ذكرى وفاة صدفة بعضشي.. شويكار إحدى فاتنات السينما وحالة فنية غير مسبوقة.. دلال وخفة دم لم تتكرر.. عاشت طفولة قاسية ومشوارها تجاوز 60 عاما.. اعترف المهندس بحبه لها على خشبة المسرح وقدما أعمال لا زالت خالدة

"أنت اللي قتلت بابايا.. أه يابابايا"، بمجرد سماعك هذا الإفيه الشهير تتذكر صاحبته التي سطرت تاريخ فني متنوع ومميز دام لأكثر من 60 عاما، الفنانة الجميلة شويكار، من أعظم نجمات زمن الفن الجميل، التي بدأت مشوارها الفني في الستينيات، ونجحت في تجسيد أدوار فنية تنوعت بين الكوميدي والرومانسي والتراجيدي، وتركت بصمة في كل دور قدمته للجمهور بروحها الخفيفة وذكائها وخفة دمها التي منحتها مكانة فنية خاصة.

حياة الفنانة شويكار.. طفوة قاسية وحياة مليئة بالتحديات

تحل اليوم الموافق 14 أغسطس ذكرى وفاة الفنانة شويكار، التي ولدت في محافظة الإسكندرية، عام 1938، وكانت ضمن إمبراطورية لحرف الشين، بعدما أصر والداها على تسمية جميع أبنائه على هذا الحرف، لكن طفولة "شويكار" كانت قاسية فبعدما عاشت حياة عادية مثل أي طفلة، القدر فرق بين والديها، بعد أن قررا الانفصال، لتعيش بعدها طفولة وحياة مليئة بالتحديات، لتلتحق بمدرسة داخلية مكثت فيها 4 سنوات، وبعد التخرج، قرر الأهل زواجها بمجرد بلوغها الـ 16 عاما، لكن هذه الزيجة سرعان ما انتهت بعدما وفاة زوجها وكان حينها عمرها لايتجاوز 18 عاما.

محطات عديدة مرت بها الفنانة شويكار، فبعد وفاة زوجها اضطرت للعمل سكرتيرة، حتى يشاء القدر أن تلتحق بمهنة التمثيل، التي انطلقت منها من أدوار ثانوية وصغيرة للغاية لكنها نجحت في تقديمها باحترافية شديدة، وصارت علامة في مشوارها الفني، ومنها انطلقت للشهرة والنجومية، التي كانت تخطوها بخطوات متزنة ودقيقة، حتى أصبحت اشهر نجمات السينما المصرية، وتملك رصيد فني كبير ومحبة كبرى في قلوب جماهيرها. 

شويكار أجمل الوجوه التي مرت بالسينما المصرية.. وصدفة بعضشي كشفت عن احترافها الفني

ويكاد يكون السر في نجاح وشهرة "شويكار" إنها لم تعتمد على جمالها الفاتن للغاية، فقد حملت ملامح جذابة جعلتها من أجمل الوجوه التي مرت بالسينما المصرية، ولم تتخذ رقتها وخفة دمها وسيلة أيضا للنجاح، فقد لمعت في أدوار تخلت بها عن هذه الأدوات التي تتعلق بالشكل  والمظهر الخارجي، لتقدم شخصية صدفة بنت حسب الله بعضشي، من خلال مسرحية سيدتي الجميلة، مع فؤاد المهندس، وهذا الدور كان علامة فارقة في مسيرة شويكار الفنية، فقد قدمت الدور بخفة واحترافية شديدة، ومن أبرز إفيهاتها بالمسرحية "طِلعت في إيدي غلط.. علمني الكتاكيت.. أنت نعجة وحصان".

فؤاد المهندس وشويكار ثنائي فني لا يتكرر.. صداقة فنية تحولت لقصة حب على خشبة المسرح

وتعد العلاقة الفنية والعاطفية التي جمعت بين الفنان الراحل فؤاد المهندس والفنانة شويكار، أهم ما ميز مشوارها الفني، وأضاف الكثير لرصيدها، فقد جمعهما أعمال فنية مميزة تنوعت من أفلام سينمائية ومسرحيات كوميدية، مثل "اعترافات زوج، أنا وهو وهى، العتبة جزاز، شنبو في المصيدة، أجازة بالعافية، فيفا زلاطا، سفاح النساء"، وأيضا مسرحية سيدتي الجميلة، انها حقا عائلة محترمة جداً.

رحلت الفنانة شويكار في مثل هذا اليوم عن عالمنا، لكنها تركت أعمال فنية مازالت خالدة وشكلت تاريخ السينما المصرية، فلم نرى في خفة دمها ودلالها، فكانت من الفنانات المجتهدات اللاتي قدمن منتجات فنية رسمت ملامح الفن المصري في أكثر  فتراته المزدهرة.