تحولات اليمين واليسار.. مصير العولمة وأوروبا الموحدة!

أكرم القصاص
أكرم القصاص
بقلم أكرم القصاص

ظل السباق السياسى على مدى عقود قائما على ثنائيات، العمال والمحافظين فى بريطانيا، اليسار ويمين الوسط فى أوروبا، ومع السنوات الأخيرة بدأت المعادلة تختلف، وتتجه أكثر نحو المزيد من التطرف، وتطيح بالطبقة السياسية التى يمكن تصنيفها بأنها الوسط، فى كل من اليسار واليمين.. ثم إن السنوات الأخيرة ومع تدفق المهاجرين على أوروبا نتيجة الصراعات والحروب الأهلية، أفرزت ردة فعل يمينية ضد الهجرة والأجانب، تحمل بعضها توجهات عنصرية، ظهر هذا فى انتخابات الاتحاد الأوروبى، يونيو الماضى، حيث حققت الأحزاب المنتمية إلى «أقصى اليمين» فوزا كبيرا فى انتخابات البرلمان الأوروبى متقدمة فى فرنسا وإيطاليا والنمسا، وثانية فى ألمانيا وهولندا، فى فرنسا غامر الرئيس الفرنسى بحل الجمعية العمومية وإجراء انتخابات تقدم اليمين فى مرحلتها الأولى،  و فاز فيها حزب «التجمع الوطنى» اليمينى، الأمر الذى دفع أحزابا يسارية متنوعة للتحالف، وبينما كانت البلاد تترقب مدّا يمينيا متطرفا فى الدورة الثانية من الانتخابات، نجح تحالف «الجبهة الشعبية» المؤلف من أحزاب متباينة، ومتعارضة أحيانا بين اليسار الراديكالى والشيوعيين والاشتراكيين والبيئيين.


حصلت الجبهة الشعبية الجديدة - التى توحد الأحزاب اليسارية -  على أكثر المقاعد بواقع 182 مقعدا، وحصل حزب الوسط الذى يتزعمه الرئيس إيمانويل ماكرون على 163 مقعدا، وفى المركز الثالث والأخير حصل حزب الاتحاد الوطنى اليمينى المتطرف وحلفاؤه على 143 مقعدا، وهو الحزب الذى أثار مخاوف وما زال معبرا عن تحولات وتصاعد اليمين، مقابل تراجع النخب التقليدية للسياسة، انعكاسا لتمرد جماهيرى على التيارات التقليدية التى نشأت ما بعد الحرب العالمية الثانية وسادت طوال مرحلة الحرب الباردة.


ورغم فوز حزب العمال فى بريطانيا وإطاحة المحافظين، فإن بريطانيا التى غادرت الاتحاد الأوروبى فى بريكست، فتحت المجال لتيارات أوروبية، إما تطالب بمغادرة الاتحاد الأوربى، أو تريد تعديل شروط الاتحاد والقواعد التى قام عليها، وظهر اليمين الأوروبى رافضا للهجرة وقواعد التنقل والعمل، خاصة فى الدول التى ترى نفسها أكثر تميزا أو ثراءً وتقدما، فالغرب الأوروبى السابق ما زال يرفض الاختلاط مع الشرق السابق، وهذا الشرق أيضا يحمل هواجس ومخاوف.


هذا الاستقطاب ظهر فى المواقف من الحرب الروسية الأوكرانية، وبقيت المجر مثلا ترفض السير خلف الولايات المتحدة فى معاداة روسيا، وكثيرا ما عارض فيكتور أوربان - الذى تولت بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبى - ما يسميها «نخب بروكسل»، واتهم الاتحاد الأوروبى مؤخرا بتأجيج الحرب فى أوكرانيا، وتعهدت المجر باستغلال رئاستها للاتحاد الأوروبى للدفع باتجاه «رؤيتها لأوروبا» تحت شعار «لنجعل أوروبا عظيمة مرة أخرى»، مرددة الشعار الذى أطلقه حليف أوربان الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب فى الولايات المتحدة، ترامب الذى يرى نفسه أقرب للفوز بالرئاسة، بعد تنحى جو بايدن عن الترشح، واستمراره لنهاية مدته الرئاسية، ولا تزال نائبته كاميلا هاريس من دون حسم ديمقراطى لترشيحها، هى أو غيرها من المرشحين فى مواجهة ترامب الذى مثل تحولا وتغييرا فى مواجهة المؤسسة، وتم اتهام الروس بمساندته، والتدخل فى الانتخابات، بينما ترامب اتهم الديمقراطيين بالتزوير ضده، ويحمل خصومات مع كثير من الإعلام الأمريكى، متهما إياه بالتضليل، بل وحتى مواقع التواصل أطاحت بحسابات ترامب بعد خسارته فى الانتخابات.


الشاهد أن التحولات التى يشهدها العالم خلال عقدين، تكاد تسير على العكس من وعود العولمة، التى تصاعدت فى تسعينيات القرن العشرين، ووعدت برخاء وتوزيع عادل للتنمية فى حال انضم العالم الثالث إلى الأول والثانى، لكن وحدة أوروبا نفسها أصبحت محل شك، والعالم يتجه إلى القطرية والعرقية مع صعود اليمين، ورغبات فى مغادرة الاتحاد الأوروبى الذى ظل حلما، وأصبح هاجسا، بعد سنوات شهد العالم وما زال المزيد من التحولات نحو فردية وصراع واحتكارات وأنانية اقتصادية عكستها فترة كورونا، ولا تزال تتصاعد لتهدم وعود العولمة.

p.8
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

مصر تدين الهجوم المسلح في مدينة سيدني الأسترالية

وفاة شقيقة الزعيم عادل إمام أرملة الراحل مصطفى متولى

تحذير عاجل.. نوة الفيضة الصغرى تضرب الإسكندرية غدا والأمواج ترتفع 3 أمتار

الأرصاد تحذر: تكاثر السحب الممطرة وأجواء باردة على الوجه البحرى وشمال سيناء

مانشستر سيتى يكتسح كريستال بالاس بثلاثية بمشاركة شرفية لمرموش.. فيديو


أحمد الأحمد المسلم بطل اليوم في أستراليا بعد تصديه للهجوم الإرهابى.. فيديو

نتيجة كلية الشرطة كاملة لعام 2025/ 2026 ثانوية عامة ومتخصصين.. فيديو

بيراميدز يتقدم بعرض لبتروجت لشراء حامد حمدان فى انتقالات يناير

النيابة العامة تواصل تحقيقاتها في قضية أرض نادي الزمالك بحدائق أكتوبر

كل ما تريد معرفته عن قتل وإصابة 42 شخصا بهجوم استهدف عيد حانوكا بأستراليا


رئيس الوزراء يشهد توقيع عقد مشروع شركة المانع القابضة القطرية بالسخنة

جنايات المنصورة تحيل أوراق عربي الجنسية للمفتي لقتله صديقه وقطع جزء من جسده

ضبط المتهمين بإشعال النيران فى شخص أمام زوجته وإصابته بحروق خطيرة.. صور

الطقس غدا.. انخفاض بالحرارة وأمطار وشبورة والصغري بالقاهرة 13 درجة

نتيجة كلية الشرطة 2026 كاملة لجميع التخصصات.. بالأرقام

بدء إبلاغ المقبولين بكلية الشرطة بنتائج القبول للعام الدراسى الجديد

سعد الصغير ينتقد غياب المطربين عن عزاء أحمد صلاح: مهنتنا مناظر أمام الكاميرات

اعرف الرابط الرسمى للاستعلام عن نتائج اختبارات كلية الشرطة

التنمية المحلية: تخفيض رسوم ترخيص المحال العامة لمدة 6 أشهر بنسبة تصل لـ50%

100 مليون جنيه إسترليني تهدد بقاء محمد صلاح في ليفربول

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى