مصفاة المثلث

د./ داليا مجدي عبد الغني
د./ داليا مجدي عبد الغني
بقلم د./ داليا مجدي عبد الغني

الجميع يُحب الكلام، ويجد لذة في الكلام، ويشعر بحالة شغف أثناء الكلام، ولكن ليس كل الكلام، فأكثرهم شغفًا على الإطلاق هو الكلام عن أحوال الناس وظروفهم، وما آلت إليه حياتهم، وما طرأ على سلوكياتهم، فهذا هو لُبّ الكلام الذي يجد صدى لدى المُتحدث والمُستمع على حد سواء، ولا يهم إن كان هذا الكلام صحيحًا ومن مصدر موثوق منه أم لا، أو إذا كان يُفيد المُستمع في شيء أم لا، فالمُهم فقط هو الاسترسال بالمعلومات غير المُؤكدة، والتسلية بسيرة الناس وأخبارهم هو المناط الذي يسعى إليه الناس.


فقد جاء رجل لسُقراط يقول له بحماس شديد: "هل تعرف ما سمعته أخيرًا عن أحد تلاميذك؟"، أجابه سُقراط: "قبل أن تتكلم أريد أن أجري عليك اختبارًا بسيطًا وهو اختبار مصفاة المثلث"، سأله الرجل مندهشًا: "وما هو هذا الاختبار العجيب؟"، فأجابه سُقراط: "هو اختبار يجب أن نُجريه قبل أن تتكلم، سنبدأ في تصفية ما سوف تقوله، أول مصفاة اسمها "الحقيقة"، هل أنت مُتأكد أن ما ستقوله لي هو الحقيقة؟"، قال الرجل: "لست مُتأكدًا، أنا سمعته من..."، فقال سُقراط: " حسنًا، إذًا أنت لست واثقًا إن كان الأمر صحيحًا من عدمه". فانتقل إلى المصفاة الثانية وهي مصفاة "الخير"، هل ما ستقوله لي هو للخير؟"، فأجابه: "لا بل على العكس".


أكمل سُقراط: "حسنًا تريد أن تقول لي خبرًا سيئًا حتى وإن لم تكن مُتأكدًا من صحته؟ ومع ذلك فسوف تجرب المصفاة الأخيرة، وهي مصفاة "الفائدة"، هل ما ستقوله لي سيعُود عليَّ بالفائدة؟"، فأجاب الرجل في خجل: "لا ليس له فائدة".


ختم سُقراط حديثه قائلاً: "إذَا مادام ما تريد أن تقوله لست مُتأكدًا من حقيقته، ولا هو للخير، وليس له فائدة، فلماذا تُريدني أن أسمع"؟!.
وهكذا، لابد أن يُصفي الإنسان كلماته قبل أن يتفوه بها، ويمنح لنفسه المجال للتيقن من أن كلماته محل اهتمام المُستمع، وستعود عليه بالنفع، والأهم من ذلك أنها حقيقية ومن مصدر موثوق منه، وكذلك الأمر بالنسبة للمُستمع، عليه ألا يمنح أذنيه إلا للكلام الذي له قيمة، وسيأتي بثماره عليه، وإلا أهدر طاقته بدون جدوى، فغير ذلك يكون إهدارًا للوقت والجهد والعقل.
 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الأهلي يضم ياسين مرعي لمدة 5 سنوات قادمة

ترامب يؤدي التحية العسكرية أثناء حضوره نهائي كأس العالم للأندية.. صور

أبو عبيدة: محمد الضيف وجّه أقسى ضربة في تاريخ العدو الصهيونى

ماذا قدم خالد عبد الفتاح مع الأهلى قبل الرحيل لصفوف سيراميكا ؟

جولة تفقدية غدًا لرئيس الوزراء لعدد من مشروعات محافظة الإسكندرية


شهاب بتاع الجمعية ليس الوحيد.. الداخلية تنتفض ضد جرائم قائدى التوك توك والدراجات النارية.. رصد فيديوهات توثق المخالفات وحملات حاسمة لضبط المتورطين.. واستراتيجية أمنية تستهدف فرض الانضباط وإعادة الهدوء للشارع

اجتماع مستمر.. انفراجة فى صفقة انتقال حامد حمدان للزمالك بعد موافقة بتروجت

تشيلسي ضد بي اس جي.. حلم برشلونة يراود إنريكي مع باريس سان جيرمان

تشيلسي ضد بي اس جي.. محمد صلاح يزين قائمة تاريخية فى مونديال الأندية

نتيجة الدبلوم الفنى الصناعى 2025.. على اليوم السابع برقم الجلوس


تطورات جديدة فى ملف مستحقات كولر لدى الأهلي.. اعرف التفاصيل

مسلسل فات الميعاد يسلط الضوء على قضايا المنقولات والمهر.. هل مهر العروس من حقها أم لشراء تجهيزات المنزل؟.. أزهرى: القائمة بديلة لمهر الزوجة ويفضل تقديرها بالذهب.. محام: يجب كتابة كل شيء حتى الأحذية

الرئيس السيسى يصل مقر انعقاد اجتماع القمة التنسيقى للاتحاد الأفريقى

شارة خاصة على قمصان بطل مونديال الأندية 2025 مدة احتفاظه باللقب

يارا السكري ما بين صقر وكناريا مع محمد إمام.. ومسلسل "على ضهر راجل" لـ كزبرة

الأهلي يعلق على العروض الخليجية والليبية لضم حسين الشحات فى الصيف

تنسيق الجامعات 2025.. جامعة القاهرة الأهلية تعلن مصروفات عام 2025/2026

تنسيق الدبلومات الفنية 2025.. قائمة كليات ومعاهد تقبل طلاب الشهادات الفنية

آندي كارول.. محطات فى مسيرة هدّاف ليفربول من القمة إلى الدرجة السادسة

الأولى على الثانوية التجارية: عرفت النتيجة من اليوم السابع.. ووالدتى سر نجاحى

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى