هيرودوت.. هل هو أبو التاريخ فعلاً؟

هيرودوت
هيرودوت
محمد عبد الرحمن

"مصر هبة النيل" هي العبارة الشهيرة التي ترددها الأجيال المختلفة، والتي تعود إلى المؤرخ الشهير هيرودوت، المعروف بلقب "أبو التاريخ"، كان هيرودوت مؤرخًا يونانيًا عاش في القرن الخامس قبل الميلاد (حوالي 484-425 ق.م)، واشتهر بوصفه لأماكن وأشخاص من مختلف الحضارات التي زارها، بما في ذلك الحضارة المصرية القديمة. كتب هيرودوت "التواريخ" في النصف الثاني من القرن الخامس قبل الميلاد، ويُعتبر هذا الكتاب أول سجل تاريخي معروف في العالم. تناول فيه العديد من الأحداث التاريخية الهامة، مثل الثورة الأيونية عام 499 قبل الميلاد، وتاريخ الفرسان الرحل في أوراسيا.

ورغم الاحتفاء الكبير بأعمال هيرودوت وتقديرها، إلا أن بعض الباحثين يرون أن كتاباته تحتوي على العديد من الأكاذيب والمبالغات. يُعتقد أنه أدخل مجموعة كبيرة من الأساطير والحكايات التي قد لا تكون حقيقية، ومال أحيانًا للانحياز لصالح اليونانيين على حساب المصريين. كما أن بعض حكاياته استقاها من السكان المحليين في البلدان التي زارها، مما يجعلها عرضة للتحريف.

في مقدمة كتاب "الحياة الاجتماعية في مصر القديمة" للباحثين حسن محمد جوهر وعبدالمنعم عبدالحليم، يشيران إلى أن حياة الشعب المصري قد تعرضت للتشويه على يد المؤرخين الأجانب، ومن بينهم هيرودوت. إذ زار مصر في القرن الخامس قبل الميلاد خلال فترة الاحتلال الفارسي، وكتب عنهم بطريقة قللت من شأن حضارتهم، واصفًا إياهم بأنهم بدائيون يعبدون التماسيح والعجول والقطط. ظلت هذه الصورة المشوهة التي نشرها هيرودوت وغيرها من الروايات الكاذبة تتردد لعدة قرون.

في كتابه "أشهر خرافات الفراعنة"، يناقش الدكتور شريف شعبان المغالطات المرتبطة بالتاريخ القديم، ويشير إلى أن هيرودوت وغيره نقلوا معلومات عن المصريين بشكل سطحي ومبالغ فيه. وأوضح أن هيرودوت زار مصر في أسوأ حالاتها، عندما كانت تعاني من انهيار حضاري وتدهور اجتماعي. لم يكن هيرودوت عالِمًا أو أكاديميًا، بل كان رحّالة جمع معظم محتوى كتبه من محادثاته مع الكهنة وعامة الشعب، الذين تحدثوا عن زمن مضى بآلاف السنين. لذا، يرى البعض أن لقب "أبو التاريخ" لا يليق به.

في المقابل، دافعت الباحثة جينيفر تي روبرتس في كتابها "هيرودوت: مقدمة قصيرة جدًا"، عن هيرودوت، مشيرةً إلى أنه في بعض الأحيان كان يشير إلى أنه ينقل ما قالته له مصادره المختلفة، وأنه ليس بالضرورة مصدّقًا لكل ما سمعه. وترى أن هذا الموقف سمح له بتقديم عمله ليس فقط كتاريخ سياسي وعسكري للحروب الفارسية، بل أيضًا كتاريخ اجتماعي وفكري للعالم المعروف آنذاك. كما تشير إلى أن الأبحاث الأثرية الحديثة أكدت صحة الكثير مما ورد في كتاباته، وأن علماء المصريات يواصلون اكتشاف مدى دقة معلوماته.

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

أسباب تأخر ظهور أنسو فاتي وبوجبا مع موناكو

ضبط شخصين لتروجيهم للمخدرات على دراجة نارية بالجيزة

فاركو عن مواجهة الأهلى::"مباراة لعلاج حموضة صفقات الصيف"

وسام أبو علي: فخور ومتحمس للغاية لبدء فصل جديد مع كولومبوس

فيلم روكى الغلابة يقترب من 35 مليون جنيه خلال 16 يوم عرض بالسينمات


انهيار الجيش وهرب الرئيس.. 4 سنوات لسيطرة طالبان على العاصمة الأفغانية كابل

مصر قرآن كريم .. نجوم التلاوة المصرية والفتاوى وغيرها فى تطبيق جديد

موعد مباراة مصر والنرويج اليوم في كأس العالم للشباب لكرة اليد

مطاردة "رانج روفر" طائشة على كوبرى أكتوبر.. لحظات إثارة وبطولة رجال المرور

قرار جديد من النيابة بشأن المتهم بإصابة 4أشخاص وإتلاف 3سيارات بكوبرى أكتوبر


تعرف على صفقات الأهلى وفاركو والراحلين قبل لقاء الليلة بالدورى

ضبط مسئول عن مخزن مستلزمات طبية "بدون ترخيص" فى القاهرة

مقتل عنصرين جنائيين شديدى الخطورة فى تبادل إطلاق النيران مع قوات الشرطة

مصير المطلقة المتمكنة من شقة "إيجار قديم" بعد إقرار القانون الجديد

أخيرا.. موعد انكسار الموجة شديدة الحرارة وانخفاض الدرجات

قضية الطفل ياسين.. الاثنين المقبل استئناف محاكمة المتهم على حكم المؤبد

العش وعمر كمال على رأس 11 لاعبا يغيبون عن الأهلى أمام فاركو الليلة

أصاب 4 أشخاص وأتلف 3 سيارات.. تفاصيل محاولة هروب قائد سيارة حادث أكتوبر

15 يوما على الاستفادة بتقسيط مخالفات المرور بدون فوائد حتى نهاية أغسطس

مواعيد مباريات اليوم.. ليفربول ضد بورنموث في افتتاح الدوري الإنجليزي والأهلى ضد فاركو

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى