ماذا بعد اغتيال إسماعيل هنية؟.. رسائل وتداعيات

أحمد التايب
أحمد التايب
أحمد التايب

مؤكد أن حادث اغتيال إسماعيل هنية فى طهران سيكون له تداعيات كبيرة خلال الفترة المقبلة على كل الأصعدة والمستويات، خاصة أن هذه العملية بمثابة اختراق أمنى للعمق الإيرانى، وتشوه سمعة إيران أمام وكلائها فى محور المقاومة، ولها تأثير بالغ على مشروع إيران الاستراتيجي فى المنطقة.

لذلك، أعتقد أن التأثير المباشر والأول لهذا التصعيد سيكون على مسار التفاوض للوصول لصفقة تهدئة وتبادل الأسرى، والعودة إلى مربع الصفر على الأقل خلال الأسابيع المقبلة، إلا فى حالة واحدة أن نتنياهو اكتفى ورأى أن ما حدث سواء فى الضاحية الجنوبية ببيروت واغتيال فؤاد شكر، وعملية اغتيال إسماعيل هنية فى طهران، على أنه مكسب معنوى، والاستثمار فى هذا النجاح والعمل على تحسين صورته، وتسويق ما حدث أنه نصر كبير لإسرائيل يجب البناء عليه بترك الولايات المتحدة للقيام بصفقة تنهى الحرب، خاصة أنه إسرائيل تعانى كثيرا سواء على الداخل الإسرائيلي أو على الصعيد الاستراتيجى.

لكن علينا أن لا ننسى - فى ظل هذا السيناريو - أن اغتيال إسماعيل هنية على أرض طهران يستوجب ردا إيرانيا، لأنه إيران باتت فى موقف حرج، وأن ما حدث يؤثر على مشروعها الاستراتيجي فى الإقليم لكن كيف سيكون الرد؟

وبشكل أدق..  هل تلجأ إيران إلى رد رمزى؟

أعتقد ، أن إيران باتت فى مواجهة مباشرة الآن مع إسرائيل، لأنه كما ذكرنا أن الحادث إهانة كبيرة لها، لأن الاغتيال تم فى قلب طهران، إضافة إلى اغتيالات أخرى تمت فى عقر دار وكلائها، لكن الناظر إلى ردود إيران السابقة دائما ما تكون رمزية تبدأها بجعجعة إعلامية، مثلما تعاملت مع ضرب قنصليتها فى دمشق، وكيف كان الرد رمزيا بإرسال صواريخ لتل أبيب لم توجد بها متفجرات، ومثلما تعامل حزب الله مع اغتيال صالح العارورى جنوب لبنان، وعدم الخروج عن قواعد الاشتباك المتفق عليها، غير أن الرود كلها تأتى وفق تفاوض وتنسيق مع الولايات المتحدة، وهو ما كشفه ترامب فى حادث اغتيال سليمان القاسمى قائد فيلق القدس فى بغداد، وبالتالى متوقع - هذه المرة -  أن يكون هناك ردا رمزيا، وأن يتم الاستثمار فى حادث اغتيال إسماعيل هنية، للوصول  لصفقات قادمة، وهذا ما تتبعه الولايات المتحدة خلال تفاهمات سرية بين الولايات المتحدة وإيران، وفقا لتقارير إعلامية.

وبعيدا عن الرد الإيرانى، علينا أن نؤكد أن الولايات المتحدة تنفذ سياسة الغموض الاستراتيجي، لتمكين إسرائيل من تحقيق أهدافها، وذلك باتباع سياسة امتصاص غضب العرب، وتنحية الأطراف الفاعلة من الانخراط فى دعم حماس، لذا، يجب أن نضع هذا عين الاعتبار لأنه متوقع تفاقم الأوضاع فى الضفة والقدس خلال الفترة المقبلة ما ينذر بكارثة واشتعال الصراع والوصول إلى ذروته.

وأيا كان الأمر، ما يفعله نتنياهو يؤكد أن إسرائيل تمضى دون رادع لتحقيق أهدافها حتى ولو وصل بها الحال لشن حرب إقليمية شاملة، وأن الولايات المتحدة تبارك ما تفعله إسرائيل بالحرف الواحد،  لكنها تتبع سياسة الخداع الاستراتيجي بتبنى خطابات دبلوماسية واعلامية ترفض ما يفعله نتنياهو وتدعوا إلى التهدئة، وفى نفس الوقت تترك نتنياهو يوظف ما يحدث لمصالحه الشخصية والسياسية، معتمدا على عامل الخوف الذى يسيطر على الداخل الإسرائيلي وأن ما يفعله حماية لإسرائيل، والاستفادة من صمت المجتمع الدولى وحالة الانقسام بين الفصائل الفلسطينية، لذا على المجتمع الفلسطيني أن يعود لوحدته وأن ينتهى الخلاف،  وأن تكون لدى العرب إرادة موحدة لمواجهة نتنياهو الغاشم، وأن لا نقع فى فخ الخداع الاستراتيجي الذى تتبعه الولايات المتحدة فى تعاطيها مع حرب غزة.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

ليلى علوى تطمئن الجمهور على حالتها بعد الحادث: أنا بخير وقدر ولطف

أرقام لا تفوتك في مشوار ناشئي اليد ببطولة العالم قبل لقاء إسبانيا اليوم

سيول وأمطار غزيرة تضرب وادى الأربعين بسانت كاترين.. فيديو

بعد حكم إعدامه.. سيناريوهات تنتظر قاتل مالك قهوة أسوان أمام محكمة الاستنئاف

ضبط سائق سيارة فارهة حاول الهرب بعد ارتكابه حادثا مروريا بكوبرى أكتوبر.. فيديو


موعد مباراة مصر وإسبانيا في ربع نهائي بطولة العالم تحت 19 عاما لكرة اليد

مصابة بحادث طريق الواحات أمام النيابة: الشباب طلبوا منا النزول من السيارة

قمة ترامب وبويتن.. سر اختيار قاعدة عسكرية أمريكية استخدمت لمواجهة روسيا

اعترافات طلاب مطاردة فتيات الواحات: لاحقناهما وحاولنا إيقاف السيارة

أول صورة للمتهمين بمطاردة فتيات طريق الواحات


مصر تنتفض ضد أوهام إسرائيل الكبرى.. تحذيرات من مخطط صهيوني لتغيير خرائط المنطقة.. سياسيون: أطماع مرفوضة تكشف الهدف من حرب غزة.. مصر حائط صد أمام محاولات تصفية القضية الفلسطينية.. ويدعون لتعزيز الاصطفاف الوطني

موعد مباراة الزمالك والمقاولون العرب فى الدورى والقنوات الناقلة

وزيرة التنمية المحلية تعتمد حركة محليات محدودة تشمل 12 سكرتيرا عاما ومساعدا

مواعيد مباريات اليوم.. نابولي أمام أولمبياكوس وبيراميدز يستقبل الإسماعيلى

كيف تحمى سيارتك من حرارة الصيف الشديدة؟.. نصائح مهمة لتفادى الأضرار

المطلقات والمرأة المعيلة أولوية فى وحدات بديلة بقانون الإيجار القديم

فيريرا يطفئ شرارة فتنة حراسة المرمى في الزمالك

بيراميدز يواجه الإسماعيلى اليوم وعينه على النقاط الثلاثة في الدورى

هل يجوز إخلاء وحدات الإيجار القديم بالتراضى بعد صدور القانون؟.. التفاصيل

ملوك الأسيست في تاريخ الدوري الإنجليزي.. محمد صلاح تاسعا

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى