خالد دومة يكتب: جنون الإرهاب

خالد دومة
خالد دومة

لا أدرى كيف يتم إقناع إنسان، بأن ما يقوم به من اغتيالات وقتل أرواح لا ذنب لها فى شىء، هو عمل يأمر به الدين،  ويدعو إليه، وإلى رفعته، ويساعد في تقوية شوكته، كيف يكون دينا وهو ينشر الفزع والخوف، يملأ النفوس حقدا وحنقا على الناس والحياة، لا بد أن هناك شيئا غير الدين، هو ما يجعلهم بهذه الشراسة والنزعات الحيوانية، التي تسيطر على عقولهم وأعصابهم، فتميت قلوبهم وتطمس ضمائرهم،  فلا ينغمس في أعمالهم إلا إنسان، لا يملك من مقومات الإنسانية إلا الشكل فقط، هؤلاء المتنطعون الذين يظنون أنهم كلمة الله على أرضه،  تبطش بمن تشاء.

القيادات التي يفرزها الإرهاب، نفوس مريضة بالسلطة وحب الشهرة، وتسعى في الناس لتنال قدرا من المكانة،  تستقطب ذوي النفوس المريضة والملكات الضعيفة، تخدعها بالوهم وتبسط يدها عليه بالأماني الكاذبة،  تقيده منها، لتسحبه وتزج به كورقة تحركها كيف تشاء من أجل أمانيهم المستورة خلف قناع، وكلمة السر الدين، الجنان المنتظرة،  لنصرة الله،  ولو كانت الأديان تقوم على الغدر والخديعة،  لما آمن بها إلا أراذل الناس، وأضعفهم نفوس وعقول، إنهم يتلقفون النشأ ليحشوا عقله بمهاترات، وقلبه بأحقاد، ويمنعون عنه الاطلاع على كل فكر يناقض فكرهم الدموي الذين يتعصبون له،  إنها سلالة حسن الصباح،  التي لن تنتهي إلا بوعي عام إنساني،  بقيمة السلام،  الذي يحض عليه الدين والأخلاق،  ويدعو إليه،  مهما اختلفت الأديان،  وتشعبت الفرق والمذاهب،  فإن أردت أن تنشر فكرة،  فما عليك إلا أن تعرضها بالحجة على صدق قولك،  فتجابه الفكر بفكر، أم أن تسوق الناس كالأغنام، نحو مصير لا يعرفونه، باسم الدين،  وكل ما في الأمر إنك تريد لهم الخير،  الوصول إلى بر الأمان، فوق جثث البشر، وأعلامك ملطخة بدماء الأبرياء والضعفاء ..

إن الإرهاب غصة في حلق الإنسانية، فهو يتربص دائما بهم، سلاحه الغيلة والانقضاض، يفترس بدم بارد الأجساد،  ويحصد الأرواح، وعلى وجهه ابتسامات الظفر بالنصر لدين لا ندري من أي مصدر أستقى أصوله،  ولعل هذه الظاهرة جديرة،  أن تدرس من الناحية السيكولوجية،  أو النفسية فأغلب القادة هم من ذوي العقول والعلم والدهاء لا شك في ذلك،  وأغلب أشياعهم هم من الشباب في سن لم يمكنهم من اكتساب الخبرات والتجارب،  إنما هي نزعات شبابية متهورة،  تسعى لتحقيق الذات،  والسعي إلى المجد بقوة السيف والرصاص، أهو مرض نستطيع علاجه، وتقديم يد المساعدة لهؤلاء المرضى،  أم أنه شيء آخر، ولكن في نهاية الأمر نتساءل ماذا حقق الإرهاب لأصحابه،  منذ نشأته منذ قديم،  وإلى الآن، إن حصائده هي الخراب فقط، والقتل والسلب والإرهاب، فما يدور في عقول أصحابه من مجد زائف وخيالات،  لن يكون،  ولن يتحقق ذات يوم،  فهو ضد طبيعة الإنسان السليمة، وإن السنوات أثبتت عوار ما يفكرون فيه،  وما يملأ أدمغتهم من أوهام،  إنه مكروه منبوذ من الفطرة، ومن العقول،  ومن عامة البشر، ولا يسلك صفوفه إلا كل مريض معتوه ممسوخ مشوه النفس والضمير،  كاره للبشر والحق والجمال. 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الأزهر: المسجد الأقصى لن يكون لقمة سائغة والحق سيعود لأهله والباطل إلى زوال

نتائج مباريات اليوم الخميس 14 – 8 - 2025 بالدورى المصرى

بيراميدز يهزم الإسماعيلي ويحصد أول فوز بالدورى فى مباراة البطاقات الحمراء

ريبيرو في حيرة بسبب مركز الجناح الأيسر في الأهلي.. اعرف التفاصيل

إعفاء طلاب الثالث الإعدادى بالعامين الدراسيين 2026 و2027 من أعمال السنة


وزير التعليم يعلن تطبيق أعمال السنة على الصف الثالث الإعدادى

قرار مهم لوزير التربية والتعليم بعد قليل

حرس الحدود كامل العدد أمام البنك الأهلى في المواجهة الأولى له بالدورى

بعد توجيه وزير الأوقاف برعايته الصحية.. قصة إمام مسجد بقنا طعنه لص

ناصر ماهر العقل المفكر لفيريرا في الزمالك


بعد حكم إعدامه.. سيناريوهات تنتظر قاتل مالك قهوة أسوان أمام محكمة الاستنئاف

ضربة لحيتان المقاولين.. إزالة 6 أبراج مخالفة فى منطقة اللبينى بالهرم.. صور

ليوناردو دى كابريو يكشف عن الفيلم الأقرب إلى قلبه

الزمالك يدرس العفو عن فتوح بعد مباراة المقاولون العرب

موعد مباراة مصر وإسبانيا في ربع نهائي بطولة العالم تحت 19 عاما لكرة اليد

وزارة الإنتاج الحربى تشارك فى المعرض الدولى السابع لتكنولوجيا الليد ونظم الإضاءة

اعترافات طلاب مطاردة فتيات الواحات: لاحقناهما وحاولنا إيقاف السيارة

اعترفات المتهمين بملاحقة فتاتين الواحات: طاردناهما بسيارة منظومة نقل خاصة

اتحاد الكرة يرد على شكوى الزمالك ضد زيزو ..اعرف التفاصيل

النيابة تطالب بتفريغ الكاميرات فى واقعة مطاردة 3 شباب سيارة فتيات بطريق الواحات

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى