمات، بل وعلى المدرسات والموظفات، كيف سمحت الدولة بهذا ؟ وكيف يتم التعامل مع شخصيات مجهولة لا نعرف كيف نتواصل معها ولا نعرفها معرفة شخصية ولا نستطيع أن نشير إليها مدحاً أو حتى ذماً؟


لقد خرج كثير من العلماء وعلى رأسهم فضيلة الإمام أحمد الطيب شيخ الأزهر، وأفتوا بعدم وجوب النقاب، وانه عادة وليس فريضة أو حتى سنة، فإذا ما أصرت سيدات فضليات على التمسك بتلك العادة فليس عليهن ممارسة الوظائف التي تستدعي تعامل مباشر مع الجمهور، لأن هذا في الحقيقة انتقاص من حق المواطن في التعامل مع مقدم الخدمة !
الحقيقة أن طفرات كبيرة حدثت في هيكل الإدارة المصرية، وتحديث للعديد من المؤسسات الحكومية على المستوى التقني، ولكن ماذا عن المستوى الإنساني وحقي في التعامل مع شخص يراني ولا آراه ؟


لن أتناول هنا الدلالة الطائفية لارتداء النقاب، لأنني أعلم كما يعلم كثيرون غيري أن هناك سيدات كثيرات قد أجبرن على ارتداء النقاب، ولكن حين يعلم الذي أجبرهن أنه لن يحصل على مرتبهن فانه سيراجع نفسه كثيرا، أما إذا كانت تلك هي رغبة السيدة فلتعمل بعيدا عن الوظائف التي تتطلب تعامل مع الجمهور، أو تلزم بيتها إن أرادت، وهذا في الحقيقة هو دور الدولة التي يجب أن تحترم حق المواطن قبل أن تحترم حرية الملبس .

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

بعد توجيه وزير الأوقاف برعايته الصحية.. قصة إمام مسجد بقنا طعنه لص

رئيس الأركان يهنئ الفريق أول صدام حفتر لتوليه نائبا للقائد العام للجيش الليبى

الاتصالات: سيسكو العالمية تطلق أول معمل متنقل فى مصر لتأهيل خبراء الشبكات

المشدد 5 سنوات لشقيقين لحيازتهما أسلحة واستعراض القوة بشبرا الخيمة

الرئيس السيسى يصدّق على قانون بعض قواعد وإجراءات التصرف فى أملاك الدولة الخاصة


اعترفات المتهمين بملاحقة فتاتين الواحات: طاردناهما بسيارة منظومة نقل خاصة

العراق يدين تصريحات رئيس وزراء الاحتلال حول "رؤية إسرائيل الكبرى"

أونروا: الحر الشديد يجعل الوضع المأساوى بغزة أكثر سوءًا

البرلمان العربى يستنكر تصريحات نتنياهو بشأن ما يسمى "إسرائيل الكبرى"

الكويت ترسل طائرة مساعدات إلى مطار "ماركا" ضمن الجسر الجوى لإغاثة غزة


موعد مباراة الزمالك والمقاولون العرب فى الدورى والقنوات الناقلة

إنريكى يحقق أرقامًا تاريخية بعد التتويج بالسوبر الأوروبى مع باريس

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى