ثورة يوليو.. ثمرات باقية

عصام محمد عبد القادر
عصام محمد عبد القادر
عصام محمد عبد القادر

أسقطت الملكية وأعلنت الجمهورية التي لبت تطلعات وآمال الشعب المصري؛ فرحل الاحتلال، وعضدت العدالة الاجتماعية، بعد صدور قانون الإصلاح الزراعي الذي ذهب بغايات الإقطاع لإدراج الرياح، ومصرت البنوك والشركات، واتخذ قرار تأميم قناة السويس، ودشن لسد العالي، وكسر الاحتكار المادي والمعنوي، وحررت الحكومات من إملاءات ومكبلات التعامل العسكرية منها والمدنية على حد سواء، وتشجعت دول لتأخذ مسار حريتها للأبد على نهج الثورة المباركة؛ إنها ثورة 23 يوليو التي ستظل في تاريخ الأمة المصرية، بل والعربية تمثل شرفها ومسار حريتها المستدامة.
لقد حققت الثورة المجيدة تغييرات جذرية ما كانت لتحدث لولا رجال مخلصون حملوا على عاتقهم هموم وطن عانى مئات السنين من الاحتكار، واغتصاب حريته، وموارده، والتحكم في أقدار قاطنيه، بما يعود بالنفع للمستعمر والمستفيد وكل من يُعد وكيلًا عنهم، وأجمل ما في أحداثها ذكاء روادها وقادتها في العبور بها لبر النجاة، وتجنب كافة المحاولات التي كانت تستهدف النيل من مبادئها وأهدافها السامية، ومن ثم فرضت حالة من بث الطمأنينة والاستقرار الممنهج واتخذت القرارات والإجراءات الجريئة التي أطاحت بغايات المغرضين حينها.


وشهادة عزة نفخر بها وتعد وسام على الصدور تجاه الجيش المصري العظيم الذي دومًا ما ينحاز للشعب ولا ينخرط في تيارات السياسة وموائمة الملوك والحكام؛ فقد استشعر وقتها أن البلاد ازدادت فقرًا، وأن السياسية باتت منغلقة الأفق، وأن الاقتصاد في حالة من التردي، وأصبح جموع الشعب يعاني العوز والفاقة رغم موارد الوطن المتوافرة؛ لكنها قيد النهب لفئة بعينها تمثلت في الحكام والمحتل وداعميه، وأن الحالة الاجتماعية أضحت في حالة من الاحتقان والغليان، كما أن تضييق الخناق سمح لحركات تمارس العنف والمواجه المسلحة الممنهجة منها والعشوائية؛ فصارت الأمن والأمان والاستقرار في غياب تام، ومن ثم بدأ التخطيط لأحداث الثورة رغم التحديات والمخاطر والمحاذير المعلومة منها وغير المعلومة، تلا ذلك شجاعة التنفيذ المحكم والسيطرة التي أيدها واصطف خلفها الشعب الأبي الذي يرفض على مر تاريخه حالة التبعية والهوان والإذلال ولا يقبل إلا بعلو هامته وعزته.


لقد استعادت مصر مكانتها بفضل ثورة 23 يوليو؛ حيث ساعدت في استقرار المنطقة العربية، وصار هناك مناخًا مواتيًا لتعضيد العلاقات مع كثير من الدول، ومن ثم تغيرت مجرى الحالة السياسية في الكثير منها، وأضحت تمتلك قرارها وحددت مصير مسار نهضتها، بل وسعت لتحسين الحالة الاقتصادية لديها عبر استغلال مواردها والاستعانة بخبراء المجال، وأظهرت الشعوب العربية موقفًا داعمًا لبعضها البعض؛ فالجميع يعشق الحرية ويبغض الاحتلال والطغيان، ومن ثم تضافرت الجهود العربية في دحر محاولات الغرب في إسقاط غايات الثورة ودحض أهدافها وتدمير مبادئها؛ لكن الإرادة والمساندة ذهبت بتلك المحاولات إلى غير رجعة.


إن ما قام به المصريون من ثورات عبر نضال تاريخهم يؤكد على أمر جامع يتمثل في الرفض القاطع للاحتلال والسعي دومًا للاستقلال، ومن ثم السيطرة الكلية التي لا ينازعه فيها أحد فيما يخص مقدراته وتراب وطنه؛ فالمصريون لا يتقبلون فكرة الاستحواذ، ويرفضون الجور ولا يتواطئ مع سبل ومظاهر الفساد والإفساد مهما بلغت قوة وصولة من يحمونه؛ فكل محتل أو غازي لمصر مصيره إلى الزوال، ومن يتربص بها الدوائر فمآله إلى الهلاك والفناء؛ لأنها محفوظة بمعية  الله عز وجل، ومحاطه برجال شرفاء أقسموا وعاهدوا وقدموا الدماء والأرواح فداء لحريتها على مر التاريخ، وما تزال التضحيات من أجل بقائها نراها عين اليقين في كل وقت وحين.


إن مبادئ ثورة 23 يوليو مازالت في الأذهان حية راسخة؛ فذاكرة الأمة ووجدانها يحمل معالمها ومعانيها؛ حيث إنها أحدثت تغييرًا جذريًا في حياة الشعب المصري والشعوب العربية وغير العربية قاطبة؛ فقد استشعرت وفقهت ما يعانيه الكادحون من هموم؛ فهم يمثلون لبنة المجتمع الحقيقية؛ وهم من يسعون إلى التغيير والتنمية في مناخ يسوده العدل وتعضده فلسفة تكافؤ الفرص؛ ليصبح الإنسان قادرًا على العطاء وتقديم أفضل ما لديه بعد إعداده بصورة مقصودة من خلال مؤسسات توفر له مقومات اكتساب الخبرات بتنوعاتها.. ودي ومحبتي لوطني وللجميع.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

ابنا فضل شاكر وعاصى الحلانى يحييان حفلًا غنائيًا فى لبنان

محمود سعد: أرقام تحاليل أنغام تتحسن لكن موصلتش لمرحلة الخروج من المستشفى

أعظم العسكريين بالتاريخ الفرعونى.. تمثال الملك تحتمس الثالث بمتحف الغردقة

المصرى يغرد فى صدارة الدورى.. بيراميدز يحقق الانتصار الأول.. ومودرن يواصل الانتفاضة

داكر مونتجمرى يكشف سبب ابتعاده عن النجومية وهوليوود


حكم قضائى غير قابل للطعن.. تعرف عليه

محافظ نابلس: الاحتلال يشن حرب استنزاف ومصر تقود الموقف العربى ضد التهجير

سنة دون مبرر.. غلق الوحدة السكنية يوجب إخلاءها فى قانون الإيجار القديم

تعرف على حالات يحق لرجل المرور سحب التراخيص من السائق على الطرق

زوجة تلاحق زوجها بدعوى حبس بسبب 200 ألف جنيه.. التفاصيل


كاسيميرو: محمد صلاح الأجدر بالكرة الذهبية 2025

أبرق قرية ظهرت فيها علامات الإنسان القديم ومخطوطاته قبل التاريخ.. تقع شمال غرب مدينة الشلاتين.. أهم مناطق محمية جبل علبة الشهيرة.. يقع بها أقدم آبار الصحراء الشرقية.. ويعيش بها قبائل العبابدة والبشارية.. صور

ريبيرو في حيرة بسبب مركز الجناح الأيسر في الأهلي.. اعرف التفاصيل

إعفاء طلاب الثالث الإعدادى بالعامين الدراسيين 2026 و2027 من أعمال السنة

وزير التعليم يعلن تطبيق أعمال السنة على الصف الثالث الإعدادى

زعيم حزب إسرائيلى يعلن المشاركة فى إضراب ضد حكومة نتنياهو الأحد المقبل

تفاصيل سقوط 3 شباب طاردوا فتيات بسياراتهم على طريق الواحات.. القصة بدأت بمعاكستهم فى كافيه وانتهت بحادث مروع.. أم الضحية: أي فلوس مش هتعوض بنتي.. القانون صنف الأفعال كجريمة تحرش.. وعقوبات قاسية تنتظر المتهمين

ناصر ماهر العقل المفكر لفيريرا في الزمالك

ضبط سائق سيارة فارهة حاول الهرب بعد ارتكابه حادثا مروريا بكوبرى أكتوبر.. فيديو

اليو ديانج يقترب من العودة لتشكيل الأهلي الأساسي في مباراة فاركو

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى