أوروبا تحاول استعادة الطبيعة.. قانون جديد لإنقاذ 25% من الأراضى الخضراء.. التصحر يهدد مناطق واسعة بالقارة.. والإفراط فى استغلال الموارد وتغير المناخ أبرز الأسباب.. وتخفيف الاحتباس الحرارى أحد الأهداف

الجفاف - أرشيفية
الجفاف - أرشيفية
فاطمة شوقى

وصل التدهور البيئي في أوروبا إلى نقطة حرجة،  تواجه الغابات والأراضي الرطبة والسواحل والأنظمة الزراعية في القارة أزمة بيئية تهدد تنوعها البيولوجي، ولذلك قررت المفوضية الأوروبية التحرك، ويدخل القانون الأوروبى لاستعادة الطبيعة حيز التنفيذ 18 أغسطس.

وتشير البيانات الصادرة عن وكالة البيئة الأوروبية إلى أن 80% من الموائل المحمية في حالة سيئة وأن 60% من الأنواع التي تم تقييمها لديها حالة حفظ غير مواتية، وبدون تدخل حاسم، ترسم التوقعات المستقبلية سيناريو مدمرا، مع تسارع فقدان الأنواع، وتآكل التربة، وندرة المياه العذبة، وزيادة التعرض للكوارث الطبيعية.


وفي إسبانيا، وهي واحدة من أكثر المناطق تنوعًا بيولوجيًا في القارة، فإن الوضع مثير للقلق. وفقا للجرد الإسباني للتراث الطبيعي والتنوع البيولوجي، فإن ما يقرب من نصف النظم البيئية معرضة للخطر، لقد فقدت البلاد جزءًا كبيرًا من أراضيها الرطبة، الضرورية لتنظيم دورة المياه وكموطن للطيور المهاجرة.


وبالإضافة إلى ذلك، يهدد التصحر مناطق واسعة، خاصة فى الجنوب الشرقى، بسبب الإفراط في استغلال الموارد و تغير المناخ، وفي مواجهة هذا الواقع، قررت المفوضية الأوروبية التحرك، وبالتالي بدءا من  18 أغسطس، يدخل القانون الأوروبى لاستعادة الطبيعة حيز التنفيذ.


قانون أوروبى يدخل حيز التنفيذ


وهذا هو القانون الأول في تاريخ القارة الذي يلزم الدول الأعضاء باستعادة أنظمتها البيئية المتدهورة، وليس فقط حماية الأنظمة القائمة. هذا التشريع، الذي تمت مناقشته منذ أكثر من عام، تغلب على العقبات أمام الموافقة عليه ويسعى الآن إلى استعادة ما لا يقل عن 25% من النظم البيئية المتدهورة بحلول عام 2030 وجميعها بحلول عام 2050.


ويتضمن القانون إعادة تأهيل الأراضي الزراعية المتدهورة، وهي نقطة حاسمة في بلدان مثل إسبانيا، حيث أدت الزراعة المكثفة إلى فقر التربة وتآكلها، وكما أشارت المفوضية الأوروبية، "يجب وقف تدهور الطبيعة وتحقيق الحياد المناخي وتعزيز استعداد أوروبا وقدرتها على الصمود في مواجهة آثار تغير المناخ".


وهو يركز على استعادة أراضي الخث – وهو نوع من الأراضي الرطبة الحمضية، وتغطي هذه النظم البيئية ما يقرب من 3% من أراضي الاتحاد الأوروبي، وهي أساسية لاحتجاز الكربون وتنظيم دورة المياه،  وبهذا الإجراء، فإنهم يعتزمون استرداد 30% للاستخدام الزراعي، مما يساعد على التخفيف من ظاهرة الاحتباس الحراري.


وبالإضافة إلى ذلك، يضع القانون تدابير لوقف انخفاض أعداد الملقحات، مثل النحل أو الفراشات. وسوف تفعل ذلك من خلال إنشاء ممرات بيئية والحد من استخدام المبيدات الحشرية.


وفيما يتعلق بالمناطق الحضرية، يحظر هذا التشريع تقليص المساحات الخضراء الضرورية للصحة والرفاهية، لأنها تساعد على الحد من تلوث الهواء وتنظيم درجات الحرارة وتوفير ملجأ للحيوانات المحلية.


كما يتطلب هذا الإجراء إزالة العديد من الحواجز الاصطناعية، مثل السدود والأقفال، التي تمنع هجرة الأسماك وتغير النظم البيئية المائية. كل هذا بهدف استعادة التدفق الطبيعي وتحسين التنوع البيولوجي.


معركة سياسية
وبعيداً عما قد يتصوره كثيرون بشأن إجراء لصالح الطبيعة، فإن الموافقة عليه كانت مليئة بالعقبات. منذ البداية، كان موضوع نقاش حاد في البرلمان الأوروبي. وقاد حزب الشعب الأوروبي المعارضة، بحجة أن القانون من شأنه أن يفرض أعباء مالية مفرطة على المزارعين وملاك الأراضي. بل كانت هناك أوقات كان يُخشى فيها أنه لن يتمكن من المضي قدمًا.


وازداد الوضع تعقيدا عندما غيرت المجر، الدولة التي تبنت موقفا متزايدا المتشككين في أوروبا تحت قيادة فيكتور أوربان، موقفها نحو "لا"، مما يعرض الأغلبية المؤهلة اللازمة للموافقة للخطر.


وتمت الموافقة "في أقصى الحدود" على قانون استعادة الطبيعة الذي يطمح إلى أوروبا خالية من النظم البيئية المتدهورة.


ومع ذلك، عشية التصويت النهائي، قررت النمسا، التي حافظت على موقف متناقض، دعم القانون. وهو التغيير الذي أصبح حاسماً، حيث سمح بالوصول إلى عتبة 66% من سكان الاتحاد الأوروبي.


وعلى الرغم من ذلك، أعلنت الحكومة النمساوية، بقيادة حزب الشعب ، أنها ستقدم استئنافًا لإلغاء الحكم أمام محكمة العدل.

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

كيف يختار رئيس الجمهورية المعينين بمجلس الشيوخ؟ القانون يكشف التفاصيل

مباشر الميركاتو.. تعرف على آخر تطورات سوق الانتقالات الصيفية

رئيس الأركان الإسرائيلي: اغتلنا 240 من عناصر حزب الله منذ وقف إطلاق النار مع لبنان

القبض على مدير استوديو غير مرخص فى الطالبية

الولايات المتحدة تحتجز موظفًا بالمديرية الوطنية الإسرائيلية للإنترنت لاستجوابه


الخارجية تطالب بتوضيحات حول ما يسمى بإسرائيل الكبرى: تهديد للاستقرار

توقفوا عن قـتل الأطفال والمدنيين.. رسالة مؤثرة قبل انطلاق السوبر الأوروبى

أسرار مقتل مريم وصدمات زياد.. الحلقة الأخيرة من "فلاش باك" فى ما تراه ليس كما يبدو

الجونة يراقب غزل المحلة أمام سموحة قبل مواجهة الجولة الثالثة

كده الأيام وكايرو. حمزة نمرة يطلق الدفعة الأخيرة من ألبومه "قرار شخصي"


مجلس الأمن يرفض إنشاء سلطة حكم موازية فى مناطق سيطرة الدعم السريع بالسودان

الأرصاد: انخفاض درجات الحرارة بدءا من السبت.. ولا موجات حارة الفترة المقبلة

كلية طب طنطا تعلن سحب 3 طبيبات استقالتهن من قسم النساء وعودتهن للعمل

الأهلي يترقب موافقة ريبيرو على انتظام عبد القادر في تدريبات الأهلي الجماعية

الداخلية تضبط التيك توكر أم ملك لخدشها الحياء العام.. فيديو

محمد صلاح.. تركيز وإصرار وتفاؤل فى ليفربول قبل ضربة بداية البريميرليج.. صور

ريهام حجاج لزوجها محمد حلاوة بعد الفوز بانتخابات الشيوخ: مبروك يا حبيب قلبي

رئيس الوزراء: سجلنا أمس رقما قياسيا فى استهلاك الكهرباء بلغ 39500 ميجا وات

ضبط المتهم بأفعال منافية للآداب بحق جارته لخلافات الجيرة

حادث تصادم سيارة يتسبب في كدمات في الكتف والرقبة للفنانة ليلى علوى

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى